يتم التحميل...

الموضوع: الإفتخار بالإتحاد المتبادل بين الجيش والشعب-العفو العام في الجيش وقوى الأمن

خطاب

الحاضرون: جمع من الضباط وضباط الصف في مركز مدفعية أصفهان‏

عدد الزوار: 84

التاريخ: 2 أرديبهشت 1358  هـ ش/ 24 جمادى الأولى 1399  هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: جمع من الضباط وضباط الصف في مركز مدفعية أصفهان‏

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
‏بسم الله الرحمن الرحيم‏

يوم ميمون‏
إنني أعتبر هذا اليوم يوماً مباركاً، يوماً ميموناً. لقد جاءت صباح اليوم مجموعة كبيرة من أحبائنا، إخوتنا في الجيش وإخوتنا في الجندرمة، والتقوا معنا. والآن جاء إلينا أيضاً أحبّاؤنا والعسكريون المحترمون من أصفهان. إنني لهذا السبب أعتبر هذا اليوم يوماً ميموناً ومباركاً حيث إن الجيش في قلب الناس وبين الناس، ويستقبلونه باحترام كبير وشوق وحرارة، ولهذا السبب أراه يوماً مباركاً. ففي السابق وفي زمن الطاغوت كان جيشنا بعيداً عن الشعب وأكثر بعداً عن علماء الدين. أما اليوم فالجيش في قلب الشعب وإلى جانب علماء الدين بشكل قد تولى حجة الإسلام السيد طاهري 1 أيده الله تعالى إرشادهم ومرافقتهم إلى هنا، إنها سابقة لا مثيل لها أن يشارك رجل دين في الجيش وفي استعراض عسكري. فالجيش كان قد ابتعد عنا، مثلما ابتعد الشعب عن الجيش. وكانت هذه خيانة كبيرة قام بها النظام السابق أن أبعدنا نحن والإخوة بعضنا عن بعض. اليوم يوم مبارك حيث الجيش والشعب متعانقان، ويرى أفراده أنفسهم غارقين وسط هذا البحر من الجموع الغفيرة، والناس يستقبلونهم بالضيافة كأنهم إخوتهم. لا هم مستاؤون من الناس ولا الناس مستاؤون منهم. بخلاف الفترة السابقة حيث أوهموا الناس وأخافوهم من الجيش وقوى الأمن بشكل كان الناس يشعرون بالانزعاج عند رؤيتهم. وكذلك قاموا بتربية الجيش بحيث كانت مشاعره تجاه الشعب ليست كما هي اليوم. إنكم اليوم تشعرون بالفرح لأنكم بين أحضان الشعب، والشعب يشعر بالفرح أيضاً لأنكم إلى جانبه، والفرحة تعم الجميع لأنكما مجتمعان كالإخوة مع بعضكما. إنني أشعر بالفخر حيث أرى الجيش ملتحماً مع الشعب كأخوين. إنه يبعث على الفخر.

الجيش في صدر الإسلام‏
الإسلام ينشد هذا، فالجيش الإسلامي في صدر الإسلام كان والناس كياناً واحداً. ولكن بعد ذلك قام سلاطين الجور لاسيما في الفترة الأخيرة، بعزلكم عنا بواسطة الدعايات التي بثوها- الدعايات‏
التي كانت من طرف الأجانب وعميلهم النظام المنحط- دعايات أدت إلى إبعادكم عنا، وإبعاد الشعب عنكم. لقد فرّقوا الشعب بعضه عن بعض، أبعدوا الجامعي عن الحوزوي، وإبعاد الكاسب عن كليهما. وبحمد الله فقد سنحت هذه الفرصة ووفقنا الله تبارك وتعالى لمثل هذا بحيث إنكم الآن إخوة فيما بينكم تستقبلون بعضكم في أجواء حميمة، وبشوق وحرارة. إنه يوم مبارك، يوم ميمون وعظيم.

العفو العام‏
وأما المسألة التي ذُكرت فيما يتعلق بالعفو 2. فهو كما قال (سماحته) إن المجرمين، والخائنين، قد تمت معاقبتهم وسوف يعاقبونهم. وأما الجيش والجندرمة وكذلك بقية قوى الأمن الداخلي والشرطة في جميع أنحاء البلد، فإنهم إن كانوا قد ارتكبوا لا سمح الله جرماً صغيراً، أو ذنباً صغيراً، فقد عفونا عن ذلك، وقد عفى الله تبارك وتعالى عنهم بسبب رجوعهم إلى احضان الإسلام، ورجوعهم إلى حضن صاحب الزمان (سلام الله عليه) ونحن وتبعاً لصاحب الزمان (سلام الله عليه) قد عفونا عفواً عاماً، وتجاوزنا عمن كان ارتكب معصية صغيرة وفعل لا سمح الله- بعض صغائر الذنوب. أمدَّكم الله جميعاً بالعظمة والعزة والقوة.

الدعوة إلى الاستقامة والصمود
أيها الإخوة! انتبهوا إلى أنه في هذه البرهة من الزمان، في هذه اللحظة من الزمان، يتطلع الشياطين الى ايقاع الفرقة والاختلاف بيننا وبينكم، بينكم وبين بقية قوى الأمن، بين فئات الشعب المختلفة، لعلّهم يتمكنوا بخيالهم الساذج من العودة الى الوضع السابق ولو بشكل آخر. ولكن يجب عليكم أن تحبطوا مؤامرتهم بيقظة وحذر. قفوا كالجبل في وجههم ولا تسمحوا لهم بإيجاد خلل في اجتماعكم هذا. ولا تفسحوا لهم المجال ليحدثوا شرخاً في سدكم الكبير هذا وفي اجتماعكم ووحدة كلمتكم هذه. فإنهم إذا أحدثوا شرخاً لا سمح الله، فربما تواجهنا مشاكل ومسائل أخرى. أمدّكم الله تعالى جميعاً بالعزة والسلامة والسعادة، وجعلكم أنتم مع الشعب والشعب معكم تسود بينكم الأخوّة بشكل لا يستطيع أحد إيجاد خلل في هذه الأخوّة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

*صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 72


1- السيد جلال الدين طاهري.
2- إشارة إلى بعض ما ذكره السيد طاهري في كلمته قبل خطاب الإمام الخميني.
 

2011-05-01