الموضوع: ضرورة الاستعداد للقضاء على المؤامرات، وإعمار البلد
خطاب
الحاضرون: جمع من مقر الحرس الثوري في يافت آباد وبعض المناطق الأخرى في طهران
عدد الزوار: 154
التاريخ: 27 فروردين 1358 هـ. ش/ 18 جمادى الأولى 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من مقر الحرس الثوري في يافت آباد وبعض المناطق الأخرى في طهران
بسم الله الرحمن الرحيم
تبعات الثورة
ثمة طريق للثورة وآخرما بعد الثورة. قبل أن تنتصر الثورات فإن الجميع يتطلعون نحو الهدف، ويكون الحماس شديداً والحركة عظيمة. ولكن بعد الانتصار يبدأ الضعف والاختلاف بالظهور. لقد كنتم مقيدين لفترة طويلة.. جميعنا كنا في الأسر، كنا في حالة من الكبت، لقد كان 35 مليون شخصاً وهم شعب إيران في السجن، لقد كانت إيران سجناً، فجميعكم كنتم تحت التعذيب، التعذيب الروحي، وكان بقية الإخوة تحت التعذيب الجسدي، لقد كنا في تعذيب روحي، وها انتم قد نهضتم والحمد لله يا شباب الأمة وانتصرتم، وقطعتم أيدي المجرمين عن بلدكم، وطردتم السرّاق المحترفين. واليوم وقد انتصرتم، فإن الوضع يشبه كما لو أنهم فتحوا باب أحد السجون فتدفق منه 30 مليون شخصاً كما لو أنهم فتحوا باب قفص فتدفق منه 30 مليون طائراً أسيراً!
فالوضع وضع ثورة، واختلاف، وتحول، ولكن يجب عليكم السيطرة على وضع ما بعد الثورة هذا، بهمة وعزم راسخ وإرادة.
أيادي مرموزة على اعتاب مرحلة البناء
ترون اليوم أن هناك مفسدين يعملون في أطراف بلدنا يريدون إيقاع الاختلاف بينكم، إنهم لم يتمكنوا من ذلك في السابق. عندما كنتم وسط الطريق وكان حماس الثورة ملتهب فيكم، لم يكن أحد يستطيع عمل ذلك. أما اليوم حيث انتهت مرحلة النضال وحان الوقت لاعادة بناء واعمار ايران المدمرة، برزت أيادي مرموزة تحاول إيقاع الخلاف بين فئات الشعب. ولابد لكم أنتم حرس الإسلام، أنتم الشباب جنود الإمام المهدي (سلام الله عليه)، من التصدي لهذه المؤامرات بوعي وإرادة قوية وقبضات محكمة، لا تظنوا أننا انتصرنا وقد انتهى كل شيء، بل مازلنا في وسط الطريق، وعلينا مواصلة المسيرة بخطوات راسخة.
لا يروق لكم أن نتقدم إلى الإمام ونخطو خطوات أخرى من أجل الإعمار، ولذلك يقومون بتنظيم المظاهرات تحت عناوين مختلفة 1، وبحجج متعددة، ولكن بنوايا فاسدة وأهداف شيطانية، يريدون القضاء على وحدة الكلمة بين أبناء الشعب، يريدون خلق الرعب في صفوف الناس.
اقطعوا يد أمريكا وعملائها
أيها الشباب الابطال، أنتم يا جنود الإسلام، لابد من التصدي بقوة وعزم لهذه المؤامرات، احبطوا مخططاتهم. إنني أشكركم على نهضتكم في هذه البرهة من الزمن حيث الحاجة إلى وجود غيارى أمثالكم. وقد ساعدت تضحياتكم في انجاح الثورة والمحافظة عليها. ولكن مسؤولياتكم لم تنتهي بعد، وخدمتكم للإسلام لم تتم بعد، فما زلنا في وسط الطريق، وعلينا مواجهة هذه المؤامرات، هذه المخططات الشيطانية التي تسعى الى تنفيذها أيادي أمريكا وعملائها. يجب أن نقطع أيدي هؤلاء وأن لا نسمح لهم بالتآمر وزرع بذور النفاق بين شعبنا بعناوين مختلفة ومسميات متعددة. أنتم يا اخوتي، أنتم يا أعزائي، عليكم ان تتصدوا لهم بقبضات محكمة وتتغلّبوا عليهم.
إنهم منهمكون بممارسة اساليبهم الشيطانية في مختلف انحاء البلاد، عسى أن يتمكنوا من اعادة الاوضاع الى سابق عهدها، أو على الاقل شبيهة لها، واعادتنا ثانية الى اجواء الكبت وسوق شبابنا الى السجون، ونهب ثرواتنا. إننا مكلفون- جميعنا- بالوقوف في وجه هذه المؤامرات الشيطانية
تحذير إلى الشعب الإيراني
إني أحذر الشعب الإيراني وأدعوه لليقظة، لا تتركوا هؤلاء الشياطين يحدثوا شرخاً بينكم! هؤلاء الذين لا يعتقدون بالإسلام، هؤلاء الذين لا إيمان لهم، هؤلاء الذين لا يعتقدون بالله، إنهم يريدون تفريق صفوفكم، وزعزعة وحدتكم التوحيدية والإنسانية والإسلامية، حتى لا نتمكن من تحقيق أهدافنا. إن الهدف هو احياء الإسلام، احياء أحكام الإسلام- أحكام الإسلام العالمية- وتطبيقها، وأن ينعم الجميع بالرفاه والحرية والاستقلال. أسأل الله تعالى السلامة والسعادة للشعب الايراني كافة ولكم أيها الشباب الابطال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج7، ص: 32,31
1- إشارة إلى المجموعات المعادية للثورة التي كانت تدعو العشائر إلى الاعتراض والتمرد تحت اسم الدفاع عن الشعب.