وَطَنُ الأَحْرَارِ
خواطر جهادية
حَيَّاكَ مِنْ عَلْيَائِكَ العُظَمَاءُ وأتى يُحَدِّثُ مَجْدَكَ الجُلَساءُ سِرْ! شعَّ حيث تحلُّ وانبلج الضِّيا مِنْ مُقْلتَيْكَ، وبُدِّلَ الإمْسَاءُ
عدد الزوار: 185حَيَّاكَ مِنْ عَلْيَائِكَ العُظَمَاءُ | وأتى يُحَدِّثُ مَجْدَكَ الجُلَساءُ |
سِرْ! شعَّ حيث تحلُّ وانبلج الضِّيا | مِنْ مُقْلتَيْكَ، وبُدِّلَ الإمْسَاءُ |
إنْ شئْتَ إدْراكَ الخُلودِ بَلَغْتَه | مِنْ غَيْر ليْتَ، فما تَشاءُ يُشَاءُ |
وإذا نطقْتَ غَلَبْتَ كُلَّ مُحَدِّثٍ | وإذا شَدوْتَ تَغَنَّتِ الأَحْياءُ |
أَنّى مضيْتَ فثَمَّ خَلْفَكَ مُقْلَة | حَرَسَتْكَ مِنْ كَيْدِ العِدَى نَجْلاَءُ |
وكَفَاكَ مِنْ عُظْمِ المَقَامِ ورُفْعِهِ | أَنْ أصْبَحَتْ تَسْمُو بكَ الجَوْزَاءُ |
لولا المَلاَحَةُ ما أَتَيْتُكَ مادحاً | وَطَرَقْتُ بابَكَ مِثْلَما الشُّعَراءُ |
وإذا مَدَحْتُ فَلَيْسَ يُغْنيكَ المَدِيْـ | ـحُ وكَثْرَةُ الأَقْوالِ والإِطْرَاءُ |
لُبْنَانُ أَنْتَ كَمَا عَلمْتُكَ سَيِّد | ما كانَ في أَرْضٍ له أكْفاءُ |
يا أيُّها المَلِكُ المُوَقَّرُ شَأْنُهُ | قُمْ أَلْقِ قَوْلَكَ فالدُّنَى إصْغَاءُ |
حَدِّثْ عَنِ الأمْجادِ في يَوْمِ الوَغَى | بَلْ لا تَقُلْ ولْتُخْبِرِ الهَيْجَاءُ |
عَنْ وَاردٍ حَوْضَ المَنُونِ مُدَجَّجٍ | شَهِدَتْ على إقْدامِهِ الأَشْياءُ |
تَرَكَ اللَّياليَ كالِحاتٍ وَانْبَرَى | نحْوَ الضِّياءِ فَمَا بِهِنَّ رَجَاءُ |
حَضَنَتْهُ أحْجارُ الفَلاةِ وكَبَّرَتْ | لَمْ يَبْقَ فيها صَخْرة صَمَّاءُ |
هَذا نِداءُ المَجْدِ لبّاهُ الفَتَى | حتّى تُجَاوِرَ إسْمَهُ العَلْيَاءُ |
فتأجَّجَتْ نَار بِفَيْضِ دِمَائِهِ | وَأُذيقَ طَعْمَ حَمِيمِها الأعْداءُ |
طَافَتْ عَلَيْهِمْ ثَوْرةً عَلَويَّةً | باسْم الحُسَيْنِ فَأُرْدِيَ الجُبَنَاءُ |
كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ في الحياة مَذَلَّة | إنَّ اليهودَ لمَعْشَر ضُعَفَاءُ |
وأتَى يُجَدِّدُ في النُّفوسِ عَزيمةً | أيّارُ فانْبَعَثَتْ لُهُ الأَهْوَاءُ |
فتعانقتْ دُرَرُ الكَلامِ ولَفْظُهُ | وَتَنَاسَجَتْ مِنْ حُسْنِهِ الاراءُ |
نَهَضَ الجَنُوبُ ولَمْ يزلْ في صَدْرِهِ | وَجَع قَديم انَ مِنْهُ شِفَاءُ |
وتَرَقْرقَتْ مِنْ مُقْلَتَيْهِ أَدْمُع | خُتِمَتْ بِها الأحْزانُ والأدْواءُ |
ومَضَى يُرَحِّبُ بالحياةِ بِمَوْكِبٍ | عادَتْ تُشِعُّ على ذُرَاهُ ذَكَاءُ |
فَتَلَوَّنَتْ بالأُنْسِ كُلُّ رِبَاعِنَا | وَسَمَتْ بها أَعْلامُنا الصَّفْراءُ |
وتَبرَّجَتْ بالنُّور نَاصِيَةُ المَدَى | وَثَنَتْ عَلَى خَلاّقِها الالاءُ |
فالنَّصْرُ أعْظَمُ من إفاضاتِ اليرا | عِ وأَنْ يُحدِّدَ حَجْمَهُ الأُدَباءُ |
ما كانَ أَجْمَلَ لَحْظةً فاضتْ لَها | عَيْنَايَ وانْشَرَحَتْ لَها الأَجْواءُ! |
إذْ جاءَ يَحْضُنُ كُلُّ فَرْدٍ أَرْضَهُ | وهيَ التي عَبَثَتْ بها الأَرْزَاءُ |
ومُقاوِمٍ ألْقَى علَيْهَا رَحْلَهُ | مَثْواهُ هذي الدّرّةُ الحَسْنَاءُ |
وطني أَرِقْتُ وأَنْتَ خَيْرُ مُسَامِرٍ | لُبْنَانُ عِشْتَ وعَاشَتِ الأَسْماءُ! |
زهراء أحمد عساف |
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الامام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 109- 114.
2011-01-17