الموضوع: احتمال هجرة الامام الخميني الى لبنان
خطاب
الحاضرون: العلماء وطلبة العلوم الدينية وجمع من الايرانيين المقيمين في العراق
عدد الزوار: 132
التاريخ: 2 دي 1350 هـ. ش/ 4 ذي القعدة 1391 هـ. ق
المكان: النجف الاشرف، مسجد الشيخ الانصاري
المناسبة: تهجير الايرانيين من العراق
الحاضرون: العلماء وطلبة العلوم الدينية وجمع من الايرانيين المقيمين في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد إرسالنا برقية الى المسؤولين العراقيين تضمنت ما ارتأيناه من الصلاح، وبعدما أظهروا من رد فعل معاكس قوي، ناهيك عن امتناعهم عن الرد على برقيتنا، أرى أن وجودي هنا أضحى لا مبرر له، وعليه فإني سأرسل جواز سفري الى المسؤولين غداً وأطلب الإذن في مغادرة البلاد.
طبيعي أني أينما سأكون سأذكر الاخوة الأفاغنة والباكستانيين والهنود والعراقيين وسائر الاخوة المحترمين، كما إن حبي وودّي لهم سيبقى محفوظاً في أي مكان أكون فيه كما كان عليه الآن.
آمل أن يصل الإخوة الايرانيون المبعدون إلى إيران بالسلامة إن شاء الله، وأن يستقروا في الحوزات الدينية في (قم) وإن لم تكف، ففي مشهد، وأن يحافظوا عليها.
كما آمل أن يعودوا سريعاً الى هذه الحوزات إن شاء الله. إن الله تبارك وتعالى قادر على إعادتكم أيها الاخوة المحترمون مرة أخرى إلى هذه الحوزات، إذ أنكم تبعدون بهذا الوضع المؤسف، وأنتم أشد رغبة في مجاورة أمير المؤمنين (عليه السلام) وحفظ وجود هذه الحوزة.
على أية حال فإن بقائي هنا لم يعد مناسباً مع مغادرة أصدقائنا وإخواننا في الدين بالإكراه هكذا، والحال إني سمعت أنهم حينما- السلطات العراقية- أرادوا تسفير اليهود المقيمين في العراق، أمهلوهم ستة أشهر، وعقدوا لهم جلسة حتى يتم بيع ممتلكاتهم تحت اشراف هيئة خاصة وبشكل عادل، لكنهم لم يعاملوكم أنتم أيها الاخوة الشيعة الايرانيين بهذا الشكل، لذا فإن البقاء في بلد يتعامل مع المسلمين، ومع مجاوري اضرحة الائمة (عليه السلام) بهذا الشكل أضحى صعباً عليّ. وسأرسل جواز سفري غداً الى المسؤولين المختصين، واطلب اعطائي اجازة الخروج من العراق للتحرك نحو لبنان. فلنذهب إلى لبنان عسى الباري (جلّ علا) أن يمنَّ علينا- كما منَّ على الشهيدين هناك- بالشهادة ليشملنا الفيض الالهي.
إن النتيجة ستكون في صالحكم بعد هذه المعاملة السيئة والخشونة التي أبداها المسؤولون العراقيون والايرانيون، لأن ما عاملونا به في إيران والعراق سينكشف للعالم كله أجمع، وسيعرف العالم حقيقة وضع الشيعة في ايران والعراق.
إن وضع المبعدين من الكسبة والتجار والعمال البائسين أسوأ من وضعكم أنتم أيها الطلبة، وذلك لما سيواجهونه من البرد القارص في إيران في هذا الفصل، وإني في غاية التأثر من أجلهم، فهم ينتقلون مع نسائهم وأطفالهم، ويتعرضون الآن الى معاملة أسوأ من هذه المعاملة، وذلك من قبل المتواجدين على الحدود الايرانية.
* صحيفة الإمام، ج2، ص: 372
2011-03-08