يتم التحميل...

الموضوع: الثورة الإسلامية والحسابات العالمية، مقام المعلم ورسالته‏

خطاب

الحاضرون: معلمو منطقة (تجريش)، وحرس الثورة الإسلامية في مدينة (سراب)، وجمع من أهالي مدن تبريز وشيراز وأصفهان‏

عدد الزوار: 57

 التاريخ: 7 أرديبهشت 1358 هـ. ش/ 29 جمادى الاولى 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: معلمو منطقة (تجريش)، وحرس الثورة الإسلامية في مدينة (سراب)، وجمع من أهالي مدن تبريز وشيراز وأصفهان‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الثورة الكبرى‏
لقد وصلت ثورة شعبنا الكبرى، هذه النهضة التاريخية الإسلامية الايرانية العظيمة، وصلت إلى هنا، حيث أسقطت النظام الفاسد، وقطعت أيادي الأجانب، وحققت لشعبنا الحرية، والاستقلال. إن هؤلاء الذين يتحدثون بين الشعب ويتساءلون عما فعلته الثورة الإسلامية؟ يجب أن يعلموا أن هذه الثورة لم تحقق كل أهدافها بعد، وإن ما حققته لحد الآن كان عملًا عظيماً أربك كل الحسابات.

الثورة الإسلامية أبطلت المعادلات والحسابات المادية
لم يكن يرد في حسابات الماديين أن ينتصر شعب وبأيد خالية على القوى الشيطانية المجهزة بكل الأجهزة الحديثة والأسلحة العصرية بحيث لم يكن بيد الشعب شي‏ء وكان لدى الطرف المقابل كل شي‏ء. كان يبدو من المحال ويرونه محالًا أن تتحطم هذه القدرة الشيطانية ويتحطم هذا السد الإبليسي العظيم. والآن وقد شاهدوا، وخلافاً لكل الموازين المادية، أن شعباً لا يملك شيئا قد تغلب وبالقدرة الإلهية على القوى التي كانت تملك كل شي‏ء، وراحوا يتساءلون: ماذا حدث؟ وأي شي‏ء يجب أن يحدث أكثر من هذا؟!.

إنكم اليوم جميعاً موجودون هنا، وتقولون ما تشاؤون بكامل الحرية. أية نعمة هذه التي رزقتموها، من أعطى هذه غير الإسلام؟ أولئك الذين يتساءلون عما فعل الإسلام، يعلمون جيداً أي شي‏ء فعله الإسلام، ولكنهم يريدون أن لا يتقدم أكثر! فقد أدركوا بأن كل حيلهم فليس الأمر أنهم لا يعرفون ماذا حصل! إنهم يعلمون أن جميع حيلهم قد باءت بالفشل، يعلمون أن القوى العظمى قد هزمت، يعلمون أن هذا السد الشيطاني العظيم قد تحطم إلى الأبد، ولكنهم لا يريدون لهذه النهضة أن تتقدم، ولهذا يتساءلون عما حدث؟ وأي شي‏ء تريدونه أن يحدث؟!
لنفترض أن شيئاً آخر لن يحدث. فماذا تريدون أن يحدث؟! لقد قطعنا يد الشياطين، لقد قطع شعبنا يد الناهبين عن بلده، أي شي‏ء أفضل من هذا؟ لقد فك قيد الأسر، وطرد الأمريكيون، وكذلك طرد الآخرون. أي شي‏ء تريدونه أن يحدث؟ ماذا تقصدون بسؤالكم ما الذي حدث؟

الجماعات المعارضة هي السد المانع من تقدم إيران والإسلام‏
إننا نريد بإذن الله أن نسير قدماً. إننا نريد دفع هذه النهضة إلى الأمام، ليتحقق لهذا البلد الرفاه، والحياة السعيدة في الدنيا والآخرة، بيد هؤلاء الشياطين لايريدون لهذه الأمور أن تتحقق.
إن هؤلاء الشياطين يخشون الإسلام، لأنهم أدركوا قدرة الإسلام ...، لقد عرفوا قدرة إيمان الناس، وعرفوا قدرة اتحاد الكلمة، لذا يحاولون الآن التقليل من شأن الجمهورية الإسلامية في أعين الناس، ويتساءلون ما الذي حدث؟ أي شي‏ء تريدونه أن يحدث؟! إنكم لا تدعونا نقدم على الخطوات التالية. إنكم تذهبون إلى وسط الناس، بين الفلاحين، وتثيرون الفوضى لئلا تسير أمور الزراعة. حكومتنا تريد أن تحرك عجلة الزراعة، وشعبنا يريد ذلك أيضاً، ولكنكم لا تفسحون المجال لذلك. انكم تخونون الشعب بممارساتكم هذه. حكومتنا تريد أن تدور عجلة المعامل ليتحقق الرفاه، ولكنكم أنتم الشياطين لا تفسحون المجال لذلك. إننا نريد حفظ هذه الوحدة للكلمة حتى النهاية، إننا نريد لهذه النهضة أن تثمر بالشكل الذي يريده الإسلام، بالشكل الذي يريده الله تعالى. ولكنكم أنتم الشياطين تثيرون الفتن، فكل يوم تتمسكون بحجة وتوقعون البلبلة وتدفعون بالناس إلى التظاهرات. انكم لا تفسحون المجال لتحقيق ما ينبغي تحققه. (ما الذي حدث) يعني ماذا؟! افسحوا المجال، وانظروا ماذا سيحدث.

