الموضوع: الاهتمام بالقضايا الأساسية للثورة-التصدي للاعداء المحليين والجماعات الخائنة
خطاب
الحاضرون: جمع من الطلبة الجامعيين والعاملين في حقل التعليم في (كرمانشاه) و (همدان)، وعدد من ممثلي جماعة علماء طهران
عدد الزوار: 79
التاريخ: 1 أرديبهشت 1358 هـ. ش/ 23 جمادى الأولى 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من الطلبة الجامعيين والعاملين في حقل التعليم في (كرمانشاه) و (همدان)، وعدد من ممثلي جماعة علماء طهران
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الاهتمام بالقضايا الأساسية للثورة
أسأل الله التوفيق والسعادة لجميع أبناء الشعب ولكم أنتم أيها السيدات والسادة الحاضرون هنا.
لقد تعرضتم في كلمتكم للمسائل الفرعية قبل المسائل الأساسية 1. إن لدينا الآن قضايا لم تحل هذه القضايا الأساسية لن تحل المسائل الفرعية. إن هذه المسائل تشبه كبير لو كنتم تطالبون باصلاح الجامعات او الحوزات في وقت كانت كل جهودنا مكرسة لتحطيم السد المحكم للأجانب وقطع أياديهم.
هذا الكلام في ذلك الوقت كان في غير محله، وكذلك الآن. إنكم الآن مبتلون بمسائل أساسية بحيث إذا لم تحل تلك المسائل، فإن هذه المسائل لن تحل أيضاً. إنكم تواجهون الآن انحرافات، وهم يأزمون الأوضاع ويسعون الى حرف بلدنا واعادته الى الوضع السابق. فما لم يصحح هذا الانحراف والتخلص من هذه الخيانات لا يمكن اصلاح المسائل الفرعية. إن هذه المسائل التي ذكرتموها هي لذلك الوقت الذي نكون قد تغلبنا فيه على الأجانب وأرجعناهم القهقرى. إننا الآن في وسط الطريق، ولم نصل بعد إلى الهدف، إن هناك سموماً في البين، وإبعاد الشعب عن علماء الدين هو أحد هذه السموم. إن المسائل التي طرحتموها مسائل مفيدة في وقتها المناسب ولكنها الآن مضرة. إننا اذا أردنا أن نتابع هذه المسائل الآن، فإن بعضها يقود الى بث الفرقة بين الشعب، إننا نريد حلّ هذه المسائل بتأن في وقتها المناسب. أما الآن فهو وقت حلّ المسائل الأساسية وهي قطع أيادي الأجانب المنتشرة في بلدنا على نطاق واسع .. علينا ان نفكر الآن بهذا، وأما التفكير بغير ذلك فهو تفكير في الفروع التي لن تصلح ما لم يصلح الأصل.
العراقيل التي تضعها الجماعات المعارضة بتحريك أمريكي
إنكم تلاحظون كيف أنهم يختلقون لنا المشاكل والمتاعب ولم يسمحوا لنا باصلاح الأمور التي عانينا منها في العهد السابق والنظام الفاسد. يثيرون الفوضى في المدارس ولا يدعوا شبابنا يواصلون دراستهم، وكل يوم ينزلونهم إلى الشوارع بحجة ما. الزراعة لا يتركونها لتسير أمورها، فيذهبون ويفسدون الفلاحين ويمنعونهم من الزراعة. اقتصادنا لا يتركونه سالماً، عمالنا لا يتركونهم ليعملوا، مصانعنا لا يتركونها تعمل. من هم هؤلاء؟. هل هؤلاء يهمهم حقاً أمر الشعب، وهم لا يريدون لهذا البلد أن يسوده الهدوء؟!
هل يمكن أن يتحقق إصلاح بدون هدوء؟. هل يمكن أن تحل قضايانا ومشاكلنا مع وجود حرب الأعصاب والحرب الخارجية واضطراب الاوضاع. هل يمكن أن يحدث إصلاح مع وجود هذه الأعمال التخريبية التي شرع بها هؤلاء في جميع أنحاء البلد، أحياناً في (كردستان) وأخرى في (بلوجستان) وثالثة في مناطق أخرى؟. هل يمكن إصلاح أمر فوراً وقد مضى عليه أكثر من خمسين عاماً على هذه الحالة؟ بلد مارسوا فيه التخريب على مدى أكثر من خمسين عاماً؟. هل يمكن حلّ هذه المسائل على وجه السرعة؟ وهؤلاء- أيادي الأجانب- لا يدعونا نفسح المجال للخبراء لانجاز الأعمال المطلوبة.
