الموضوع: دستور 1906 إعلام الشاه الكاذب مستقبل الثورة
مقابلة
حضر المؤتمر: صحفيون من المانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا و ..
عدد الزوار: 84
التاريخ 19 آبان 1357 هـ ش/ 9 ذي الحجة 1398 هـ ق
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
حضر المؤتمر: صحفيون من المانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا و ..
سؤال: سماحة آية الله، يا حبذا لو تعطونا فكرة عما ينبغي تعديله من دستور عام 1906 بما يتطابق مع توجهاتكم في اقامة الجمهورية الإسلامية؟
الامام الخميني: يتناول الدستور مرحلتين1- مرحلة ما قبل انقلاب رضا خان: ويومئذ لم يكن باستطاعة الإيرانيين والمسلمين طرح الحكومة الإسلامية، ولهذا قرروا وضع قوانين وجعل الحكم ملكية دستورية للتقليل من ظلم واستبداد القاجاريين. وقد تناولت هذه القوانين بعض القضايا المعاصرة. وان معظم ما نطرحه اليوم يمكن الرجوع به إلى متمم الدستور. وهذه مرحلة من الدستور.
2- ثمة مرحلة ما بعد انقلاب رضا شاه، وقد اضيفت مواد إلى الدستور. حينذاك قام رضا شاه بانقلاب، وقد نتج عن ذلك امور عديدة مما ادى في اخر المطاف إلى ان يغير رضا خان الدستور بقوة الحراب والغطرسة، وقد تم تشكيل المجلس التأسيسي بالقوة والعجرفة اذ لم يؤيده الشعب ابداً، فقام بتغيير بنود من الدستور نصت على اقامة الحكم البهلوية على انقاض القاجارية. لذا فمن الممكن الاعتماد على الدستور في مرحلته الاولى مع الابقاء على متممه بالنسبة للقضايا المطروحة اليوم.
اما بالنسبة للمرحلة الثانية فان حكم رضا شاه واسرته لم يكن قانونياً اساساً، وقد فرضت هذه الاسرة على هذا البلد خلافاً للدستور. فقد فرض الانجليز رضا شاه علينا، وبعد مجيء الحلفاء إلى إيران فرضوا علينا محمد رضا شاه.
سؤال: سماحة آية الله! يبدو أنكم تنوون اغلاق المصارف في اطار برامجكم لحل المشاكل الاقتصادية. هل يمكن اغلاق المصارف في ظروف كهذه وفي مثل هذا الوضع الاقتصادي؟
الامام الخميني: ليس هناك قضية مطروحة كهذه أبداً. لذا تنتفي الاجابة على سؤالك.
سؤال: سماحة آية الله، قبل مدة أبدى الشاه مرونة ازاء بعض معارضيه. لماذا رفضتم موقف الشاه هذا؟ ويقال ايضاً انكم التقيت هنا كلًا من المهندس بازركان والدكتور سنجابي فما هي حصيلة مباحثاتكم معهما؟
الامام الخميني: بالنسبة للقضايا التي يطرحها الشاه على الدوام ويقدمها بأشكال مختلفة، انما تستهدف خداع الشعب. بيد أن الشعب، الذي نضج الآن وشاهد الخيانات والجرائم التي ارتكبت خلال الخمسين عاماً في إيران، لا ينطلي عليه الخداع. كما إننا نرفض ذلك، لأن الشعب يرفضه. كلّ هذه خدع. إن الشاه بخدعه هذه يريد الابقاء على عرشه ومن ثم ممارسة اسوأ مما سبق فيما بعد.
أما فيما يخص المباحثات مع السادة بازركان وسنجابي، فقد تحدثت معهم حول قضايا إيران ومصالح الشعب، ولم يعترضا على ذلك.
سؤال: سماحة آية الله، منذ مدة والاقليات الدينية كاليهود والمسيحيين والزرادشتيين، ينتابها الخوف والقلق. كيف ترى مستقبلهم في الحكومة الإسلامية؟ خاصة وإن اساءة معاملة الاقليات تعد في الدول الغربية نوعاً من العنصرية..
الإمام الخميني: إن كلّ المواضيع التي نشرت مؤخراً ليست أكثر من دعاية يبثها الشاه ضد هذه النهضة. إن الإسلام يكن احتراماً لهذه الاقليات. الشاه هو الذي يريد تشويه صورة نهضتنا من خلال هذه الدعاية. وعلى الغرب أن يعلم بأن الإسلام يتعامل باحترام كبير مع الأقليات الدينية. لقد قلت كراراً بأن هؤلاء أحرار في ممارسة طقوسهم في إيران، ومن واجبنا الحفاظ على أمنهم واستقرارهم.
