من خطبة الزهراء عليها السلام
جمادي الثاني
نعزّي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ونائبه الإمام القائد الخامنئي مدّ ظلّه العالي وعموم المؤمنين والإخوة المجاهدين بذكرى شهادة بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء في الثالث من جمادى الآخرة على الرواية المشهورة.
عدد الزوار: 195بسم الله الرحمن الرحيم
من خطبة الزهراء عليها السلام
المناسبة: شهادتها سلام الله عليها
نعزّي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ونائبه الإمام القائد الخامنئي مدّ ظلّه العالي وعموم المؤمنين والإخوة المجاهدين بذكرى شهادة بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء في الثالث من جمادى الآخرة على الرواية المشهورة.
بعد عشرة أيام من الحدث الجلل بوفاة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وبعد الأحداث الأليمة التي جرت بعد وفاته، والتي كان فيها أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام مأموراً بالصبر حفظاً للإسلام الحنيف خرجت الصِدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام من بيتها مع ثلّة من نساء قومها ودخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمحيث تواجد حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم. وقبل البدء بخطبتها عُلِّقت بينها وبين القوم ستارة وحجاب، ثم ابتدأت بتلك الخطبة التي هي بحقّ الوثيقة التاريخية الكبرى، نعرض منها بعض فقراتها:
• البداية: حمدٌ وشهادة "الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء على ما قدّم، من عموم نِعَمٍ ابتدأها وسبوغ آلاءٍ أسداها وإحسان مِنَنٍ والاها، جمّ عن الإحصاء عددُها ونأى عن المجازاة أمدُها... وأشهد أن لا اله إلاّ الله، كلمةٌ جُعل الإخلاصُ تأويلَها، وضُمّن القلوبَ موصولهُا، وأبان في الفكر معقولهُا، الممتنعُ من ابصارٍ رؤيتُه، ومن الألسنِ صفتُه، ومن الأوهامِ الإحاطةُ به... أشهد أنّ أبي محمداً عبدُه ورسولُه، اختاره قبل أن يجتبله، واصطفاه قبل أن يبتعثه، وسمّاه قبل أن يستنجبه.. فرأى الأممَ فرقاً في أديانها وعبدةً لأوثانها عُكّفاً على نيرانها، منكرةً لله مع عرفانها فأنار الله بأبي ظُلَمَها وفرّج عن القلوب بُهَمَهَا وجلا عن أبصار عَمَهَهَا".
ثمّ توجهت إلى القوم قائلة: "ففرض الله عليكم الإيمان تطهيراً لكم من الشرك. والصلاةَ تنـزيهاً لكم من الكِبر، والزكاةَ تزييداً في الرزق، والصيامَ إثباتاً للإخلاص... وطاعَتَنا نظاماً للملّة، وإمامتَنا لماً للفرقة، والصبرَ معونةً على الاستيجاب، والأمرَ بالمعروف مصلحة للعامّة، والنهي عن المنكر تنزيهاً للدين... فاحمدوا الله الذي بعظمته ونورِه ابتغى من في السماوات والأرضِ إليه الوسيلة، فنحن وسيلتُه في خلقه، ونحن آلُ رسوله ونحنُ حجّةُ غيبِه وورثةُ أنبيائه...".
ثمّ قالت: "أيّها الناس... اعلموا أنّي فاطمة وأبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم... إن تغروه (أي تنسوه) تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم بلّغ النذارة، صادعاً بالرسالة،...كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله، وكلّما نجم قرنُ الضلالة أو فغرت فاغرةٌ للمشركين قذف أخاه (أي الإمام علي عليه السلام) في لهواتها فلا ينكفئُ حتى يطأ صماخها (أي أذنها أو ثقب الإذن) بأخمصه، ويخمَدَ لهبَها بحدّه، مكدوداً في ذات الله. قريباً من رسول الله، سيداً في أولياء الله، وأنتم في بلهينة (أي سعة) آمنون، وادعون فرحون تتوكفون الأخبار وتنكصون عند النـزال على الأعقاب... حتى أقام الله بمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم عمود الدين..".
وتابعت عليها السلام: "ولما اختار الله عزّ وجلّ له دارَ أنبيائه ومأوى أصفيائه، ظهرت حسيكةُ النفاق، وسُمل جلبابُ الدين (أي أصبح بالياً)... فهيهات منكم، وأين بكم وأنّى تؤفكون، وكتابُ الله بين أظهركم، زواجرُه لائحة، وأوامرُه لامحة، ودلائلُه واضحة، وأعلامُه بيّنة، وقد خالفتموه رغبةً عنه، فبئس للظالمين بدلاً".
ثم أعلنت عليها السلام موقف الصبر لأجل حفظ دين الله تعالى مهما كانت التضحيات فقالت: "ونصبر منكم على مثل حزِّ المدى ووخزِ السنان في الحشا".
وآخِرُ دَعْوانا أنْ الحمدُ لله ربِّ العالمين