يتم التحميل...

الموضوع: هروب الشاه من إيران‏

مقابلة

المحاور: مراسل أجنبي‏

عدد الزوار: 83

التاريخ 26 دي 1357هـ. ش./ 71 صفر 1399هـ. ق. 1
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المحاور: مراسل أجنبي‏


سؤال- ما هي الخطوة السياسية الأولى لسماحة آية الله بعد رحيل الشاه؟
الجواب:
إن خروج الشاه أولى مراحل النصر، ونحن نواجه مصاعب ومشكلات كثيرة، وعلى الشعب الإيراني أن يعلم أن مجرد رحيل الشاه ليس نصراً، وإنما طليعة لهذا النصر.
وأنا أبارك هذه البداية للشعب الإيراني، وأقول بأن هذه البداية ليست مقدمة نصر فحسب، بل هي مقدمة لإنهاء سلطة الأجانب. وأعتقد أن هذه المباركة أعظم من المباركة برحيل الشاه. ونحن الآن نواجه تحديات ومشكلات كثيرة وقد ورثنا بلداً منهاراً بسبب ما خلفه الحكم البهلوي طوال (50) عاماً وما خلفه حكم محمد رضا خان في أكثر من ثلاثين عاماً. فعلينا جميعاً أن نعمل بجهود جميع فئات الشعب من أجل إعادة اعمار هذا البلد.
والخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها هي ترميم واصلاح هذه الأنقاض التي خلفها الشاه بأيدي العملاء الأجانب، ولا يمكن الوصول إلى هذه الغاية إلا بتعاون مختلف فئآت الشعب. وأنا أدعو بتواضع تام جميع فئات الشعب إلى أن يتعاونوا ويساهموا في هذا المشروع الإسلامي والوطني، وأ ن يتكاتفوا، ويتركوا الخلافات الحزبية، والخلافات الجديدة والقديمة، وكذلك الخلافات المتعلقة بأمور الأحزاب. وعليهم أن ينهضوا معاً بصوت واحد، وأن يقوموا بالأمر المهمّ، وهو انقاذ البلاد وانقاذ هذه السفينة المتداعية.
وأنا أرجو من الله- تبارك وتعالى- أن ينعم على شعبنا بالكثير من الانتباه واليقظة والوعي، وأطلب من الشعب أن يأخذ على عاتقه حماية أمن ونظم البلاد.
وعلى شبابنا الغيارى أن يمسكوا بزمام الأمور في المدن والقرى، وأن لا يسمحوا للفوضويين بالقيام بأعمال التخريب في هذه المدن والأرياف- لا سمح الله. إنني أحذر الفوضويين والذين يقومون بحملات تشهير في هذه المجالات والذين يريدون أن تعم الفوضى في البلاد، ويعملون لمصلحة الأجانب والدول العظمى، ويبلغون على الشعب الإيراني. إنني أحذرهم من مواجهة مصير عسير وعقوبات شديدة أذا قاموا بهذه الأعمال. أما إذا تابوا، فإن الله- تبارك وتعالى- سيقبل توبتهم جميعاً. ويجب على أولئك أن يعودوا إلى أحضان الشعب الذي سيستقبلهم ويرحب بهم.

سؤال- هل يعتقد سماحة آية الله أنه إذا لم يتعاون مع حكومة بختيار يحتمل ظهور استبداد عسكري وإراقة للدماء من جديد؟
جواب:
انتهى زمن الاستبداد العسكري، وإذا استبد أحد، أو قام بانقلاب عسكري فسيفهم بأنه لن يصل لأي نتيجة، ولن ينال لا هو ولا التابعون له سوى العار والذلة. ويجب على جميع من يسعون للقيام بأعمال مخالفة للشعب أن يعلموا أن أيامهم قد انطوت، وزمانهم قد ولى.
إن الشعب الإيراني لم يبق ذلك الشعب الذي كان في السابق، وقد فقدت الدعايات أثرها على هذا الشعب الذي يجب أن يستمر في طريقه، حتى يصل الى غاياته وآماله، ألا وهي قطع يد الاستبداد وايجاد بلاد حرة يتمتع فيها الجميع بالحرية ويخلقون بلاداً مستقلة لا تستطيع قوة أن تتدخل في شؤونها- ان شاء الله- وستتحقق هذه الأمنية في المستقبل القريب جداً، وسنعلن الحكومة سريعاً.
سؤال- كيف ستكون مكانة المرأة ودورها في حكومتكم القادمة؟
جواب:
سيكون للمرأة مكانتها الإنسانية الصحيحة، كما ستتمتع بشخصية حرة على خلاف تلك الأزمنة التي مرّت علينا إذ لم تكن لا نساؤنا ولا رجالنا أحراراً، والشعب الذي لم تكن نساؤه ورجاله يتذوقون طعم الحرية قد تحرر الآن من الكبت، وعاد كل أبنائه أحراراً. وإذا قام أحد بعمل ينافي المصلحة العامة والأخلاق فإنه سيردع من قبلهم بالتأكيد.

* صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 328


1-  أدرجت في صحيفة نور تحت تاريخ 27/ 10/ 57.

2011-03-25