الموضوع: كيفية وصول رضا خان وابنه إلى السلطة
خطاب
الحاضرون: أطباء وموظفو مستشفى الدكتور مصدق، وهيئة إدارة جمعية الهلال الأحمر في (آراك)
عدد الزوار: 75
التاريخ: 22 أرديبهشت 1358 هـ. ش/ 15 جمادى الثانية 1399 هـ.. ق
المكان: قم
الحاضرون: أطباء وموظفو مستشفى الدكتور مصدق، وهيئة إدارة جمعية الهلال الأحمر في (آراك)
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة إلى عهد رضا خان ومحمد رضا شاه
أشكر أولًا السادة الذين أتعبوا أنفسهم وحضروا لزيارتي والتعزية بهذه المصيبة 1. أسأل الله التوفيق لجميع السادة والسيدات ولنا جميعاً في خدمة الإسلام والتي هي في الحقيقة خدمة الإنسانية، إن شاء الله.
إنكم تعلمون ماذا جرى في إيران على مدى أكثر من خمسين عاما. ومن الواضح أنكم لم تكونوا جميعا قد شهدتم ذلك، لأن أغلبكم شباب، وأما أنا فقد شهدت جميع هذه القضايا منذ انقلاب رضا خان وحتى اليوم. عندما جاء رضا خان قام أولًا بخداع الناس بتملقه وإظهار التدين وحضور مجالس التعزية واللطم على الإمام الحسين عليه السلام والتنقل بين مجلس وآخر في شهر محرم. ولكنه بعد أن استقرت حكومته بدأ بمعارضة الإسلام وعلمائه لدرجة لم يعد بالإمكان إقامة مجالس العزاء أبداً وكان إذا أريد إقامة بعض المجالس فإنها كانت تعقد قبل أذان الفجر بحيث تنتهي مع بداية الأذان. وكان رجال الأمن يتجولون في المدن لمنع إقامة المجالس. وأما العلماء فقد تم إما سجنهم او قتلهم.
إن الذين تحركوا ونهضوا ضد رضا شاه في ذلك الوقت علماء الدين حيث تحركت مشهد وشهدت المجزرة التي وقعت في مسجد (كوهرشاد). كذلك تحركت تبريز وعلى أثر ذلك قام بنفي علماء تبريز الكبار ويبدو أنه قام بنفيهم إلى (سُنْقُر). ثم نهض علماء اصفهان، وفي هذه النهضة توجه علماء المناطق إلى قم، وجعلوا قم مركزاً لهم. ولكنه استطاع مرة أخرى بالخداع والضغط إخماد هذه الحركة وخنقها. كما شاهدتم ماذا فعل بالناس خلال السنوات التي حكم فيها وماذا حل بثرواتنا، ولعل التاريخ لا يستطيع الاطلاع بشكل دقيق على ما فعله. وعندما حان وقت رحيله، أعلنت بريطانيا عن طريق راديو دهلي- حيث كان تحت سيطرتها آنذاك- بأننا نحن الذين جئنا برضا شاه ونحن الذي خلعناه بعد أن خاننا. وعندما أخذوه، كان قد جمع مجوهرات إيران ووضعها في حقائب ليأخذها معه، وبعد أن ركب السفينة هو والحقائب التي أعدوها له، وفي وسط البحر جاؤوا له بسفينة أخرى حسب ما نقل لنا ونقلوه إليها فقال لهم: والحقائب؟ قالوا له سوف تصل ورائك، ثم أخذوه إلى جزيرة موريس وذهبت الحقائب إلى بريطانيا!
ومن بعده وبحسب ما كتب محمد رضا نفسه في أحد كتبه 2 (بعد دخول الحلفاء إيران، رؤوا من المصلحة أن أتسلم العرش)! لقد اعترف بأن الحلفاء قد فرضوه على إيران ولكنه بعد ذلك- حسب ما يُنْقل قام بحذف هذه العبارة من الكتاب ... اما خيانة هذا وجرائمه خصوصاً في هذه السنوات الأخيرة فأنتم مطلعون عليها. إن جرائمه لا يمكن للجميع الاطلاع عليها كلها، لأن بعضها كان خافياً لدرجة لم يطلع عليها إلا هو وبعض خواصه، لم يطلع أحد على أعماله وأفعاله غيره هو، وكارتر 3 مثلًا أو أمثالهما. وهذا أيضاً عندما أراد أن يذهب، قام بجمع المجوهرات، مضافاً إلى القروض الكبيرة التي أخذها من بنوك إيران، لقد استقرضوا بمقدار ما يستطيعون وذهبوا.