سؤال: ما هو رأي سماحتكم بالنسبة لمجيء حكومة عسكرية جديدة واعتقال هويدا رئيس الوزراء الأسبق، وكذلك عزم ازهاري رئيس الوزراء على الكشف عن ثروة الأسرة البهلوية؟
الإمام الخميني: كلّ هذه تشبثات لا قيمة ولا حقيقة لها. أن هويدا كان أحد شركاء الشاه، وكان شريكاً ضعيفاً ساهم في خيانات الشاه. وقد اعتقل الشاه هويدا لانقاذ نفسه فيما يبدو. الهدف هو خداع الشعب الذي يطالب بالاصلاحات. واما بالنسبة لثروة الاسرة البهلوية وعزمهم على اجراء تغييرات، فإن ذلك ليس أكثر من خداع. أولًا يجب أن يسألوا من الشاه نفسه ويحاكموه بسبب اخراجه كلّ هذه الثروة من إيران وايداعها المصارف الاجنبية، ومن ثم محاكمة اسرته. إن الجرائم التي ارتكبها الشاه واسرته لا تحصى، وليس بوسع هؤلاء أن يفعلوا شيئاً، إنما يخدعون الناس .. أما الحكومة العسكرية والتي هي نسخة أخرى للشاه وغطرسته، فإنها عملت على تشديد الاضطرابات ومواصلة النهضة. كلّ التقارير التي تصل من إيران تؤيد ذلك.
سؤال: هل يفكر سماحتكم بالإمساك بالسلطة بعد انتصار الثورة والعودة إلى إيران، وهل ستتولون منصب رسمي في الحكومة الجديدة؟
الإمام الخميني: كلا، نحن نضطلع بمسؤولية الارشاد والتوجيه ولا نفكر الانشغال بأعمال أخرى.
سؤال: في اعتقادكم ما هي الأوضاع التي ينبغي تغييرها. وما هو برنامجكم السياسي؟
الإمام الخميني: يجب اصلاح كلّ الدمار الذي خلفه محمد رضا شاه. كما أن الشعب سوف لا يعبأ بالاتفاقيات التي تضر بمصالحه. وفيما يتعلق ببرنامجنا السياسي فإننا سنعمل في البدء على تحقيق الحرية والديمقراطية الحقيقية والاستقلال بتمام معنى الكلمة، وقطع دابر الدول التي تتدخل في شؤون بلدنا.
سؤال: سماحة آية الله، كيف تنظرون إلى سياستكم المستقبلية تجاه الحكومة الالمانية؟ وهل تعتقدون بتغيير السياسة الحالية بين إيران وألمانيا؟
الإمام الخميني: ألمانيا ايضاً كغيرها من الدول. وسوف تلغى كلّ اتفاقية عقدت مع المانيا تضر بمصالح شعبنا. نحن نتعامل مع المانيا والدول الأخرى باحترام متبادل ولا نسمح لأحد بممارسة الظلم بحقنا. كما إننا لا نمارس الظلم بحق أحد.
سؤال: يرغب البعض في التعرف على كيفية تعاملكم في المستقبل مع الأربعة عشر ألف الماني الموجودين في إيران..
الإمام الخميني: لو قاموا بأعمالهم الاعتيادية وأدوا مهامهم بما يخدم المصالح الإيرانية، فسوف يسمح لهم البقاء في إيران.
سؤال: سماحة آية الله، كنتم قد أعلنتم بأن النظام المستقبلي في إيران سيكون جمهورية إسلامية. ما هو دور الأحزاب السياسية الأخرى المعارضة للشاه، غير إسلامية، في هذه الجمهورية؟
الإمام الخميني: نشاطات الأحزاب حرة ما لم تكن مضرة.
سؤال: كيف ترون تأثير إقامة جمهورية إسلامية ناجحة في إيران على المناطق التي يقطنها المسلمون في الاتحاد السوفيتي؟ ألا يعتقد سماحتكم بأن معارضة الروس للحركة الإسلامية نابعة من قلقهم من تداعيات هذه الحركة الناجحة في إيران على المناطق التي يقطنها المسلمون؟
الإمام الخميني: لا يمكن التكهن بذلك. لكن معارضة الإتحاد السوفيتي لثورتنا ودعمه للشاه، نابع من أنه يريد أن يكون له نفوذ في إيران وأن يتدخل في شؤوننا الداخلية. إن الحكومة الإسلامية سوف لا تسمح بذلك سواء كان الاتحاد السوفيتي أو أي دولة أخرى.
سؤال: في حالة استمرار النضال الحالي، كيف تنظرون إلى دور الجيش ومستقبله؟ هل تعتقدون بأن الثورة ستحقق اهدافها بأساليب النضال الفعلية، أم أنكم ستضطرون إلى استخدام أساليب أخرى؟
الإمام الخميني: نحن نأمل أن تحقق الثورة أهدافها بالأساليب المتبعة في الوقت الحاضر. ونأمل ايضاً بأن يعود الجيش إلى رشده ويلتحق بالشعب. وإذا يئسنا من ذلك، فمن الممكن أن نعيد النظر بأساليبنا بمواصلة الثورة وتحقيق أهدافها.
*صحيفة الامام الخميني ص:305-308
2011-03-22