الإسراف والتبذير
جمادي الاول
قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (الإسراء:27) في هذه الآية الكريمة وغيرها من آيات الكتاب المجيد نرى أنّ الإسلام حذّر من الإسراف والتبذير إلى درجة أنه نهى عن الإسراف في ماء الوضوء حتّى لو كان على نهرٍ جارٍ.
عدد الزوار: 521بسم الله الرحمن الرحيم
الإسراف والتبذير
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾(الإسراء:27)
في هذه الآية الكريمة وغيرها من آيات الكتاب المجيد نرى أنّ الإسلام حذّر من الإسراف والتبذير إلى درجة أنه نهى عن الإسراف في ماء الوضوء حتّى لو كان على نهرٍ جارٍ. فقد ورد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مرّ بسعد وهو يتوضّأ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما هذا السرف يا سعد؟ قال: أفي الوضوء سرف؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: "نعم وإن كنت على نهرٍ جارٍ".
والإسراف بمعناه الواسع هو الخروج وتجاوز الحدّ في أي عمل يقوم به الإنسان، ولكنّه عادة يستخدم في النفقات الماديّة، ويختص التبذير بالحالات التي يصرف فيها الإنسان الأموال هدراً ولو كانت قليلة، بينما إذا صُرِفَ في محلِّه فلا يعتبر تبذيراً ولو كان كثيراً، ويعدُّ من الاقتصاد، فعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "مَن أنفق شيئاً في غير طاعة الله فهو مبذّر ومن أنفق في سبيل الله فهو مقتصد".
وإذا كان الإسلام قد حذَّر من الإسراف والتبذير فهذا لا يعني أنّه قد منع إعطاء كلّ ذي حقٍّ حقّه أو أنّه منع الإنسان من الاستفادة من لذائذ الدنيا وطيّباتها حيث قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾(الأعراف:31)
وعن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا﴾(الفرقان:67) أنه قال: "من أعطى في غير حقٍّ فقد أسرَفَ، ومن منع عن حقٍّ فقد قَتَر".
بل المقصود هو أن يعتدل الإنسان ويقتصد في عمليّة الإنفاق وخصوصاً في ما يتعلّق بأموال بيت المسلمين (وأموال العمل الإسلامي..) كما لو أراد الإنسان من موقعه ومسؤوليته أن يكرّم العاملين لديه، فليس له أن يبذخ ويعطي ويقدّم الهدايا والعطايا بلا حدود. فإنّ أهم ما يجري فيه الإسراف والزيادة هو النفقة بألوانها وأشكالها المختلفة، فكم من شخص لا يُسرف في شرائِهِ الشخصي للأشياء والمُتع، غير أنّه يُسرفُ ويُفرِطُ عندما يُنفِقُ من المال العام.
وإنما اعتبر الإسلام المبذرين إخوان الشياطين فذلك لأنهم كفروا بنعم الله تعالى ووضعوها في غير مواضعها، فأصبحت أعمالهم متطابقة مع أعمال الشيطان. ونقرأ في الحديث: "من كان له مال فإيّاه والفساد، فإنّ إعطائك المال في غير وجهه تبذير وإسراف، وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله...". وعن الإمام علي عليه السلام انه قال: "ألا! وإنّ إعطاءَ المالِ في غير حقِّه بتبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا، ويضعه في الآخرة، ويُكْرِمُهُ في الناس ويُهينُه عند الله!". وفي مواجهة الإسراف لا بد من حسن التدبير، كما في الحديث: "حسن التدبير مع الكفاف أكفى لك من الكثير مع الإسراف".
● علامات المسرف:
ومن علامات المسرف كما في الحديث الشريف: "للمسرف ثلاث علامات: يشتري ما ليس له ويلبس ما ليس له ويأكل ما ليس له"، وفي رواية أخرى: "المسرفون هم الذين يستحلون المحارم ويسفكون الدماء".
