الموضوع: دوافع اسقاط النظام البهلوي
مقابلة
أجرى المقابلة: مراسل صحيفة بائزه سرا الايطالية
عدد الزوار: 147
التاريخ:11 آبان 1357 هـ. ش/ 1 ذي الحجة 1398 هـ. ق
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
أجرى المقابلة: مراسل صحيفة بائزه سرا الايطالية
سؤال: (ألا يوجد سبيل آخر لخروج إيران من ازمتها المؤسفة, غير سقوط الأسرة البهلوية وإقامة الجمهورية الإسلامية؟).
الإمام الخميني: منذ البداية لم يكن وصولها إلى السلطة قانونياً، ولم تكن تحظى بأي نوع من المشروعية مطلقاً. والآن ايضاً لا يطيق الشعب وجوده ووجود أسرته، بسبب مصادرته لحقوق الشعب وممارسة كلّ انواع الظلم بحقه بنحو لم يسبق له مثيل. ونظراً لان الاغلبية المطلقة من الشعب الإيراني مسلمون، لذا فمن البديهي أن لا يوافق بعد سقوط هذا النظام على نظام غير الحكم الإسلامي.
سؤال: (كيف يتسنى اجتناب خطر استلام الجيش للسلطة، الذي يخشاه معارضو الحكومة المعتدلون؟).
الإمام الخميني: يتطلع الشعب الإيراني اليوم إلى التحكم بمصيره، وهو لا يطيق الحكومة العسكرية. علماً أن حكومة الشاه كانت ولازالت لا تختلف في جوهرها عن حكم العسكرتارية.
سؤال: (هل بوسع الحل الوطني انهاء الازمة الراهنة؟ في وقت تقدم اميركا والدول الغربية وقبلها بريطانيا، الدعم للشاه، ووجود جيش يهيمن عليه ويقوده الاميركان).
الإمام الخميني: ان طريق الحل الوطني في إيران اليوم هو ذاته الذي اوصله عامة الشعب، بتضحياتهم العام الماضي، إلى اسماع العالم بما فيهم اميركا والآخرون، الا وهو اسقاط الأسرة البهلوية وازالة النظام الشاهنشاهي، واقامة الحكومة الإسلامية.
سؤال: (يعزى اليكم بأنكم تسعون لاقامة نظام التوحيد الإسلامي، بينما هناك جمهوريات إسلامية كالجزائر وهي ليست توحيدية، وانظمة إسلامية كالعربية السعودية التي هي عشائرية، لم تثر سخط الغرب. يا حبذا لو توضحوا لنا خصائص الجمهورية الإسلامية التي تتطلعون اليها، سيما في المجال الاجتماعي والتنظيمات السياسية خاصة الاحزاب والنقابات والصحف.).
الإمام الخميني: الجمهورية الإسلامية التي نتطلع اليها لا يوجد لها نظير في عالمنا المعاصر. ان اياً من الخصائص المبدئية للجمهورية الإسلامية لا نراه في حكومة العربية السعودية. وهل ينبغي للشعب الإيراني للتحكم بمصيره، مراعاة ما يرضي الدول الغربية؟ وهل تأخذ الدول الأخرى آراء الشعب الإيراني لدى تحديد نهجها السياسي أو اختيار نوع حكومتها؟ في الجمهورية الإسلامية، ليس بوسع المتصدين لمقاليد الامور استغلال مناصبهم للإثراء أو للاستحواذ على امتياز ما في حياتهم العامة. لابد لهم من مراعاة المعايير الإسلامية في المجتمع وفي كلّ المستويات، بل وصيانتها.. يجب احترام آراء الشعب بدقة متناهية وفي كلّ مكان.. ينبغي عدم الرضوخ لأية هيمنة أو تدخل اجنبي في مصير الشعب. كما أن الصحافة حرّة في نشر كلّ الحقائق والاحداث. كذلك تتمتع كافة التجمعات والتنظيمات الشعبية بحرية تامة طالما لم تعرض مصالح الشعب للخطر.. لقد وضع الإسلام أطراً لكل شأن من هذه الامور.
سؤال: (ما هي المكانة الدولية لمثل هذه الجمهورية في عالمنا المعاصر، خاصة في مواجهة القضايا الكبرى لدول العالم الثالث نظير الازمات الإقتصادية كالنفط والمواد الخام؟).
الإمام الخميني: ستمارس نشاطها كبلد مستقل مائة بالمائة، ولن تجعل من مصداقيتها ألعوبة بيد القوى الاستعمارية. كما أننا لن نعتدي على أي شعب ابداً بسبب مصالحنا الوطنية. وسنسعى للمساهمة في ايجاد حلول لمعاناة الشعوب المظلومة، على قدر امكانات شعبنا واستناداً للتعاليم الإسلامية.
* صحيفة الإمام، ج4، ص: 179,178