الإسلام ومكانة المرأة

●  تعامل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مع فاطمة عليهم صلوات الله وسلامه

ومن ضمن الأساليب التي اتبعها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في تعزيز دور المرأة تعامله مع ابنته السيّدة الزهراء عليها السلام، فقد أولاها عليها السلام من الاحترام ما أدهش العقول، وحيّر الألباب.

1 - فقد كان صلّى الله عليه وآله وسلّم مع ما يحظى به من شرف ومقام يقبّل يد الزهراء عليها السلام، وعندما يعود من السفر يذهب إليها قبل أيّ أَحد .

2 - وعندما يريد السفر كان آخر بيت يودّعه هو بيت فاطمة عليها السلام.

3 - وحينما أخبر بولادة الزهراء عليها السلام، رأى الانقباض في وجوه أصحابه فقال على الفور: "ما لكم! ريحانة أشمّها، ورزقها على الله عزّ وجلّ".

وفي حديث أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: "نعم الولد البنات، ملطفات، مجهزات، مؤنسات" . وفي حديث آخر : " من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل الصدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإنّه من فرّح ابنته فكأنّما أعتق رقبة من ولد إسماعيل".

هذا نموذج من تعامل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مع الزهراء عليها السلام، وإن كانت الزهراء عليها السلام شخصيّة فريدة، فقد قال الإمام الراحل قدس سره عن شخصيّة الصديقة الكبرى بأنّها  "امرأة تضاهي جميع الرجال، امرأة هي مثال الإنسان… امرأة جسَّدت الهويّة الإنسانيّة الكاملة" وأشار الإمام إلى تكوين نطفة السيّدة الزهراء من شجرة الجنّة طوبى ممّا يجعلها حوراء من عالم الملكوت بقوله: "لم تكن الزهراء امرأة عاديّة، كانت امرأة روحانيّة، امرأة ملكوتيّة، كانت إنساناً بتمام الكلمة… نسخة إنسانيّة كاملة"

والروايات في هذا الموضوع كثيرة جدّاً وأقوال العلماء صريحة بالاحترام الذي أولاه الإسلام للمرأة بما أعاد لها شخصيّتها الضائعة بين مدلهمّات الجاهليّة، وحرّرها من العادات البالية، وأنهى عصر تحقيرها، وأوضح مكانتها المرموقة في المجتمع الإنساني.