صلاة الجماعة

وممّا يؤكد على الأهميّة الكبرى لصلاة الجماعة قصّة ذلك الرجل الأعمى الذي أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً يا رسول الله، أنا ضرير البصر، وربما أسمع النداء، ولا أجد من يقودني إلى الجماعة والصلاة معك فأجابه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "شُدَّ من منزلك إلى المسجد حبلاً واحضر الجماعة".

● الثواب العظيم

ويعظم ثواب صلاة الجماعة حينما يزداد المصلون على العشرة ففي حديث جبرائيل للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "... فما زاد على العشرة فلو صارت السموات كلّها مداداً أو الأشجار أقلاماً والثقلان مع الملائكة كتّاباً لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة".

1- المداومة عليها ففي الحديث: "من حافظ على الجماعة حيثما كان مرّ على الصراط كالبرق الخاطف اللامع في أول زمرة مع السابقين ووجهه أضوأ من القمر ليلة البدر، وكان له بكل يوم وليلة حافظ عليها ثواب شهيد".

2- أن تكون خلف العالم: فصلاة الجماعة جائزة خلف الرجل العادل وإن لم يكن عالماً طالما يطمئن المصلون بعدالته بأي طريق كان ويكفي في إحراز العدالة حسن الظاهر دون معرفة الباطن، لكنّ الصلاة خلف العالم أفضل وأجزل ثواباً فعن الإمام الصادق عليه السلام: "الصلاة خلف العالم بألف ركعة". وفي جواب للإمام الخامنئي مدّ ظلّ العالي: "لو كان بإمكان الأخوة الأعزاء بسهولة أداء الفريضة خلف عالم الدين الذي يجدونه أهلاً للاقتداء به ولو بالخروج إلى بعض المساجد المجاورة فلا ينبغي لهم الاقتداء بغير عالم الدين".

3- أن تكون في المسجد: وذلك لمضاعفة ثوابها ففي الحديث: "ان الصلاة في المسجد الجامع بمئة صلاة"، وعليه فإذا كان في المسجد خلف العالم يكون ثوابها بمئة ألف كما نصَّ على ذلك فقهاؤنا العظام.

4- أن تؤدى بنظام: فقد شدّد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على أهمية تنظيم صلاة الجماعة بتسوية الصفوف ومحاذاة المناكب فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "سووا بين صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم لا يستحوذ عليكم الشيطان"