يتم التحميل...

الموضوع: الاستقامة والتغير الروحي سرّ الانتصار

خطاب

الحاضرون: أساتذة وطالبات دار المعلمين (للفتيات) في (تبريز)، وأطباء (كاشان)

عدد الزوار: 75

التاريخ 4 خرداد 1358 هـ. ش/ 28 جمادى الثانية 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: أساتذة وطالبات دار المعلمين (للفتيات) في (تبريز)، وأطباء (كاشان)

بسم الله الرحمن الرحيم‏

دعوة الأمة للاستقامة

لقد وردت هذه الآيه التي قرأتها هذه الأخت (فاستقم كما أمرت) في موضعين من القرآن. الأول في سورة (الشورى) وهي الآية التي قَرَأَتها: ﴿وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ1. والثاني في سورة (هود) وهي ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ2. وقد ورد في الحديث أن النبي الأكرم قال: (شيبتني سوره هود لمكان هذه الآية)3 ... لقد ورد الأمر في سورة الشورى باستقامة النبي، وورد الأمر في سورة هود باستقامة النبي والأمة. إن الله تبارك وتعالى قد طلب استقامة الأمة أيضاً في سورة هود ... والنبي الأكرم يقول: لقد شيبتني هذه الآية. وذلك لأنه أمر صعب ومهم. القيام لله، ثم الاستقامة بعد القيام. في وصية الله للأمة عبر الرسول- أن قوموا لله، مثنى وفرادى، ولكن اجعلوا القيام من أجل الله4. وفي هذه الآية أوصى عز وجل بالإستقامة.

التغير الروحي منشأ الانتصار

لقد نهضت أيها الشعب وقمت، وبحمد الله فإن قيامك كان من أجل الله. كنتم جميعكم تهتفون: نريد (الجمهورية الإسلامية). لقد قمتم من أجل أحكام الإسلام. أطعتم الأمر الأول حيث قال عزّ من قائل: قوموا من أجل الله. وبقي الأمر الثاني فاستقم كما أمرت ومن تاب معك. فا ستقيموا، حافظوا على هذا القيام. حافظوا على هذا التغير الروحي الذي حصل لكم يا أبناء الأمة. استقيموا. حافظوا على هذا التغير الإنساني الذي هو أعظم من التغيرات الخارجية. إن هذا التغير تغيير إنساني حيث أصبحتم مستعدين لبذل أرواحكم من أجل إخوانكم، ومستعدين للتضحية بالمال والنفس. لقد كان هذا التغير مهماً. هذا التغيّر أسمى من أصل النضال. إنه تغيّر نفسي، إنه تغيّر روحي، تغيّر إنساني، حافظوا على هذا التغيّر. استقيموا. العدو يتآمر، العدو يتآمر ويخطط. إنكم إذا لم تستقيموا وإذا لم تحافظوا على هذا التغيّر فربما ينتصر العدو- لا سمح الله-حافظوا على هذا التغيّر الروحي، هذا التغيّر الإنساني، هذا التغيرّ الذي كان سبب انتصاركم .. حافظوا على هذا التغيّر لتتواصل انتصاراتكم.

منّ الله تعالى عليكم بالسلامة والسعادة والإستقامة وهي أسمى النعم. القيام من أجل الله والإستقامة في هذا القيام. إنكم إلى الآن نهضتم وقمتم وانتصرتم، فإذا استقمتم يبقى النصر حليفكم أيضاً. إنكم إذا استقمتم فسيتم القضاء على هذه العدّة التي هي بصدد التآمر. هداكم الله تعالى، ووفقكم للإستقامة، وطاعته تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 353-354


1- سورة الشورى، الآية 15.
2- سورة هود، الآية 112.
3- علم اليقين، ج 2، ص 971.
4- سورة سبأ، الآية 46:( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى).

2011-04-30