يتم التحميل...

الموضوع: عوامل النصر-عراقيل الجماعات المعارضة-أهمية الثقافة

خطاب

الحاضرون: جمع من العاملين في مجال التعليم في رفسنجان‏

عدد الزوار: 162

التاريخ: 29 فروردين 1358 هـ. ش/ 20 جمادى الأولى 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: جمع من العاملين في مجال التعليم في رفسنجان‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

العناية الالهية الغيبية للثورة
إنها حقيقة يجب الاعتراف بها، كانت قلعة محكمة لا يحتمل فتحها ولكنها فتحت، وكانت حصناً عظيماً لا يحتمل تحطيمه ولكن تم تحطيمه.
فقد انتصر شعب أعزل لا يملك شيئاً من السلاح، على القوى الكبرى وعلى القوة الشيطانية المدججة بالسلاح، ولكن لست أنا الذي حقق النصر لكم، إنه الله تبارك وتعالى. عندما كنت في باريس وكنت أسمع أن الشعب بأسره- من أقصى المناطق وحتى العاصمة، من القرى الصغيرة إلى المحافظات الكبيرة- قد اتحد مع بعضه والجميع كان يهتف بكلمة واحدة: (لا للأسرة البهلوية، نعم للجمهورية الإسلامية)، كنت أدرك أن يد الغيب وراء ذلك. فالانسان لا يستطيع إيجاد مثل هذه الوحدة، إذ أن دائرة فعاليته محدودة، فيمكن أن يحقق وحدة الكلمة في مدينة أو محافظة، يمكن أن يحقق وحدة الكلمة بين مجموعة من الناس، ولكن بلداً يبلغ عدد سكانه بضع وثلاثون مليوناً، وبما فيه من تعدد في التحزب واختلاف في التطلعات والآمال والتوجهات، يتكاتفون مع بعضهم بعضاً ويتَّحدون بصوت واحد، فليس هذا إلا لأن هناك يداً غيبية في البين. إن الله تبارك وتعالى هو الذي حقق هذا بواسطة إمام العصر- سلام الله عليه- ومن ذلك الوقت لم يراودني اليأس مطلقاً، لقد أصبح لدي أمل كبير منذ ذلك الوقت بأن الأمر سينتهي بالنصر. طبعاً لم أكن أتصور أن النصر سيكون نصيبنا بهذه السهولة وبهذه السرعة، شعب أعزل لا يملك شيئاً في مواجهة قوة شيطانية يدعمها أمثال أمريكا وبريطانيا علناً وكذلك روسيا، لقد اتحدت القوى الشيطانية مقابل شعب صغير. ولكن القوى الرحمانية كانت تعمل. فلا أحد يستطيع أن يعاند ويعادي الله تبارك وتعالى. كانت هناك يد إلهية غيبية. ومادامت هذه اليد موجودة، وما دامت هذه الرعاية الالهية موجودة، فأنتم منتصرون.

التوجه إلى الله والتغيير الداخلي هما سرّ الانتصار
حافظوا على هذه النهضة بهذا الشكل الذي هي عليه، وبهذه الحرارة التي فيها. إذا كنتم تتطلعون الى تحقيق دولة مستقلة حرة، دولة تعتمد على نفسها وتقوم بأعمالها بنفسها، وتواصل الانتصار حتى النهاية، فإنه يجب عليكم أن تحافظوا على سرّ هذا الانتصار. سر الانتصار هو التوجه لله. كان يأتيني شباب شجعان ويقسمون علي بأن أدعو لهم كي يستشهدوا. إنها رعاية الله،فمثل هذا التغيير ليس بوسع الإنسان تحقيقه. إن تغييراً روحياً، تغييراً باطنياً تحقق لهذا الشعب. لقد حصل هذا التغيير الباطني بيد الله، برعاية الله، شعب كان إلى زمن قريب إذا جاء شرطي إلى السوق وقال: يجب أن تغلقوا المحال أو ترفعوا الأعلام، فإنه لم يكن أحد يرى لنفسه الحق في المخالفة. وخلال فترة وجيزة وصل هذا الشعب إلى درجة أن الناس تدفقوا إلى الشوارع ينادون (الموت لفلان)! غير آبهين بالدبابات والمدافع والرشاشات، غير آبهين بالقوى الشيطانية. لقد كان هذا التغيير تغييراً الهياً. اعملوا على مواصلة هذا التغيير، والحرص عليه. حافظوا على وحدة الكلمة، اعملوا على تقوية التوجه لله، اجعلوا أرواحكم متوجهة إلى الله، اطردوا الشياطين الذين يريدون ايقاع الفرقة بينكم، أرشدوهم- إذا كانوا قابلين لذلك- أو اطردوهم. إن أمريكا ما زالت تطمع في إيران، في نفط إيران، في ثروات إيران، ولا تستطيع صرف النظر عنها بهذه السرعة.