إنهم لا يفسحون مجالًا ليعمَّ الهدوء بسبب دعاياتهم السيئة وبأساليب مختلفة، فما لم يعمّ الهدوء لا مجال لأي إصلاح، ما لم يتحقق الاستقرار فإن مصانعنا لا تستطيع العمل، ما لم يعمّ الهدوء لا يمكن إصلاح زراعتنا، ما لم يعمّ الهدوء لا يمكن اصلاح مجالنا الثقافي، ما لم يتحقق الهدوء لا يمكن اصلاح رجل الدين. إن طرح هذه المسائل الآن لا يؤدي إلا إلى إيقاع الفرقة. قدِّموا المسألة الأساسية.
أيها الشباب! أعزائي! أيتها السيدات! أيها السادة! انتبهوا جميعاً إلى أن هناك أيادي في البين، هناك مؤامرات في البين، تحرك من الخارج كي لا يتركوا هذا البلد يعمّه الهدوء. كي لا يدعوا الإصلاحات تتحقق. لاحظوا بأنفسكم هل بناء المساكن للفلاحين والعمال هو عمل غير وطني؟ إنهم يعارضون حتى هذا! إنهم يعارضون حتى بناء هذه المساكن! هل كان الاستفتاء أمراً غير وطني؟ متعلق بالأجانب؟ كان لدولة ما دخالة فيه؟ كان لقوة ما دخالة فيه؟ لماذا لم يدعوا الاستفتاء ليتم؟ لماذا قاطعوا الاستفتاء؟ لماذا أحرقوا صناديق الاقتراع في بعض المناطق؟ لأنهم لا يريدون أن يسود الهدوء هذا البلد. لا يريدون للشعب أن يمسك زمام مصيره بيده. فإذا ما أمسك الشعب زمام مصيره بيده فإنه لا يترك الاجانب لتنهب منه كل شيء، الاتحاد السوفييت- ي من ذلك الطرف، وأمريكا من هذا الطرف، وبريطانيا من طرف آخر. لا يترك طاقات شبابنا لتذهب هدراً، ومثل هذا لا يروق لهؤلاء.
الاتحاد من أجل قطع يد الخونة
إن كل الجهود يجب أن تكرس الآن لقطع يد هؤلاء الخونة. يجب علينا أولًا معالجة هذه الأعم- ال التي يقوم بها هؤلاء- بعناوين مختلفة وذرائع متعددة- في أنحاء البلاد. وبعد ذلك نتفرغ للأمور الفرعية وانجاز بعض الأعمال. ولكن مادامت جذور الأجانب لم تستأصل بعد، وما دامت بقايا النظام السابق موجودة فإنكم لن تستطيعوا القيام بأي عمل ثوري. إننا ما زلنا في وسط الطريق ويجب اجتثاث جذور هؤلاء، إننا لم نحقق النصر النهائي بعد. إننا الآن في وسط الطريق، إننا الآن في حالة النضال، وليلتفت السادة ولينتبهوا، لئلا يحرفوا أذهانكم بالانشغال بالفروع، ومزاعم من قبيل: ماذا ستفعلون من أجل العمال، وماذا ستفعلون من أجل المدارس؟. إن هذه أمور لا يريدونها أن تتم ولكن يتذرعون بها حتى لا يدعوا الهدوء والاستقرار يسود إيران، وإلا فإننا نريد الشروع ببناء المساكن، ولكنهم يقفون مانعاً دون ذلك، الحكومة تريد أن تنشِّط المجال الزراعي، تحرّك المعامل، ولكنهم يقفون كمانع. أزيلوا هذه الموانع أولًا، يجب التخلص من العدو أولًا ثم طرح المشاريع.
أسأل الله تبارك وتعالى العون لجميع السادة وطلاب الجامعات ووجهاء البلاد، وأطلب من الجميع أن يتخلوا عن هذه الأمور التي تسبب الفرقة ولا يفسحوا المجال لبعض الأشخاص بالاندساس بين صفوفهم وإثارة الفرقة تحت واجهات تبدو منطقية بالوهلة الأولى ولكن واقعها التآمر.
والسلام عليكم ورحمة الله
* صحيفة الإمام، ج7، ص: 64
1- إشارة إلى كلام ممثل الجامعيين الحاضرين.
2011-05-01