الموضوع: مخططات الأعداء المشؤومة
خطاب
الحاضرون: قادة القوة البرية في جيش الجمهورية الإسلامية
عدد الزوار: 144
التاريخ: 3 أرديبهشت 1358 هـ. ش/ 25 جمادى الأولى 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: قادة القوة البرية في جيش الجمهورية الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستعمار وإثارة الفتن
لقد كانت علاقاتنا في السابق- أوائل النهضة1- مقتصرة على العلماء، وقد حرصوا على ابعادنا عنكم عن قصد.
لم يكن يروق لهم أن تتحقق الوحدة بين فئات الشعب. كانوا يخافون من هذه الوحدة. والآن أيضاً أدركوا بأنه إذا اتحد الشعب، إذا اتحدت فئاته المختلفة، ليس بوسع حتى القوى العظمى من دحره. ولهذا السبب علينا الآن أن نراقب الأمور بدقة وحذر كبيرين وبوعي متقدم. فالأجانب لم يكفوا أيديهم عنّا، وما زالوا يطمعون بثرواتنا. إنهم وقد شاهدوا أن أيديهم قد قطعت الآن، فهم يحاولون وبطرق مختلفة بث الفرقة والاختلاف في صفوفنا. فكما نراهم الآن يختلقون فتنة بعد فتنة فهم بين فترة وأخرى يختلقون فتنة تحت عنوان معين، وبإسلوب معين. فنحن وأنتم الذين يجب علينا الحذر من هذه الفتن وأن لا نسمح لها بتحقيق أهدافها.
إن إيران اليوم ملك لكم. ايران للايرانيين. وقبل هذا لم تكن لنا، إذ كانت كل جهة تنهب جانب من ثرواتنا وتذهب، وكانت التبعية موجودة في جميع أمورنا. إنني آمل أن تحقق هذه النهضة وبمعونة جميع الطبقات، كامل أهدافها. إن الوضع الآن حسّاس الى حد كبير أكثر من السابق. فالناس الآن قد رجعوا إلى أنفسهم وتوجهوا إلى معيشتهم، وقد وقعت بعض الاضطرابات في البلد- في جميع أنحاء البلد-. ومن جهة أخرى فإن الأيادي المجرمة منهمكة بالعمل للحيلولة دون تحقيق هذه النهضة كامل أهدافها. فيجب علينا السعي وبجميع طاقاتنا للمحافظة على اقتدار هذه النهضة والسير بها قدماً بهذا الحماس الموجود عند الناس، لنتمكن من إنجاز المراحل التالية وتشكيل الحكومة الدائمة للجمهورية الإسلامية، وليمسك الناس بزمام أمورهم، وتستقر جميع القوى في مواقعها ويعم الاستقرار والنظم في هذا البلد. بلد حباه الله بثروات كثيرة، وكان يجب أن تزيد محاصيله الزراعية عما يحتاج إليه بشكل كبير فيقوم بتصديرها. بلد كان ينبغي أن يكون لديه كل شيء، ولكننا نراه الآن تعمّه الفوضى في جميع مرافقه. لقد أفسد هؤلاء الظلمة2 كل المرافق وكانوا مكلفين بمهمة إبقاء الشعب متخلّفاً، ابقاء كل ما لديه متخلفاً. وإنني آمل أن نستطيع التعويض عن ذلك بهمة جميع الفئات، فلا تستطيع فئة واحدة أن تقوم وحدها بهذه الأمور، فيجب على جميع الفئات أن تتّحد مع بعضها، يتحد علماء الدين فيما بينهم، والعسكريون فيما بينهم، ويتحد الشعب مع الجيش والعلماء مع بعضهم بعضاً لينجزوا هذه الأمور.
أسأل الله تبارك وتعالى وأتضرع إليه أن يوقظ جميع فئات شعبنا وينبّههم إلى عواقب الأعمال، وأن يعز الإسلام، ويعزَّ شعب الإسلام ودولة الإسلام، ويوفقنا للخلاص التام من هيمنة الأجانب واجتثاث الجذور المتعفّنة الباقية، ويكون الإسلام والدولة لنا وأن نعمل فيها ونستفيد من مواهب الله. وإنني أشكركم على إعلانكم الاستعداد للمساعدة في هذه الأمور. طبعاً جميعنا يجب علينا المبادرة في هذه المسائل- فيما يتعلق بالمحتاجين، فيما يتعلق بالمستضعفين-، كل واحد على قدر استطاعته. سلّمكم الله وأعزكم.
* صحيفة الإمام، ج7، ص: 76-77
1- المقصود بداية النهضة عام 1962.
2- إشارة إلى المسؤولين في العهد البهلوي.