الموضوع: المسؤولية الجسيمة للأمومة والتعليم
خطاب
الحاضرون: نساء طهران ومنطقة (شاهزاده ابراهيم) في قم و (شهسوار)
عدد الزوار: 67
التاريخ: 24 ارديبهشت 1358 هـ.. ش/ 17 جمادى الثانية 1399 هـ.. ق
المكان: قم
الحاضرون: نساء طهران ومنطقة (شاهزاده ابراهيم) في قم و (شهسوار)
بسم الله الرحمن الرحيم
الصف الأول للأطفال
إن لكُنَّ أيتها السيدات شرف الأمومة، وفي هذا الشرف تسبقن الرجال، فعليكن مسؤولية تربية الطفل في أحضانكن، إن أول مدرسة للطفل هي حضن أمه، والأم الجيدة تربي طفلًا جيداً، وإذا كانت الأم منحرفة- لا سمح الله- فإن الطفل سيخرج من هذا الحضن منحرفاً، وليس للاطفال علاقة بأحد كعلاقتهم بأمهم، ففي الأم تتلخص أحلامهم ويرون كل شيء في الأم، فيؤثر في الأطفال كلام الأم، خلق الأم، عمل الأم، فلا محالة إذا كان حضن الأم وهو أول صف إذا كان هذا الحضن طاهراً ونظيفاً ومهذباً فإن الطفل سوف ينمو منذ انطلاقته على هذه الأخلاق السليمة وعلى تهذيب النفس والعمل الصالح. إن الطفل عند ما يكون في حضن أمه ويرى أخلاق أمه الحسنة، وأعمالها الصالحة، وحديثها السليم، تتهذب أعماله وأقواله تقليداً لأمه الذي هو أقوى من أي تقليد آخر ويتغذى أنجع من أي تغذية أخرى.
عبء الأمومة الجسيم
إنكن تتحمل مسؤولية جسيمة، وعليكن تربية أطفالكن منذ الولادة حيث أنفسهم تقبل التربية بسرعة، يقبلون الحسن والقبيح بسرعة، فأنتن مسؤولات عن أفعالهم وأعمالهم منذ الصغر. وكما أنه بتربية طفل صالح فمن الممكن ان يكون هذا الطفل هو الضامن لسعادة شعب، كذلك إذا نشأ طفل سيء- لا سمح الله- في أحضانكن فمن الممكن أن يؤدي إلى فساد في المجتمع. لا تظنوا أنه مجرد طفل، فإن الطفل أحياناً وعند ما يدخل المجتمع قد يصل إلى رأس المجتمع، ومن المحتمل أن يصل طفل فقير أحياناً إلى رأس المجتمع.
إذا كان الطفل الذي قمتن بتربيته طفلًا مهذباً فإذا تسلم زمام المجتمع فسوف يسعد أمةً كاملة، ويعود الفخر في ذلك اليكنّ، أنتن اللاتي ضَمنتُنَّ هذه السعاة للأمة وإذا كان الامر عكس ذلك وكانت تربية الطفل في حضن أمه تربية غير إسلامية، لم تكن تربية إنسانية، وكان فيها انحراف، فمن الممكن أن يجرَّ هذا الطفل المنحرف. مجتمعاً إلى الفساد. لا تظنوا أنه مجرد شخص واحد فإن الشخص الواحد يؤدي أحياناً إلى خراب قرية وأحياناً إلى خراب محافظة وأحياناً يؤدي إلى خراب بلد.
قحط الرجال في إيران
اتعظن من هؤلاء الذين ظهروا على مسرح الأحداث على مرّ التاريخ. عندما يصل شخص مثل محمد رضا بهلوي إلى زعامة المجتمع فإنه يجره إلى الفساد، ليس فساده فقط في أنه نهب ثرواتنا، وقدّم ايران على طبق من ذهب الى الآخرين. بل اكثر من هذا، لقد أفسد فئات من هذا البلد وعمل على ترويج اللصوصية لدرجة أننا عندما نريد الآن ان نعثر على شخص نبيل فإنه لابد لنا من البحث عنه، أي نأخذ نبراساً ونبحث حتى نجد شخصاً نبيلًا، حتى نجد شخصاً لا يكون لصاً، شخصاً أميناً لا يخون البلد .. إنهم قلة، لماذا.؟ لأن الذين كانوا، وعلى مدى أكثر من خمسين عاماً، على رأس السلطة، كانوا مخربين، ولأنهم كانوا فاسدين فقد فسد أولئك الذين كانوا بالقرب منهم، ثم انتقلت العدوى الى المحيطين بهؤلاء وهكذا.
لقد بدأ الفساد بهذا الشكل من الأعلى إلى الطبقات السفلى، لقد أفسد هؤلاء كل شيء فعندنا الآن قحط الرجال في بلدنا، ولا نستطيع ان نعثر على أشخاص مهذبين سالمين، إلا قليلًا. انهم قلة. فعلى مدى أكثر من خمسين عاماً كانت الضربات التي وجهت لثروتنا الإنسانية أكبر من الضربات التي وجهت لثرواتنا الوطنية، بل سرقوا كل شيء.
المجتمع الصالح مرهون بالحكام الصالحين
إذا كان شخص، أو سلطان، أو رئيس دولة، مهذباً وصالحاً، فإن المحيطين به سيكونون بأجمعهم صالحين، ومنهم سيسري الأمر إلى الأدنى. ولذلك تلاحظون إذا كان هناك حاكم عادل بين الناس وعلى مدى عشرين عاماً، فإن المجتمع سيصبح عادلًا إننا حينما ننادي بالجمهورية الإسلامية لأن الإسلام يربي الفرد المهذب، إن القرآن كتاب تربية الإنسان والأنبياء بعثوا لتربية الناس، إن الانبياء العظام والأئمة الأطهار عليهم السلام كانوا يسعون لتربية الناس .. لقد أرسل الله تبارك وتعالى الأنبياء لتهذيب الناس، لإصلاح الناس. فإذا صلح الإنسان الذي يتولى زعامة المجتمع، العالم الموجود في مجتمع، إذا كان هذا العالم عالماً صالحاً، فإن المجتمع سيكون صالحاً، وذلك لأن الجميع يتطلعون إليه. إذا كانت هناك حكومة صالحة فإن الناس، وحيث إنهم يتطلعون إليها، سيصبحون صالحين أيضاً.
رسالة الأمومة والتعليم
إن هذا يبدأ من أحضانكن أيتها السيدات. فهذا الأمر يجب أن يبدأ من أحضانكن بأن تربين الأطفال تربية إسلامية سليمة. فإذا سمع الطفل وهو في أحضانكن ومعكن، وعينه وأذنه تتطلعان إلى أفعالكن وأقوالكن، سمع منكن كلمة كذب فينشأ كذاباً .. إذا شاهد أمه تكذب، ثم رأى أباه يكذب، فإنه سيصبح كذاباً وإذا راى أمه صالحة، وشاهد أباه رجلًا صالحاً، فإنه سيصبح صالحاً. وهذا الناشىء الصالح سوف ترسلونه إلى المدرسة، فإذا كان المعلم صالحاً أيضاً سيخرج هؤلاء الأبناء من المدرسة صالحين ويصلح المجتمع.
إنكن سوف تصبحن في المستقبل معلمات إن شاء الله، ومن لم تكن منكن أماً سوف تصبح أماً إن شاء الله، ستصبحن معلمات إن شاء الله. إن عليكُن وأنتن أمهات أن تهذبن اطفالكن، وعليكُن وأنتن معلمات تهذيبهم أيضاً، وايفاد المجتمع بأفراد صالحين، وبذلك تُصلحن مجتمعاً بأكمله .. وأما إذا كان الأمر لا سمح الله عكس هذا، فإن وزرهم سيقع على عاتقكن ايضاً. فكما ان أي عمل صالح يقومون به فهو حَسَنٌ لكُنَّ ولكُن الأجر والثواب، لأنكُن مبدأ هذا العمل الصالح. كذلك إذا قدمتن للمجتمع أفراداً فاسدين يقومون بالإفساد والتخريب، فإن وزر ذلك سيلحقكن أيضاً.
أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لكُن جميعاً ايتها السيدات ولجميع السادة، وأسأله تبارك تعالى السلامة والسعادة لكُن جميعاً.
* صحيفة الإمام، ج7، ص: 215
2011-05-01