التوجه إلى الله سرّ النصر
إذا كنتم تريدون أن تفقؤوا هذه العيون، وتقطعوا هذه الأيدي، عليكم أن تحافظوا على السر الذي أوصلكم إلى ما نحن عليه، ألا وهو التوجه الى الله. الجميع لديهم مطلب واحد وهو الإسلام، الجميع ينادي: لا للشرك، نعم للإسلام. فإذا ضاع منا- لا سمح الله- هذا السر، واستطاع هؤلاء الشياطين الذين هم عملاء أمريكا والدول الأخرى ومنتشرون بين الناس ويسعون لإثارة الفتن ولا يتركون زراعتنا كما ينبغي، لا يتركون مصانعنا تعمل، لا يتركون مدارسنا تفتح، إذا استطاع هؤلاء أن يوجدوا شرخاً بينكم ووقعتم تحت تأثير كلامهم، وخدعوا شبابنا فتوجهوا إليهم وتبعوهم وأصبحوا ينزلون إلى الشوارع ويتظاهرون بناء على أوامرهم، إذا نجح لا سمح الله هؤلاء الناشطون الذين يريدون حرف الناس بتسويلاتهم الشيطانية، إذا نجحوا في عملهم فإني أخشى أن تعود الأوضاع الى سابق عهدها، أخشى أن يعود الاستبداد والإرهاب ثانية، أخشى أن يضيع منا ثانية الاستقلال الذي تمكنّا من تحقيقه.

الوجه الحقيقي لأدعياء نصرة الشعب‏
أعزائي! انتبهوا واعرفوا هؤلاء الذين انتشروا بين الناس على حقيقتهم. فإذا كانوا يحملون هموم هذا الشعب حقاً فلماذا لا يتركون الهدوء يسود هذا الشعب؟ لماذا لا يدعون الاستفتاء أن يتم؟ لقد كان الاستفتاء أمراً وطنياَ، لماذا أحرقوا صناديق الاقتراع؟ لماذا منعوا الناس من المشاركة؟ لقد قاطعوا الاستفتاء! الاستفتاء كان من أجل الشعب، ولم يكن مرتبطاً بالطاغوت، لم يكن مرتبطاً بالأجانب، كان مرتبطاً بالشعب.

لماذا قاموا بهذا العمل؟ لماذا لا يدعون الزراعة تسير على مايرام؟ يذهبون إلى القرى ويفسدون ولا يدعون الأمور تسير بشكلها الطبيعي. لم لا يتركون مصانع إيران تعمل؟ لأنه إذا سارت أمورها بشكل طبيعي سيعم الهدوء، وإذا عمَّ الهدوء ستقطع أيدي أسيادهم. إن هؤلاء يريدون أن تبقى أيادي أولئك ممدودة. إنهم يريدون الرجوع بنا إلى العهد السابق ولو بشكل آخر، وطبعاً الملكية لايمكنها أن تعود ثانية، لذا يفكرون بأشكال شيطانية أخرى. انتبهوا! احذروا، ليلتفت كل واحد وفي أي مكان كان لطرد هذه العناصر.

الثقافة أساس استقلال البلد
لابد من العمل- إن شاء الله- بعد استقرار الحكومة الإسلامية على إزالة النواقص وفي مقدمتها ماتعانيه الثقافة. إن الثقافة أساس الأمة، أساس هوية الأمة، أساس استقلال الأمة، ولهذا جعلوا ثقافتنا استعمارية. لقد سعوا لئلا يظهر انسان. إنهم يخافون من الانسان، لقد سعوا خلال هذه السنين الطويلة وخصوصاً في الخمسين سنة الأخيرة، لئلا يظهر رجال في إيران. لقد نظموا التعليم بشكل لا يتحقق نمو علمي وإنساني. لقد جعلونا نخاف، جعلونا بواسطة إعلامهم نخاف إلى درجة أننا أصبحنا نخاف من أنفسنا، لم يكن عندنا ثقة بأنفسنا، فإذا مرض شخص كانوا ينصحونه بضرورة الذهاب الى الغرب رغم أن لدينا أطباء. لقد تعاملوا معنا بطريقة سلبونا شخصيتنا لدرجة إذا أردنا أن نعبّد طريقاً كنا نستدعي الخبراء من خارج البلد رغم أنه كان لدينا ما نحتاج إليه. يجب أن يدير جيشنا الأجانب! يجب أن يأتي الأجانب ويديروا أمور نفطنا مع أنه كان لدينا كل شي‏ء. كان الوضع هكذا لأنهم سلبونا شخصيتنا، غسلوا عقولنا، سحقوا ثقتنا بأنفسنا.
أيها الإخوة احرصوا على تربية الشباب على الاعتماد على النفس وعلى الاستقلال النفسي. أيها المعلمون! ربوا الشباب على الاستقلال والحرية، اجعلوهم يعتمدوا على أنفسهم. إننا نملك كل شي‏ء ولكنهم تعاملوا معنا بشكل تصورنا أننا لا نملك شيئاً.

لقد رأينا كيف أننا تغلبنا عليهم بقبضات خالية. إذن لدينا القوة والقدرة على ذلك. فنحن الذين كنا نخاف من شرطي، فقد رأيتم أن أطفالنا لم يعودوا يهابون حتى الدبابات والمدافع. إذاً لدينا مانملكه .... عندنا الله. مادام الاعتماد على الله موجوداً، مادام التوجه إلى الله موجوداً، مادامت روحية الشجاعة هذه موجودة فيكم، فإنكم منتصرون.
أسأل الله تبارك وتعالى السلامة والسعادة لكم جميعاً ولجميع أبناء الشعب. إنني أدعو لكم جميعاً وأنا خادمكم جميعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله‏


*صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 46

2011-05-01