يتم التحميل...

المدد الغيبي في كلام الإمام الخميني قدس سره

جمادي الاول

في بداية الوصية الإلهية السياسية للإمام الخميني قدس سره ركّز رضوان الله عليه على الدور الأساس في انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران فقال: "كوصيةٍ إلى الجيلِ الحاضرِ والأجيالِ العزيزة ِالقادمةِ أعرضُ بعضَ المسائلِ… نحن نعلم أن هذه الثورةَ العظيمةَ التي قطعت أيدي أكلةِ العالمِ الظالمين عن إيرانَ الكبيرة قد انتصرت بالتأييداتِ الإلهيةِ الغيبيّة

عدد الزوار: 32
بسم الله الرحمن الرحيم

المدد الغيبي في كلام الإمام الخميني قدس سره
المناسبة: عروج الإمام في 4 حزيران
 


في بداية الوصية الإلهية السياسية للإمام الخميني قدس سره ركّز رضوان الله عليه على الدور الأساس في انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران فقال: "كوصيةٍ إلى الجيلِ الحاضرِ والأجيالِ العزيزة ِالقادمةِ أعرضُ بعضَ المسائلِ… نحن نعلم أن هذه الثورةَ العظيمةَ التي قطعت أيدي أكلةِ العالمِ الظالمين عن إيرانَ الكبيرة قد انتصرت بالتأييداتِ الإلهيةِ الغيبيّة، ولولا يدُ الله القادرةُ لما أمكن… أن يثورَ هذا الشعبُ صفاً واحداً ونهجاً واحداً في جميع أنحاءِ البلادِ، ويزيح بنداءِ "الله اكبر" وتضحياتِه المحيرِّّة التي ضاهت المعجزات جميعَ القوى الداخليةِ والخارجية… ولا تَُردّدَ أبداَ في أن هذه تحفةٌ إلهية، وهديةٌ غيبيةٌ من قبل اللهِ المنَّان تلطّفَ بها على هذا الشعبِ المظلوم".

أراد الإمامُ الراحلُ من كلامه هذا أن يلفت الناسَ الذين قد يتعلقون بالأسبابِ المحسوسةِ فيتوجهون إليها،كتعلقهِم بقوة العددِ والعتاد في صنع النصر، ناسين السببَ الحقيقيَّ لكلّ شيءٍ ألا وهو الله ُربُّ العالمين. وهذا ما انتهجه القرآنُ الكريمُ حينما كان يتوجهُ لأولئك الذين يحرُثون الزرعَ،وقد حضرت في عقولهم جهودُ الزارعين، فقال تعالىَ لافتاً إلى العلةِ الحقيقيةِ لكلِّ شيء: ﴿أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ(الواقعة:63-64). فأراد الإمامُ أن يوجِّه رسالةً إلى الذين يعتقدونَ بأنهم هُمُ الذين صنعوا النصرَ ليقولَ لهم: إن صانعَ النصرِ هو الله سبحانه وتعالى.

وكان الإمامُ قدس سره يؤكدُ هذا المضمونَ منذُ بدايةِ نهضتِهِ المباركةِ فكان يقول: "على الشعبِ الإيراني أن لا يخشى من إعلانِ الدول الاستعمارية عن تأييدِها لنظامِ الشاه، وأن يطمئنوا إلى نصرِ اللهَ، ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"(الحج:39). كما كان الإمامُ الراحلُ يلفت الناسَ إلى التدخلِ الإلهيِّ في تفاصيل القيامِ الميمونِ، فكان جوابُهُ لتلك الأصواتِ المرتفعةِ التي أحاطتْ به مؤيِّدةً للثورةِ مبايعةً لقائدها: "هذه الأصواتُ المرتفعةُ التي تسمعونَها هي صوتُ الله، إنّها قدرةُ الله، هذه الانتفاضةُ تحققت بقوةِ الله".

●  أساليب المدد الغيبي

وكان الإمامُ مترجماً صادقاً لما ورد في القرآن الكريم من أساليبِ تدخُّلِ الله الغيبيّ فكان يُبيِّنُ مصداقَ قولِهِ تعالى: ﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ..(آل عمران: 151) على أرضِ الواقعِ بخطابِهِ: "ألم يكن سرُّ انتصارِ هذا الشعبِ هو الرعبُ الذي ألقاه اللهُ في قلوبِ هؤلاءِ الطغاةِ". وقد فسّر الإمامُ الراحلُ الآيةَ الكريمةَ: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ(الإسراء: 44) بقوله: "إنّها تسّبح واقعاً وقد ذكرت الأحاديثُ تسبيحَ بعضِ الموجودات وما هو؟ إنه تسبيحٌ أجنبيةٌ عنه أذني وأذنُك، إنه نطقٌ وكلامٌ ولغةٌ، ولكن ليس بلغتنا"، ثم طبّق هذا التفسيرَ في ميدانِ الواقعِ بخطابِهِ المعروفِ "ألم يحنِ الوقتُ للذين لم يهتمّوا بالمعنوياتِ ولم يؤمنوا بالغيب أن يستيقظوا من غفوتهم؟ من أسقط الطائراتِ العموديةَ لكارتر؟! هل نحن أسقطناها؟! إن الرمالَ جنودُ الله وكذلك الرياحُ جنودُ الله".

●  ركنا المدد الغيبي

وكان الإمامُ الراحلُ يؤكّد أنّ هذا المددَ الغيبيَّ لا ينزّلُ كيفما كان، بل لا بد له من مقوّمات تستنـزلُهُ، وقد أكَّد الإمامُ قدس سره على مقوِّمين أساسيين، وهما الإخلاصُ لله ووحدةُ الكلمة فقال في وصيته: "ولا شك في أن سرَّ بقاءِ الثورةِ الإسلاميةِ هو نفسُ سرِّ النصر... وستقرأ الأجيالُ الآتيةُ أن ركنيه الأصليين هما:

1- الدافعُ الإلهيُّ والهدفُ السامي للحكومة الإسلامية
2- واجتماعُ الشعب في جميع أنحاء البلاد..

إنني أوصي جميعَ الأجيالِ الحاضرةِ منها والآتي.. إذا أردتم أن يستقرَّ الإسلامُ وحكومةُ الله وأن تُقْطَعَ يدُ المستعمرينَ والمستغلينَ الداخليينَ والخارجيينَ عن بلدِكم فلا تضيِّعوا هذا الدافعَ الإلهيَّ الذي أوصى اللهُ به في القرآن".

وآخِرُ دَعْوانا أنْ الحمدُ لله ربِّ العالمين

2009-07-11