نقش على الماء*
خواطر جهادية
نَقْش لى الماءِ أم نَقْش على الحَجَرِ أمْ يقظةُ الروحِ في دنيا من الصُوَرِ؟ باتوا نياماً على أحلامِ يقظتهمْ فأيقظتهُمْ يدُ الحفّارِ في الحُفَرِ
عدد الزوار: 715| نَقْش لى الماءِ أم نَقْش على الحَجَرِ | أمْ يقظةُ الروحِ في دنيا من الصُوَرِ؟ |
| باتوا نياماً على أحلامِ يقظتهمْ | فأيقظتهُمْ يدُ الحفّارِ في الحُفَرِ |
| ما للخليقةِ وَلْهى، وهي سائرة | من ظلمة البدو حتى ظلمة الحَضَرِ؟ |
| كأنّما سيرُها خطُّ النمالِ على | خدّ الرمالِ، فهل في الرمل من أَثَرِ؟ |
| وهل أقاموا؟ وهل حقاً بنا نزلوا؟ | وهل أفاؤا على الرحّالة الكُثُرِ؟ |
| وهل تقارَبَ منهم صوتُ مبتعدٍ؟ | وهل تباعَدَ منهم صوتُ محتضِرِ؟ |
| داروا على نارهم، حتّى إذا وَجَدوا | ما اخضرَّ في الجمر أو ما اصفرَّ في الشررِ |
| ألقوا بأجنحةٍ بيضاء خائفةٍ | على اللهيبِ وغابوا في رحى القَدَرِ |
| كأنّما بحرُهُمْ برّ تغالبهُ | شطئانُه وتدانيهِ على حَذَرِ |
| كأنّما بحرُهُمْ سكرانُ مُحتَبَس | هو المقيمُ وهُمْ فيهِ على سَفَرِ |
| هو المقيمُ، ولكنْ أينَ؟ ما برِحتْ | تُطوى البحار كطيّ اللمحِ في البصرِ |
| يُطوى السحابُ وتُطوى كل بارقةٍ | من أخمص النهرِ حتى هامةِ القمرِ |
| وما المقيمُ وما الفادي وما أثر | يمضي على أثرٍ يمضي على أثرِ؟ |
| إني أنا الرجل الصفصافُ أضلعُهُ | ضلعي، وأغصانه دمعي ومصطبري |
| فإنْ سمعتَ بكاءً فهو من وجعي | وإن سمعت نشيداً فهو من وتري |
| ناديتُ ذاتَ فمٍ والريح عاصفةً | يا أيّها الشجرُ الملقى على الشجرِ |
| يا أيُّها الجَبَلُ العالي ويا أَبَتِ | يا ناشرَ الغيم فوق القريةِ المَطَرِ |
| ناديتُ فامتلأ الوادي بدمعتِهِ | وأطلق السدُّ صوتي في فم النَهَرِ |
| قُمْ وارتعشْ وابكِ واضحكْ وانتفِضْ جذلاً | أَخذتَ قلبَكَ حُرّاً من يدِ الخَطَرِ |
| أُعْطيتَ قلبَكَ في التسعين مؤتلِقاً | كصيبِ الماء يُحيي مَيّتَ الثمرِ |
| وكُنْ جميلاً كما قالَ الإلَه لنا | كونوا فكُنّا مع النُعمى على قَدَرِ |
| وكُنْ مؤصِّلَ نبع الماءِ حارسه | وكُنْ مقلّمَ أهداب الضُحى النَضِرِ |
| وكُنْ جنوبَ جنوبٍ لا جنوبَ لهُ | سوى الجنوبِ وكُنْ مَهديَّ منتظِرِ |
| أمبصر أنتَ؟ ها إني أشاهدهم | سودَ العمائمِ، طلاّعينَ، كالدُررِ |
| حمرَ الوقائع ِ معصوباً بجبهتهم | دمُ الحسين طريّاً غير مستترِ |
| صُفْرَ البيارق حتى ما إذا غَرَسوا | أعلامهم حرّةً في قلعة التَتَرِ |
| واستنزلوا كلَّ باغ ٍ عن مناعته | عادوا يتوجُهم تاج من الخَفَرِ |
| يُغضون من شدّة التقوى، وأعجبُهُ | ألاّ يُرى غيرُ صدّاحٍ ومفتخرِ |
| هُمُ الشواهينُ مدّوا ظلّ أجنُحِهِمْ | على السماءِ وخطّوا اية الظَفَرِ |
| أيُّ الموازينِ لم تقلق كأنّ بها | من رجفة الطيرِ ما يغني عن الخبرِ؟ |
| دارت على نفسها الأيّام وارتفعت | غمامة اللَّه بين الركنِ والحَجَرِ |
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الامام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 15-20.
*- القصيدة التي القاها الشاعر محمد علي شمس الدين في اعلان نتائج المسابقة الشعرية.
2011-01-17