اجتثاث جذور الظلم والاستعمار بالاتحاد والاستقامة
إخواني! أيها الإخوة من (فارس)! الإخوة من (تبريز)! الإخوة من (أصفهان)!
أيها الإخوة الآخرون الذين قدمتم من مناطق مختلفة! لابد أن أقول لكم بعد شكري لكم، احذروا وتيقظوا! أحبطوا المخططات الماكرة لهؤلاء. إياكم أن تتركوا هؤلاء المثيرين للفتن للاندساس بين الناس وتفريق صفوفنا، كونوا صفاً واحداً ﴿ كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ 1.

حافظوا على هذا السد العظيم الذي حطم ذلك السد الكبير .. حافظوا على هذه القطرات التي تجمعت وباتت كالسيل الجارف. حافظوا على هذه القطرات التي أزالت كالسيل العظيم كل الموانع من امامها. سيروا إلى الأمام بهذا السيل العظيم واهدموا أبنية الظلم والجور.

اقطعوا هذه الأيدي الخائنة. لا تفسحوا المجال لهؤلاء الخونة ليدخلوا مصانعكم، إنهم لا يهمهم أمركم ولا أمر الشعب. إنهم يخشون الإسلام، لقد لمسوا قوة الإسلام. ادركوا أي شي‏ء هو الإسلام، عرفوا أن القوى العظمى لاتستطيع الوقوف بوجه الإسلام، فلا يريدون لهذه النهضة أن تجني ثمارها.

ولكن ليعلم الشياطين وليعلم مثيرو الفتن أنهم أخطؤوا في التفكير! على هؤلاء الأبالسة والشياطين أن يعلموا انه ليس بوسعهم أن يفعلوا شيئاً. فالقدرة التي حطّمت ذلك السد الكبير، سوف تقضي على هذه الشراذم. إننا سنمنح الحرية المطلقة، وقد منحناها، ولكن ليس من أجل التآمر، لامن أجل الفساد والتخريب، فلابد من التصدي للتآمر والمتآمرين لابد من القضاء على البقية المتبقية من النظام المنحوس واجتثاث جذوره القذرة وأنصاره الأقذر. وسوف نتخلص منهم والى الأبد.

المقام الرفيع للمعلم ومسؤوليته الكبيرة
إنني أشكر جميع فئات الشعب، وأنتم أبناء الإسلام الذين اجتمعتم هنا، وابتهل بالدعاء لكم جميعاً، ولابد لي من التذكير بأن مقام المعلم مقام رفيع، فلا يوجد مقام أسمى من مقام المعلم، مقام عظّمه الله تبارك وتعالى، ولكنه يتحمل مسؤولية جسيمة. يتحمل مسؤولية عظيمة، فكلما كان المقام أسمى كانت المسؤولية أكبر.
إن مسؤولية تربية الشباب مسؤولية عظيمة، وعلى أبناء الشعب أن يكونوا معلمين، معلمين لأبنائهم. يجب على جميع أتباع الإسلام أن يكونوا معلمين، وأن يكونوا متعلمين، النساء يجب ان يكن معلمات أيضاً فيعملن على تربية أبنائهن في أحضانهن مثل الأساتذة والمعلمين. الآباء يجب ان يكونوا معلمين لأبنائهم. أسركم يجب أن تكون مدارس لتعليم أحكام الإسلام وتهذيب أخلاق الصغار. عليكم أن تُقدّموا صغاراً مهذبين إلى المعلمين، وعلى المعلمين أن يهذبوهم أكثر فأكثر.
أيها المعلم! كن يقظاً!
إن للمعلمين مقاماً كبيراً وتقع على عاتقهم مسؤولية جسيمة. إذا قصّر معلمونا في التعليم فإنهم مسؤولون. المعلمون هم الذين يستطيعون حفظ بلدنا، حفظ استقلال بلدنا. إن شبابنا الذين سيمسكون بمقدرات بلدنا، يجب أن تتم تربيتهم على يد المعلمين، فإذا كانت تربيتهم تربية صالحة فستكون بلادنا صالحة، وأما إذا كانت- لا سمح الله- تربيتهم غير ربانية فإننا سنفقد بلدنا. أيها المعلم! كن يقظاً.
أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والسلامة والسعادة لكم جميعاً ولجميع فئات الشعب ولجميع المسلمين في كافة البلدان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

*صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 121


1- الصف: 4: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ .
 

2011-05-01