● عاقبة المسرفين
في هذه الآية الكريمة وغيرها من آيات الكتاب المجيد نرى أنّ الإسلام حذّر من الإسراف والتبذير إلى درجة أنه نهى عن الإسراف في ماء الوضوء حتّى لو كان على نهرٍ جارٍ. فقد ورد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مرّ بسعد وهو يتوضّأ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما هذا السرف يا سعد؟ قال: أفي الوضوء سرف؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: "نعم وإن كنت على نهرٍ جارٍ".
والإسراف بمعناه الواسع هو الخروج وتجاوز الحدّ في أي عمل يقوم به الإنسان، ولكنّه عادة يستخدم في النفقات الماديّة، ويختص التبذير بالحالات التي يصرف فيها الإنسان الأموال هدراً ولو كانت قليلة، بينما إذا صُرِفَ في محلِّه فلا يعتبر تبذيراً ولو كان كثيراً، ويعدُّ من الاقتصاد، فعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "مَن أنفق شيئاً في غير طاعة الله فهو مبذّر ومن أنفق في سبيل الله فهو مقتصد".
وإذا كان الإسلام قد حذَّر من الإسراف والتبذير فهذا لا يعني أنّه قد منع إعطاء كلّ ذي حقٍّ حقّه أو أنّه منع الإنسان من الاستفادة من لذائذ الدنيا وطيّباتها حيث قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾(الأعراف:31)
وعن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا﴾(الفرقان:67) أنه قال: "من أعطى في غير حقٍّ فقد أسرَفَ، ومن منع عن حقٍّ فقد قَتَر".
بل المقصود هو أن يعتدل الإنسان ويقتصد في عمليّة الإنفاق وخصوصاً في ما يتعلّق بأموال بيت المسلمين (وأموال العمل الإسلامي..) كما لو أراد الإنسان من موقعه ومسؤوليته أن يكرّم العاملين لديه، فليس له أن يبذخ ويعطي ويقدّم الهدايا والعطايا بلا حدود. فإنّ أهم ما يجري فيه الإسراف والزيادة هو النفقة بألوانها وأشكالها المختلفة، فكم من شخص لا يُسرف في شرائِهِ الشخصي للأشياء والمُتع، غير أنّه يُسرفُ ويُفرِطُ عندما يُنفِقُ من المال العام.
وإنما اعتبر الإسلام المبذرين إخوان الشياطين فذلك لأنهم كفروا بنعم الله تعالى ووضعوها في غير مواضعها، فأصبحت أعمالهم متطابقة مع أعمال الشيطان. ونقرأ في الحديث: "من كان له مال فإيّاه والفساد، فإنّ إعطائك المال في غير وجهه تبذير وإسراف، وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله...". وعن الإمام علي عليه السلام انه قال: "ألا! وإنّ إعطاءَ المالِ في غير حقِّه بتبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا، ويضعه في الآخرة، ويُكْرِمُهُ في الناس ويُهينُه عند الله!". وفي مواجهة الإسراف لا بد من حسن التدبير، كما في الحديث: "حسن التدبير مع الكفاف أكفى لك من الكثير مع الإسراف".
● علامات المسرف:
ومن علامات المسرف كما في الحديث الشريف: "للمسرف ثلاث علامات: يشتري ما ليس له ويلبس ما ليس له ويأكل ما ليس له"، وفي رواية أخرى: "المسرفون هم الذين يستحلون المحارم ويسفكون الدماء".
● عاقبة المسرفين
من آيات القرآن الكريم نستفيد هذه المفاهيم عن المسرفين، ففي الآيتين(141) من الأنعام و(31) من الأعراف نقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾.أمّا في غافر(43) فنقرأ: ﴿وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾، والآية (151) من الشعراء تنهى عن طاعة المسرفين: «وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ﴾، أما الآية (83) من يونس فتجعل الإسراف صفة فرعونيّة: ﴿وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾، والهداية ممنوعة عن المسرفين كما هو مفاد الآية (28) من سورة غافر: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾، وأخيراً تتحدّث الآية (9) من سورة الأنبياء عن مصيرهم: ﴿وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ﴾.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين