يتم التحميل...

الموضوع: التغير في المجتمع، على طريق تطبيق الإسلام الأصيل‏

خطاب

الحاضرون: وفد من دبي‏

عدد الزوار: 80

التاريخ: 7 أرديبهشت 1358 هـ. ش/ 29 جمادى الاولى 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: وفد من دبي‏

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏
بسم الله الرحمن الرحيم‏

التغير الإعجازي‏
لابد لي من شكر هذه الحشود التي حضرت إلى هنا برفقة السيد. إن ودّي لهذا السيد نابع من سببين، الأول أنه من بيت شريف، وأنا أحب ذلك البيت، وأودّه هو شخصياً حيث قد تعرض خلال فترات طويلة للأخطار في سبيل الإسلام. إن هذه الأخطار عزٌّ لكم وافتخار لنا.
كما أن شعبنا قد تعرض لمصائب كبيرة خلال سنوات طويلة، فقد ابتلي بتسلط الأجانب، ابتلي بظلم النظام المنحوس. ابتلاءات لا يمكن بيانها بشكل تام، ابتلاءات وخيانات لا يستطيع حتى التاريخ تسجيلها، لأن الكثير منها كان بشكل خفي لم يكشف لأحد حتى الآن وليس من المعلوم أن يكشف مستقبلًا.

ولكن، والحمد لله تبارك وتعالى، فقد وفق هذا الشعب للثورة من أجل إحقاق حقوقه، ولم يكن هذا إلّا بهداية الله تبارك وتعالى فبفضل صاحب الأمر صلوات الله وسلامه عليه. وبإعانة صاحب الزمان وهداية الله تعالى، حصل لشعبنا تغير كبير، تغير روحي، تغير لا أستطيع أن أضع له اسماً إلّا أنه كان تغيراً إعجازياً. كان معجزة لأنه خلال فترة وجيزة استطاع شعب، كان يخاف من ظلِّ شرطي، أن يطرد الشاه، وأن يقف الجميع صغاراً وكباراً مقابل قوته رافعين قبضاتهم وهم يصرخون (الموت للشاه) ...

إن من لديه أدنى اطلاع على أوضاع ايران خلال الخمسين عاماً الماضية، ويعلم بالذي مرّ على هذا الشعب، وأي مصائب تعرض لها، وكيف كانت احواله، لابد له من القول بأن إعجازاً وجد هذا التغير العظيم. التغير هو الذي دفع بشعبنا إلى الأمام وحقق له النصر. التغير الذي جعل شبابنا يتمنون الشهادة، والآن أيضاً يتمنونها. تغير جعل نساءنا المسنّات يفتخرن بتقديم ابنائهن للشهادة قائلات بأن لدينا أولاداً آخرين يجب أن يرسلوا إلى الشهادة. هذا التغير هو الذي جعل شعبنا، رغم أنه لا يملك شيئاً، لا يخشى القدرة الشيطانية التي وقفت خلفها أمريكا وبقية الدول الكبرى والعظمى، ويقدم إلى الأمام حتى حطم السد. لقد تحطم الآن هذا السد الذي كان مانعاً عن الحركة، ولكن ما زالت أمامنا مراحل صعبة للغاية يجب تجاوزها بتعاون ودعاء جميع الشعب.

التخلف تحت شعار الحضارة الكبرى‏
هؤلاء الذين لا يعرفون الله قد دمّروا بلدنا وذهبوا. لقد دمروا البلد باسم (الحضارة الكبرى)، وجعلوه متخلفاً لدرجة أنه يحتاج لسنوات طويلة حتى يتم تلافي كل هذا الدمار. دمروا اقتصادنا، أتلفوا زراعتنا باسم (إصلاح الأراضي)، جعلوا جيشنا مرتبطاً بالآخرين، جعلوا ثقافتنا متخلفة، والأسوأ من كل ذلك لم يتركوا المجال لطاقاتنا الإنسانية تزدهر. إننا نحتاج الآن إلى طاقات إنسانية من أجل البناء، واعادة الاعمار، ولابد لنا من البحث والتقصي لعلّنا نجد ما نريد، وذلك لأنهم وعلى مدى قرون وأخيراً خلال أكثر من خمسين سنة سعوا وبكل قواهم لتبديد طاقاتنا الإنسانية.

الهدف هو تطبيق الإسلام الأصيل‏
لكنني آمل أن يمنّ الله تبارك وتعالى، بعد أن وفّق هذا الشعب الأعزل من الغلبة على المستكبرين، عليه بالتوفيق للتغلب على مشاكله، واصلاح ثقافته، واعادة الأمور السائدة وجميعها غير إسلامية إلى واقعها الإسلامي وأن نتمكن من تطبيق الإسلام بالشكل الذي هو عليه، بالشكل الذي كان عليه في صدر الإسلام لا بالشكل الذي عرضه الأجانب وقد اغترّ به بعض شبابنا وقبلوه.


إننا إذا وفقنا الله تبارك وتعالى، وحافظ شعبنا على هذا السر، فمن المؤمل أن نعمل على تثبيت الحكومة الإسلامية وسيادة أحكام الإسلام. ولكن هذا يحتاج إلى وحدة الكلمة، فيجب على شعبنا توحيد كلمته. ومن كان من شعبنا في بقية الدول فإن عليه أن يتعاون معنا. الجميع معاً وبصوت واحد ونداء واحد على طريق الجمهورية الإسلامية وأحكام الإسلام المقدسة! وإنني أشكر السادة ثانية وكذلك السيد الموقر.
حفظكم الله جميعاً وشملكم برعايته وعنايته وجعلنا نعتز بوجودكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏


*صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 117

2011-05-01