الموضوع: اقامة الجمهورية الإسلامية
مقابلة
أجرى المقابلة: مراسل إذاعة وتلفزيون لوكسنبورغ
عدد الزوار: 155
التاريخ: 11 آبان 1357 هـ. ش/ 1 ذي الحجة 1398
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
أجرى المقابلة: مراسل إذاعة وتلفزيون لوكسنبورغ
سؤال: (انكم تدعون، من فرنسا، الشعب الإيراني للتمرد. هل تتصورون ان هذا هو الحل الوحيد لمشاكل إيران؟).
الإمام الخميني: لقد سئم الناس خمسين عاماً من الكبت والخيانة، وانتفضوا للمطالبة بحقوقهم الاولية. ونحن نشجعهم على هذا الامر الحياتي المشروع، سواء كنا في إيران أو خارجها. وليس امامنا الآن من خيار لاسقاط النظام الفاسد، سوى الثورة والمطالبة بحقوقنا عبر صرخات مظلوميتنا. وإذا اقتضى الامر سنلجأ إلى اسلوب آخر.
سؤال: (هل تهدفون إلى استلام السلطة بعد رحيل الشاه؟ وإذا تسلّمتم زمام الامور، ما هي برامجكم المستقبلية لإدارة الحكم في إيران؟ ان الكثير من المراقبين في إيران يعتقدون بأن العودة إلى القانون الاساسي- الدستور- أمر صائب.).
الإمام الخميني: ان هدفنا هو اقامة الجمهورية الإسلامية، وتتلخص برامجنا في ارساء الحرية وتحقيق الاستقلال وتصفية الوزارات، والغاء القوانين التي فرضها رضا شاه والشاه الحالي بقوة الحراب، والغاء البنود المتعلقة بالملكية الدستورية.
سؤال: (ألا تعتقدون بأن خطر قيام انتفاضة عارمة وتمرد شامل في إيران، لازال قائماً؟).
الإمام الخميني: لو استمر الشعب في مطالبته برحيل الشاه واسرته واعوانه، وتوقف حماته الأجانب عن دعمه، ستكون المشكلة اكثر بساطة. وفي غير هذه الحالة فان احتمال قيام ثورة مسلحة قائم.
سؤال: (هل ستوافقون على أن يتولى ولي العهد رئاسة الحكومة خلفاً لأبيه؟).
الإمام الخميني: كلا. ان الشعب الإيراني يحتفظ بذكريات مؤلمة كثيرة عن هذه الأسرة، ولا يطيق تحمل حكم أي واحد منها.
سؤال: (ألا يثير موقف الحكومة الفرنسية التي وقفت إلى جانب الحكم في إيران على الدوام، عجبكم إذ انها لحد الآن لم تحاول منعكم عن اصدار بياناتكم التي تدعون فيها الإيرانيين الى الثورة والتمرد على النظام؟).
الإمام الخميني: لو انها فعلت عكس ذلك، لكان يثير العجب. اننا نطالب بحقوق الانسان الاولية، وان مناهضة الحرية مناهضة لمصداقية فرنسا، وتثير تعجب شعبنا وتعجب دعاة الحرية في العالم.
سؤال: (ما هي برامجكم المستقبلية؟).
الإمام الخميني: مواصلة النهضة حتى تحقيق اهدافها.
سؤال: (ان العسكريين لم يتصدوا للمتظاهرين يوم أمس. والشاه يتراجع بشكل واضح، وهو مستعد لاستقبال كريم سنجابي. وقيل ان سماحتكم ألتقى سنجابي.. والآن حيث الشاه مستعد للمساومة، هل انتم مستعدون؟ هل المعارضة مستعدة للتجاوب مع الشاه؟).
الإمام الخميني: مظاهرات طهران كانت من اجل السيد الطالقاني. ومظاهرات قم من اجل منتظري، تظاهر الناس من اجلهما ضد الشاه، وكرموهما كمعارضين للشاه.. في إيران يرحبون بكل نغمة ضد الشاه ويحتفون بها.. لا يجدي الشاه تحركه هذا وطرق ابواب هذا أو ذاك. ان امثال هذه المساعي فات أوانها ولا تفيده. لابد له ان يرحل.. نحن لا نساوم أحد وبأي شكل كان، لان الشعب لن يوافق على ذلك.. ففي مباحثاتي مع هؤلاء الاشخاص، اوضحت آرائي ومواقفي بكل حزم. فكل من يقبلها هو معنا، وإلّا فليس منا.
* صحيفة الإمام، ج4، ص: 177,176