الموضوع: تآمر الأعداء لاقصاء علماء الدين والإسلام
خطاب
الحاضرون: جمع من نساء منظمة حماية الأسرة من (قم) وأهالي (بناب))
عدد الزوار: 56
التاريخ: 4 خرداد 1358 هـ. ش/ 28 جمادى الثانية 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من نساء منظمة حماية الأسرة من (قم) وأهالي (بناب))
بسم الله الرحمن الرحيم
تمجيد الثورة
يا لها من نهضة مثمرة، يالها من ثورة مفيدة! إننا نلتقي يومياً تقريباً مع فئات مختلفة وجماعات متعددة من أرجاء إيران. وها قد اجتمعنا الآن في هذا المجلس مع سيدات قم المحترمات اللاتي يعملن بنشاط من أجل الإسلام والنهضة ومن أجل تربية المجتمع، ومع السادة من (بناب) الذين قدموا من مكان بعيد، ها نحن مجتمعون في مكان واحد وهذا ما لم يتحقق مطلقاً قبل هذه النهضة. فأنتم كان لكم طريقكم ونحن كان لنا طريقنا والسادة أيضاً كان لهم طريق آخر. يالها من نهضة عظيمة جمعتنا في مكان واحد لنتحدث معاً فيما يهمنا من المسائل ويفضي بعضنا إلى بعض بآلامه ونتحدث عن علاجها، ولعله من خلال الحديث عن المرض والعلاج نستطيع أن نصل الى نتيجة معينة.
القلق من الجذور الفاسدة للطواغيت
إن المصائب كثيرة ولكن بحمد الله فقد تمّ إزالة بعضها. لقد تمّ وبحمد الله قطع يد أولئك الذين أوقعوا بنا المصائب العظيمة، أولئك الذين خانوا بلدنا، أولئك الذين ظلموا نساءنا أكثر مما ظلموا الرجال، أولئك الذين ظلموا النساء وجعلوهنّ متخلفات وهم يدّعون أنهم يريدون خدمتهن. لقد وقع على النساء ظلم كبير مثلما هو حال الرجال، لقد ظلمت جميع الفئات. غير أنه تم بحمد الله قطع يد أولئك، وآمل- إن شاء الله- أن يتم القضاء على هذه الجماعات الضعيفة التي تتحرك تحت الأرض كالحيوانات الضعيفة تريد تخريب جذور الأزهار. إن المصائب في الوقت الحاضر كثيرة أيضاً. إن تبعات خياناتهم لنا ولشعبنا ما زالت قائمة. إن الخيانات التي قاموا بها والدعايات التي روَّجوا لها ضد الإسلام وضد القرآن الكريم ليبعدوا الناس عن القرآن الكريم ويبعدوا أخواتنا وإخواتنا عن الإسلام، ما زالت آثارها موجودة بصور مختلفة.
لقد بذلتم الجهود، النساء والرجال بذلوا الجهود، نزلوا إلى الشوارع، تحملوا الظلم والآلام، بذلوا الدماء من أجل إحياء الإسلام، بذلوا الدم لأجل الإسلام، رغبوا بالشهادة. إن ما كانت تريده أمتنا، وصوتت لله هو (الجمهورية الإسلامية). كان الإسلام هو الهدف، إن هناك جماعات تريد حالياً اقصاء الإسلام من خلال الكتابة أو الكلام أو التجمعات. إنها احدى المشاكل التي ابتليت بها أمتنا اليوم ونحن قلقون لذلك. فعندما صوت شعب للجمهورية الإسلامية بنسبة آراء تعادل تسعاً وتسعين ونصفاً في المائة، فإن هذا معناه أنه يريد الإسلام، إذ لو كان الاستفتاء على مجرد الجمهورية لما كانت الآراء بهذه النسبة العالية، لو كان الاستفتاء على الجمهورية الديمقراطية لما كانت الآراء بهذا الشكل. فالآخرون قد طرحوا هذه الأمور في السابق ولكنهم فشلوا.
