وَطَنُ الأَحْرَارِ
خواطر جهادية
حَيَّاكَ مِنْ عَلْيَائِكَ العُظَمَاءُ وأتى يُحَدِّثُ مَجْدَكَ الجُلَساءُ سِرْ! شعَّ حيث تحلُّ وانبلج الضِّيا مِنْ مُقْلتَيْكَ، وبُدِّلَ الإمْسَاءُ
عدد الزوار: 473| حَيَّاكَ مِنْ عَلْيَائِكَ العُظَمَاءُ | وأتى يُحَدِّثُ مَجْدَكَ الجُلَساءُ |
| سِرْ! شعَّ حيث تحلُّ وانبلج الضِّيا | مِنْ مُقْلتَيْكَ، وبُدِّلَ الإمْسَاءُ |
| إنْ شئْتَ إدْراكَ الخُلودِ بَلَغْتَه | مِنْ غَيْر ليْتَ، فما تَشاءُ يُشَاءُ |
| وإذا نطقْتَ غَلَبْتَ كُلَّ مُحَدِّثٍ | وإذا شَدوْتَ تَغَنَّتِ الأَحْياءُ |
| أَنّى مضيْتَ فثَمَّ خَلْفَكَ مُقْلَة | حَرَسَتْكَ مِنْ كَيْدِ العِدَى نَجْلاَءُ |
| وكَفَاكَ مِنْ عُظْمِ المَقَامِ ورُفْعِهِ | أَنْ أصْبَحَتْ تَسْمُو بكَ الجَوْزَاءُ |
| لولا المَلاَحَةُ ما أَتَيْتُكَ مادحاً | وَطَرَقْتُ بابَكَ مِثْلَما الشُّعَراءُ |
| وإذا مَدَحْتُ فَلَيْسَ يُغْنيكَ المَدِيْـ | ـحُ وكَثْرَةُ الأَقْوالِ والإِطْرَاءُ |
| لُبْنَانُ أَنْتَ كَمَا عَلمْتُكَ سَيِّد | ما كانَ في أَرْضٍ له أكْفاءُ |
| يا أيُّها المَلِكُ المُوَقَّرُ شَأْنُهُ | قُمْ أَلْقِ قَوْلَكَ فالدُّنَى إصْغَاءُ |
| حَدِّثْ عَنِ الأمْجادِ في يَوْمِ الوَغَى | بَلْ لا تَقُلْ ولْتُخْبِرِ الهَيْجَاءُ |
| عَنْ وَاردٍ حَوْضَ المَنُونِ مُدَجَّجٍ | شَهِدَتْ على إقْدامِهِ الأَشْياءُ |
| تَرَكَ اللَّياليَ كالِحاتٍ وَانْبَرَى | نحْوَ الضِّياءِ فَمَا بِهِنَّ رَجَاءُ |
| حَضَنَتْهُ أحْجارُ الفَلاةِ وكَبَّرَتْ | لَمْ يَبْقَ فيها صَخْرة صَمَّاءُ |
| هَذا نِداءُ المَجْدِ لبّاهُ الفَتَى | حتّى تُجَاوِرَ إسْمَهُ العَلْيَاءُ |
| فتأجَّجَتْ نَار بِفَيْضِ دِمَائِهِ | وَأُذيقَ طَعْمَ حَمِيمِها الأعْداءُ |
| طَافَتْ عَلَيْهِمْ ثَوْرةً عَلَويَّةً | باسْم الحُسَيْنِ فَأُرْدِيَ الجُبَنَاءُ |
| كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ في الحياة مَذَلَّة | إنَّ اليهودَ لمَعْشَر ضُعَفَاءُ |
| وأتَى يُجَدِّدُ في النُّفوسِ عَزيمةً | أيّارُ فانْبَعَثَتْ لُهُ الأَهْوَاءُ |
| فتعانقتْ دُرَرُ الكَلامِ ولَفْظُهُ | وَتَنَاسَجَتْ مِنْ حُسْنِهِ الاراءُ |
| نَهَضَ الجَنُوبُ ولَمْ يزلْ في صَدْرِهِ | وَجَع قَديم انَ مِنْهُ شِفَاءُ |
| وتَرَقْرقَتْ مِنْ مُقْلَتَيْهِ أَدْمُع | خُتِمَتْ بِها الأحْزانُ والأدْواءُ |
| ومَضَى يُرَحِّبُ بالحياةِ بِمَوْكِبٍ | عادَتْ تُشِعُّ على ذُرَاهُ ذَكَاءُ |
| فَتَلَوَّنَتْ بالأُنْسِ كُلُّ رِبَاعِنَا | وَسَمَتْ بها أَعْلامُنا الصَّفْراءُ |
| وتَبرَّجَتْ بالنُّور نَاصِيَةُ المَدَى | وَثَنَتْ عَلَى خَلاّقِها الالاءُ |
| فالنَّصْرُ أعْظَمُ من إفاضاتِ اليرا | عِ وأَنْ يُحدِّدَ حَجْمَهُ الأُدَباءُ |
| ما كانَ أَجْمَلَ لَحْظةً فاضتْ لَها | عَيْنَايَ وانْشَرَحَتْ لَها الأَجْواءُ! |
| إذْ جاءَ يَحْضُنُ كُلُّ فَرْدٍ أَرْضَهُ | وهيَ التي عَبَثَتْ بها الأَرْزَاءُ |
| ومُقاوِمٍ ألْقَى علَيْهَا رَحْلَهُ | مَثْواهُ هذي الدّرّةُ الحَسْنَاءُ |
| وطني أَرِقْتُ وأَنْتَ خَيْرُ مُسَامِرٍ | لُبْنَانُ عِشْتَ وعَاشَتِ الأَسْماءُ! |
|
زهراء أحمد عساف |
|
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الامام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 109- 114.
2011-01-17