نهضة شاملة من أجل الإعمار
ولكنه بإرادة الله تبارك وتعالى والهمة العالية لشعبنا، فقد تحطم هذا الجدار، وذهب الخونة، ونال الكثير منهم جزاءه، وهو أيضاً سينال جزائه. لقد أثاروا الفوضى وخرَّبوا البلد ثم ذهبوا لم يبق شيء لبلدنا الآن فالاقتصاد مدمر، وشؤون الثقافة والتعليم لا نحسد عليها فهي تحتاج للبناء من جديد، وهذا يجب أن يكون بهمة الجميع فإن فئة واحدة لا تستطيع البناء ... فلو أن فئة واحدة أرادت أن تسير بهذه النهضة إلى النهاية لما استطاعت، ولكنه عندما اجتمعت جميع الفئات تحطم هذا السد فمن الآن وصاعداً أيضاً يجب أن تكون جميع الفئات مع بعضها كي يتسنى لها تحقيق أهداف النهضة فلا ينبغي لأحد أن يلقي بالعمل على غيره. بل كل فرد مكلف، مكلف بالعمل بقدر ما يستطيع أينما كان ويجب المحافظة على هذه الوحدة للكلمة، فإذا ذهبت وحدة الكلمة وانهزمنا لاسمح الله، فإن إيران لن ترى بعدها السعادة حتى النهاية ولهذا فجميعنا مكلفون بحفظ هذه النهضة وحفظ وحدة الكلمة، والسر المهم هو أن يكون هذا لله. ذلك أن هذه النهضة إنما أثمرت بهذه السرعة وحققت الكثير من أهدافها وحطمت هذا السد فهو لأنها كانت نهضة إسلامية.
أحابيل الجماعات المعارضة
وفقنا الله وإياكم لتحقيق أهداف هذه النهضة كاملة ويكون البلد لكم وثرواته لكم، وثرواتكم لكم، زراعتكم لكم، فأصلحوا كل شيء بأنفسكم لأنفسكم. والآن وقد بقي بعض هذه الجذور وبعض العملاء تحت أسماء مختلفة في إيران، يعملون على عرقلة حلِّ هذه المسائل وبقاء إيران في دوامة الفوضى، فإننا مكلفون بالتصدي لهم كيفما استطعنا، وعلى الأقل أن لاندعهم لينفذوا في أوساط الشعب، لا نتركهم لينفذوا في المدارس. مثلًا أوصوا أولادكم بأن يقفوا بوجه هؤلاء إذا جاؤوا إلى الثانويات. والابتدائياً و ... لا يتركوهم لينفذوا هناك. إذا كان لكم علاقات مع المصانع فقولوا للعمال بأن لا يفسحوا المجال لنفوذ هؤلاء، أنهم لا يريدون لإيران أن تستقر، انهم يريدون استمرار الفوضى والاضطرابات لتنعكس أخبار إيران في الخارج بأنه لا يوجد في إيران وعي وأنها لا تستطيع إدارة أمورها بنفسها، وعند ذاك يهيئون لانقلاب لا سمح الله وترجع الأوضاع ثانية إلى حالها الأول. احذروا! التفتوا إن هذه الجماعات المختلفة التي تسبب هذه المشاكل، فيقتلون أحيانا ويثيرون الفوضى في المعامل أخرى ... إن لهم أغراضا سيئة، وهدفهم إعادة الأمور إلى وضعها السابق ليرجع الأسياد فيأكلون ويطعمون هؤلاء أيضاً.
أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والسلامة للجميع، وآمل أن تُوَقَّفوا جميعاً لخدمة الإسلام، لخدمة بلدكم، وسوف يتم القضاء على البقية الباقية إن شاء الله، ونسير معاً بهذه القافلة إلى مقصدها. وفقكم الله تعالى.
*صحيفة الإمام، ج7، ص: 192
1- شهادة آية الله مرتضى مطهري.
2- كتاب( مهمة من أجل وطني)، تأليف محمد رضا بهلوي. وقد تم حذف هذه العبارة في الطبعات التالية بأمر من محمد رضا نفسه.
3- جيمي كارتر، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.