الجماعات الغريبة على الإسلام
لقد ثار شعبنا من أجل الإسلام، وبذل الدم من أجل الإسلام. وهناك الآن جماعات تريد إقصاء الإسلام من خلال مطالبتها ب- (الجمهورية) فقط. إنهم يخشون الإسلام! (الجمهورية) فقط، (الجمهورية الديمقراطية)! وأولئك الذين يريدون التمويه قليلا يقولون (الجمهورية الديمقراطية الإسلامية). إن كل هذا خداع! إن هذه الطروحات إنما يقدمونها لأنهم يخشون الإسلام. يرون الإسلام معارضاً لأهوائهم النفسية. إنتبهوا! إذا كان هناك انحراف عن الجمهورية الإسلامية، فإنه مخالف لمسيركم ومسير الإسلام. يجب على المسلمين أن يلتفتوا للأحزاب التي لا تتحدث عن الإسلام وإنما تتحدث عن الديمقراطية. للجماعات التي لا تهتم بالإسلام وإنما تهتم بالحرية، يريدون الحرية ولكن الحرية من دون الإسلام. فيجب على شعبنا أن يحذر كي لا يدخل في مثل هذه الأحزاب على أقل تقدير. لقد قدمتم أعزتكم من أجل الإسلام، والآن وقد قدمتم الأعزة تريدون الدخول فيما هو ضد الإسلام. تريدون أن تذهب دماء أعزتكم هدراً؟ احذروا! إنهم يريدون أن تذهب دماؤكم هدراً، إن اجتماعاتهم معارضة للإسلام. لقد أقاموا قبل عدة أيام اجتماعاً كبيراً تحت احدى الذرائع وكان كلامهم معارضاً للإسلام. اجتنبوهم. أيها المسلمون! لا تتعاونوا مع هؤلاء. ابتعدوا عنهم. اجتنبوا عنهم. إنهم يريدون الحرية من دون الإسلام. هذا طريق غير طريقكم. أنتم تريدون الإسلام. نحن نريد الإسلام، والإسلام يعطينا الحرية. ولا نريد الحرية بدون الإسلام. إنهم يريدون الاستقلال من دون القرآن، ونحن نريد القرآن.
(الإسلام من غير علماء) خيانة
إنهم إذا أعطونا جميع الحريات وكل ألوان الاستقلال مقابل أن يأخذوا القرآن منا فإننا لا نقبل بذلك. إننا متنفرون من الحرية بدون القرآن، إننا متنفرون من الإستقلال بدون الإسلام، إننا متنفرون من قولهم: الإسلام من غير علماء، إن (الإسلام بدون علماء) خيانة. إنهم يريدون القضاء على الإسلام، فيقومون بالقضاء أولا على العلماء. يقولون ابتداء: إننا نريد الإسلام ولكننا لا نريد العلماء! وبإخراج العلماء لا يبقى الإسلام، إن الإسلام إنما وصل إلينا بجهود العلماء.
انتبهوا! أيتها السيدات انتبهن! أيها السادة انتبهوا! ضعوا قضاياكم الشخصية جانباً. ضعوا المسائل الصغيرة جانباً. ضعوا الحاجات الثانونية جانباً. فليس الوقت أن يقول أحدكم: إنني محتاج، إنني لا أملك شيئاً. إنه وقت دعم الإسلام وتقويته. يجب على جميع الطبقات أن تنتبه. على العمال أن ينتبهوا، على المزارعين وأصحاب الأراضي أن ينتبهوا، على الكسبة أن ينتبهوا، على الجامعيين أن ينتبهوا، إن مشروع (الإسلام بدون علماء) يعني إقصاء الإسلام. ففي البدء يعملون على إقصاء علماء الإسلام ومن ثم يقوموا برمي كتب العلماء في البحر! انتبهوا!
الإلتفات إلى الخطر الكبير
... إنني ألفت انتباهكم إلى هذا الخطر، إلى هذا الخطر العظيم. إن الخطر كبير. إنهم يحاولون تنفيذ مخططاتهم عبر سبل مخادعة من قبيل: إننا نريد الحرية، إننا نريد الديمقراطية، نريد الاستقلال. ولكنَّ الإسلام ماذا؟ من دون الإسلام! فالإسلام لا مكان له في كل كلامهم. لو لم يكن الإسلام مطروحاً لكنتم تعيشون الآن في الأقبية والحفر، لقد كنتم تعيشون خارج البلد، لو كنتم داخل البلد لكنتم عشتم في الحفر والأقبية، لكنتم عشتم في الكهوف، ولما استطعتم الظهور. إن الإسلام هو الذي حرركم وجاءبكم إلى الساحة. لا تتحركوا ضد الإسلام.
أخواتي، أعزائي، إخواني، أعزائي، التفتوا الى هناك مؤامرة تحاك ضد الإسلام. إن الجماعات المختلفة التي أعرضت عن الإسلام، وكانت من البداية غير مهتمة به، قد بدأت بالتحرك والاجتماع.
يجب عليهم إعادة النظر في أعمالهم، إعادة النظر في اجتماعاتهم، فالشعب لا يستطيع تحمل التآمر، إننا لا نتحمل هذه المؤامرة. إن هذه مؤامرة، إنها مؤامرة تحاك ضد الإسلام، ضد الشعب. الحرية لا بأس وأما التآمر فإننا لا نسمح به. ليس معنى الحرية أن تجلسوا وتتحدثوا بما يتعارض مع الإسلام، فالحرية تكون ضمن حدود القانون. إن دين بلادنا هو الإسلام، فالحرية لابد أن تكون ضمن حدود وان لا تسيء الى الإسلام، إن قانوننا الأساسي يعتبر الدين الإسلام.
قطع الله شر المفسدين. وفقكم الله تعالى ووهبكم السلامة والسعادة .. إنني أشكركم جميعاً وآمل أن تتقدموا نحو الأمام بإرادة حاسمة وتصميم راسخ.
والسلام عليكم جميعاً. ووفقكم الله تعالى.
* صحيفة الإمام، ج7، ص: 349,347