الموضوع: الثورة الإسلامية والدول الكبرى والكيان الصهيوني
مقابلة
المحاور: مراسل صحيفة السفير اللبنانية
عدد الزوار: 158
التاريخ 2 آذر 1357 هـ.. ش./ 22 ذي الحجة 1398هـ. ق.
المكان: باريس: نوفل لوشاتو
المحاور: مراسل صحيفة السفير اللبنانية
السؤال: (واشنطن، تعتبر الثورة الإيرانية حركة ضد التحديث وهذا ما تعارضه، ما هو موقفكم من النشاطات الأمريكية ضد الثورة؟)
الجواب: أمريكا فرضت الشاه بانقلاب عسكري مرة أخرى على إيران. وتحت عنوان تحديث الدولة، أعاد الانقلاب الأمريكي الشاه مرة أخرى، وكانت نتيجة هذا الانقلاب الكلية لمصلحة أمريكا ودمار إيران. لقد أتلفت الزراعة في البلد وأصبحت إيران سوقاً مستهلكة للمواد الغذائية الأمريكية. والثروات الباطنية بدءاً من النفط حتى النحاس وكل الثروات سلبت وما زالت تدر لمصلحة أمريكا، وعوضت إيران عنها بالأسلحة التي لا تنفع الدولة.
وضرره الآخر كان فرض اكثر من أربعين ألف مستشار عسكري بنفقات باهظة، وهي فضلا عن أنها أفقدت جيشنا أعتباره وضعت كل مقدرات البلد بأيديهم، بوجود هذا الشاه أصبحت إيران قاعدة عسكرية أمريكية. وأيضاً بأموال هذا الشعب حولوا الشاه إلى شرطي لمنطقة الخليج الفارسي. وهذه الأمور كلها جزء من المظالم التي حملتها امريكا على شعبنا. فبناء على هذا لماذا لا تنشط امريكا لمجابهة ثورة الشعب الإيراني؟
- هل تستبعدون تدخلًا امريكياً مباشراً؟
الآن هذا الشيء هو أقل من التدخل المباشر!
- مع وجود الأجواء العالمية الامبريالية المعادية للثورة. كيف سوف تعمل الثورة لمواجهة هذه الأجواء؟ هل تسعون للحصول على مساعدة القوى التقدمية الإسلامية في العالم؟
لا يتلخص أعداء الثورة في الامبريالية فقط، ولكن الأوضاع على المستوى العالمي هي في مصلحة هذه الحركة، وستجذب هذه الثورة تدريجياً مريدين لها، وستفتح لهم الطريق من أجل التقدم.
- الآن ما هو الموقف الرسمي للاتحاد السوفيتي؟
حتى الآن عمل الاتحاد السوفيتي سيء جداً، لأن هذا الاتحاد يسعى للحصول على الغاز الإيراني، وليس هناك أفضل له من الشاه. ونحن سنقف على أقدامنا، وحتماً سننتصر.
- ما هو موقف الناشطين الرجعيين من الثورة وفي مقدمتهم السعودية؟
من البديهي أن الحركة الإسلامية المقدسة مثلما هددت نظام الشاه في إيران وأزالته تهدد جميع الأنظمة الرجعية في كل دول العالم الإسلامي، ومن هنا فمن الطبيعي أن يدافع أولئك عن الشاه.
- هل تتوقعون ظهور مشكلات للثورة الإسلامية الإيرانية في العالمين العربي الإسلامي؟
أعداء الإسلام لا يدخرون جهداً للقضاء على هذه الحركة، ولكن بعون الله- تعالى- فإن الحركة الإسلامية المقدسة ستشق طريقها بسرعة وتتقدم للأمام.
- ما هي التحالفات الخارجية التي تسعى الثورة لإقامتها؟
نحن أبداً لا نعيش داخل أبواب مغلقة، ولكن لن نفتح هذه الأبواب للمستعمرين كما كان يفعل الشاه. علاقاتنا الخارجية مبنية على أساس حفظ الحرية والاستقلال والمحافظة على مصالح الإسلام والمسلمين، وعلى هذا الأساس نعمل باحترام متبادل مع أي دولة راغبة في التحالف معنا.
