الموضوع: التوجه السياسي والاجتماعي للنظام الإسلامي
مقابلة
أجرى المقابلة: مراسل وكالة أنباء رويترز
عدد الزوار: 166
التاريخ: 4 آبان 1357 هـ. ش/ 23 ذي القعدة 1398 هـ. ق
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
أجرى المقابلة: مراسل وكالة أنباء رويترز
سؤال: ما هي طبيعة التوجهات السياسية والاجتماعية التي يؤمن بها النظام الذي تدعون اليه؟ يقول البعض إن التوجه الإسلامي توجه محافظ؟.
الإمام الخميني: الإسلام دين الرقي والازدهار. والقرآن منهج الرقي وازدهار الإنسان .. ولكن لنرى لمإذا نعارض نظام الشاه؟ إنه نظام عميل وتبعيته لأميركا، ويعمل على تنفيذ المخططات الاميركية في إيران. إنه يقود إيران إلى الفناء .. ولكي يحافظ على نوع من الموازنة وضع جانباً من موارد البلد وثرواته تحت تصرف السوفيت .. الإسلام يدعو لأن تكون إيران مستقلة. فأي واحد منهما محافظ؟ لقد صادر نظام الشاه كلّ الحريات في إيران. فلو كنا محافظين لما كنا نطالب بحرية الرأي وتكافئ الإمكانات الإقتصادية والسياسية. غير أن الإسلام على درجة من الكمال بحيث يرى تقدمه، منذ نزوله، في حرية البحث والنقاش ورفض المنع.
بيد أن نظام الشاه، وباعتراف أذنابه في المجلس وفي الصحافة وفي الحكومة، غارق في الفساد، وإن مسؤوليه نهبوا وبددوا المليارات من ثروات هذا البلد. فهل معارضة هذا الفساد، عمل محافظ؟ لقد قوض نظام الشاه الإقتصاد الوطني تماماً. وقد تم التحذير من ذلك مراراً في السنوات الماضية. غير أن الشاه وبدلًا من الانصياع للحقائق، انفق ملايين الدولارات على دعاياته لما أسماه ب- المعجزة الإقتصادية و تنمية إيران بنحو لا مثيل له في العالم. فهل معارضة تدمير إقتصاد البلد، عمل محافظ؟ لقد ارتكب النظام مئات الخيانات في إيران يطول شرحها، فهل معارضة هذه الخيانات عمل محافظ؟ الحقيقة هي أنه لا يوجد في إيران صراع بين القوى المحافظة والقوى المترقية. بل إن الصراع هو بين النظام والشعب بأسره، وهو حقه المشروع في الرقي الحقيقي الذي يتوق اليه. ليس هذا فحسب بل وحقه في الحياة الحرة الكريمة .. صراع مع نظام يطيع أميركا طاعة عمياء، ويعمل على مصادرة مصداقية إيران.
وينبغي للصحافة العالمية أن تكتب عن ذلك وتوعي شعوب العالم .. إن الدول الكبرى ومن أجل حل ازماتها، تسحق البلدان التي ترزح تحت هيمنتها. ومن أجل خداع الرأي العام في بلدانها، تلجأ إلى اخفاء الحقائق عن أنظار شعوبها، وتعمل على اظهار نضال الشعوب من أجل احقاق حقوقها وتحقيق تطلعاتها في الرقي الحقيقي، وكأنه نضال محافظ ضد رقي احط الأنظمة.
سؤال: ما هي طبيعة العلاقة بين هذه الحركة والتنظيمات المعارضة الأخرى؟.
الإمام الخميني: جميع الفصائل حرة في التعبير عن معتقداتها، غير أننا لا نسمح بالخيانة.
سؤال: في حالة استقالة الشاه، كيف سيكون النظام الجديد. هل سيتولى علماء الدين الحكم بأنفسهم؟.
الإمام الخميني: علماء الدين لن يتسلموا مناصب حكومية، وسيمارسون دورهم في الاشراف وتوجيه مجريات الأمور .. إن الحكومة الجديدة ستعتمد آراء الشعب في كلّ توجهاتها، وستمارس نشاطها تحت اشراف ومراقبة ونقد أبناء الشعب.
سؤال: كيف تنظرون إلى الجيش؟ وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه؟.
الإمام الخميني: الجيش الإيراني تحت الهيمنة الاميركية .. وسنحاول اعادة بنائه وتهذيبه، وتأهيله للعب دوره الواقعي والحقيقي في الدفاع عن البلد.
سؤال: كيف ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين إيران والغرب؟ هل أنتم تعادون الغرب؟.
الإمام الخميني: كلا، نحن لسنا ضد الغرب. إننا نتطلع لتحقيق استقلالنا، وإن علاقاتنا مع العالم الغربي ستكون على أساس ذلك. إننا ندعو لاحتفاظ الشعب الإيراني بهويته ونبذ التغرب، وأن ينطلق في مدارج الرقي والحضارة على أساس مقوماته القومية والدينية.
سؤال: وكيف تنظرون إلى الاتحاد السوفيتي؟.
الإمام الخميني: السوفيت يدعمون نظام الشاه. حتى مندوبهم في منظمة الأمم المتحدة دافع عن الشاه .. إن الإتحاد السوفيتي شأنه شأن أميركا وانكلترا، لا يتوانى عن ارتكاب أية جريمة من أجل الاستحواذ على ثروات إيران.
سؤال: الشيعة يؤمنون بالنهج التحرري والثوري. حدّثنا عن نزعة المعارضة التي يتحلى بها الشيعة.
الإمام الخميني: الشيعة آمنوا منذ البداية بحق النضال من أجل اقامة الحكم الإسلامي.
* صحيفة الإمام، ج4، ص: 108-109
2011-04-27