- أنتم وجهتم نداءات متعددة إلى الجيش، ولكن من الواضح أن الجيش مازال يحتفظ بوحدة صفه هل هذا صحيح؟
بناءً على الأنباء التي تصلنا جرت أحداث في الجيش دالة على يقظتهم. ونحن واثقون أنهم سوف يجيبون أخوياً نداء الشعب عاجلًا أم آجلًا.
- هل تعتقدون أن الشاه سوف يتخذ من الأقليات القومية في إيران وسيلة من أجل تحريف الشارع الإيراني؟
أولًا إن اكثر من 90% من الشعب الإيراني هم مسلمون والأقليات لا تؤثر فيهم ولا في اتحادهم. وثانياً من هو الذي سَلِمَ من ظلم الشاه حتى يلبّي نداءه اليوم سواء كان مسلماً أم غير مسلم؟
- توجد شائعات في الغرب تدعى أن الثورة الإسلامية متكئة على القوة الذاتية للإمام يعني تتكأ على شخص واحد. هل هذا صحيح؟
إذا كانت النهضة الإيرانية في الماضي متكئة على فرداً و مجموعات، فإن الثورة اليوم تغلي في اعماق الناس، وتنبع من ذاتهم، ولذلك نعتقد أنها لا تنطفئ بزوال شخص معين.
- توجد في أذهان الناس بعض الأخطاء حول برنامج الثورة باعتبارها ثورة إسلامية، فما هي المضامين الفكرية، والاقتصادية والدولية للثورة الإسلامية الإيرانية؟
تقوم الثورة الإسلامية على مبدأ التوحيد الذي تندرج تحت ظله كل شؤون المجتمع. والمعبود الوحيد للإنسان ولكل المخلوقات هو الله الذي يجب على كل البشر العمل على إرضائه. وهم لن يعبدوا شيئاً أو أحداً من دونه. وفي المجتمع لا مكان لعبادة الأشياء أو المصالح أو الشهوات أو أي نوع من العبادات، والبشر وحدهم يدعون لعبادة الله، وفي تلك الحالة تتغير العلاقات بين الناس داخل مجتمع كهذا سواء كانت اقتصادية أم غير اقتصادية، كما تتغير علاقة هذا المجتمع مع الخارج، وتلغى كل الامتيازات وتكون التقوى والطهارة فقط معيار الأفضلية. الحاكم متساو مع الفرد الأدنى في المجتمع.
القواعد والمعايير الإلهية والإنسانية السامية هي الأساس لبناء التحالفات أو قطع العلاقات.
- هل شعار المواجهة المسلحة ضد الشاه شعار حقيقي قابل للتحقيق؟
بالنسبة لنا لا يوجد شئ غير ممكن في سبيل الوصول للأهداف الإسلامية.
- هل من خبر جديد عن الإمام موسى الصدر؟
اتخذت إجراءات نتمنى أن تكون نافعة، فالإمام الصدر من أحبائي، وهو كذلك عند الشيعة والمسلمين في لبنان، ونتمنى له العودة الى وطنه وعمله بأسرع وقت ممكن.
- ما هي آثار اتفاقيات كامب ديفيد وخيانة السادات على الثورة الإيرانية؟
إن اتفاقية كامب ديفيد أو أي إجراء يعزز موقف اسرائيل لا يضر الفلسطينيين والعرب فقط، وانما يضر بكل دول المنطقة وفي النهاية يدعم القوى الرجعية في المنطقة.
- هل في حوزتكم رسالة إلى الشعب العربي؟
رسالتي إلى كل الأخوة العرب والمسلمين هي أن نترك الخلاقات جانباً، ونمد يد الأخوه الى بعضنا البعض، وأن يوحدوا خطاهم و يتحدوا مع كل إخوانهم المسلمين غير العرب، ويجعلوا الإسلام ملاذهم الوحيد.
فأنتم تستطيعون بامتلاككم الثروات المادية التي لا تعد، والأهم العقيدة الإلهية والروحية التي في الإسلام أن تكونوا قوة كبرى تمنع نهائياً الدول العظمى من السيطرة عليكم، وبهذا لا يجعلونكم هدفاً لغاراتهم، ولا ينهبون كل ممتلكاتكم.
- ما هو رأيكم في مصير القدس؟
القدس ملك للمسلمين، ويجب أن تعاد إليهم.
* صحيفة الإمام، ج5، ص: 53