لِعَيْنَيْ بِلادِي
خواطر جهادية
لِعَيْنَيْكِ رَقَّ القَلْبُ واسْتَوْقَفَ الذّكْرَى وأَنْشَدَ ثَغْرُ المَجْدِ أُنْشُودَةً فَخْرا وأَعْرَضَ وَجْهُ الأَرْضِ عَنْ تَابعٍ لَها لِتُصْبِحَ عَيْنُ النَّصْرِ فيكِ لَهُ بَدْرا
عدد الزوار: 441| لِعَيْنَيْكِ رَقَّ القَلْبُ واسْتَوْقَفَ الذّكْرَى | وأَنْشَدَ ثَغْرُ المَجْدِ أُنْشُودَةً فَخْرا |
| وأَعْرَضَ وَجْهُ الأَرْضِ عَنْ تَابعٍ لَها | لِتُصْبِحَ عَيْنُ النَّصْرِ فيكِ لَهُ بَدْرا |
| وابَ إلَيْكِ العُمْرُ يَسْبِقُه دَمْع | سَعيد بِلقْياكِ فَمَا أعْظَمَ الذّكْرى |
| لِعَيْنَيْكِ ضَجَّ النُّورُ في هَيْكَلِ السَّنا | وَفَجَّر وَجْدَ القَلْبِ وَالنَّثْرَ والشِّعْرَ |
| وَصَفَّقَ فَوْقَ الأَرْزِ في كُلِّ قمّةٍ | وَقَدْ حَمَلَتْ رَاياتِكِ السُّودَ والصُّفْرَ |
| وهَلَّلَ للتَّحْريرِ في كُلِّ مَوْكِبٍ | يذيعُ لَنَا مَجْداً ويُفْضِي لَكِ سِرّا |
| فأَقْبَلْتِ كالطّيْفِ المُقِبلِّ حكايَةً | تَميد بينَ والأَنْوارُ تَغْمُرُكِ غَمْرا |
| تَهَادَيْ ولا تخْشَيْ مَقُولةَ حَاسِدٍ | فمَنْ وَرَدَ الأَمْجَادَ كانَ لَها قَدْرَا |
| وقولي لإسرائيلَ أنَّ نُجومَها | تَهَاوَتْ مِنَ اللَّعْناتِ فانْدحَرَتْ ذُعْرا |
| ولا خَيْرَ فيها مُذْ أَقَامَتْ وأَفْسَدَتْ | سوى أَنَّها زَادَتْ إلى شِعْرِنَا شَطْرا |
| فَدَيْتُكِ مِنْ أَرْضٍ لها في نَواشِريِ | من الحُبِّ مَالا أسْتَطيعُ لَهُ حَصْرا |
| لقَدْ هَامَ فيكِ القَلْبُ ما لَمْ يَذُبْ مِنْه | وما ذابَ حتّى أشْعَلَتْ نارُه الصَّدْرَ |
| لَئنْ شَغَفَتْ قلبي رُباكِ فليْسَ في | جرائمِ طَرْفِ العَيْنِ ما يُوجِبُ العُذْرَ |
| بلادي عَسَى الأَيَّامُ يَرْجعْنَ خُطْوةً | مضيْنَ سريعاتٍ فما أبْخَلَ الدَّهْرَ |
| أيَدْرينَ كَنْ يَحْمِلْنَ فيهنَّ مِنْ مَجْدٍ | تَردَّدُ أصْداء لهُ في السَّما جَهْرا؟ |
| أيعْلَمْنَ كَمْ شيَّدتِ للعزِّ مَنْزِلاً | وكمْ صنَعَ الأَبْطَالُ مِنْ عَزْمِهِمْ جِسْرا |
| ليَعْبُرَ لُبْنَانُ الحَبيبُ وتَعْبُرِي | وَنَسْرُدَ للأيَّامِ أَفْراحَنَا الكُبْرَى |
| طويْنَا عَلَى الجُرْحِ الجراحَ وَلَمْ نَبُحْ | باهٍ وما شِئْنا بعاداً ولا هَجْرا |
| وكنَّا نُداوي بالكِفَاحِ نُفوسَنَا | وبالأمْنياتِ البِيضِ تَسْتَقْبِلُ العُمْرَ |
| وكنْتُ على بُعْدٍ أُراقِبُ عَنْ قُرْبٍ | إذا دَمَعَتْ عَيْن بكيْتُ لَهَا فَوْرا |
| وكَمْ قُتِلَتْ نفْسي وهيَّجَ حُزْنَها | صراخاتُ ثكْلَى إنْ تَشَأْ تُنْطِقِ الصَّخْرَ |
| أنا الطِّفْلُ مذْبوحاً بِقانا بلا دَمٍ | أنا المقْلَةُ العَطْشَى إذا نَفَذَتْ صَبْرا |
| ولي مِنْ جراحِ الطَّفِّ كُلّ مصيبةٍ | أُذِيقُ بها صهْيوناً العَلْقَمَ المُرَّ |
| فيا لَصُرَاخِ العُمْرِ في نارِ داخِلي | ويا لَقُيودِ الأَمْسِ مُسْتَقْبَلاً بَرَّا |
| كَسَرْتُ قُيودي وانْتَفَضْتُ لِنكْبَتَي | فلا اسْتَسْلَمَتْ ذاتي ولا غُصِبَتْ أَمْرا |
| طليتُ بنَزْفِ الرُّوحِ جُدْرانَ غُرْبَتي | فيا للنَّوَى دَاراً ويا للمَدَى أَسْرا! |
| رأيْتُ طلوعَ الشَّمْسِ قبْلَ طُلُوعِها | وَأُخْبِرْتُ أَنَّ الصَّبْحَ يَحْملُ لي بُشْرى |
| نهضْتُ وعانَقْتُ السَّماءَ بعزَّتي | بنَفْسٍ أَبَتْ إلاّ نجيعَ الدِّما ذُخْرا |
| فصدَّعْتُ قُضْبَانَ السُّجُونِ ولمْ أعُدْ | أبالي أجَاءَ المَوْتُ أمْ لمْ يَجِئْ طُرّا |
| وأَيْقَنْتُ أنَّ الحُرَّ مَنْ بَاعَ عُمْرَهُ | ليَشْتَريَ الأَمْجادَ والوَطَنَ الحُرَّ |
| وقَفْتُ على شَطٍّ الزَّمانِ ورَغْبَتي | تُحدِّثُنِي حِيناً وَأُخْبرُهَا طَوْرا |
| إليَّ بوعْدِي يا سُنُونَ بِبَهْجَتي | إليَّ نَجيعَ الرُّوحِ والأَدْمُعَ الحُمْرَ |
| أَتَنْصَرِمُ الأَيَّامُ مِثْلَ سَحَابَةٍ | مُعَجِّلَةً لَمْ تَشْفِ في عُمْقِنَا وِتْرا؟! |
| أَيُتْرَكُ دَمْعُ العَيْنِ يُسْكَبُ حَرْقَةً | ولا تُتْرَكُ النِّيرانُ تَسْتَأْصلُ الكُفْرَ؟ |
| وَأَقْبَلَ طَيْفُ الوَعْدِ مِنْ بَعْدِ ثَوْرَةٍ | وَحَطَّ عَلَى أَرْضِ الوَفَا يَنْسلُ الفَجْرَ |
| أَغَرَّهُ مِنّا أَنَّنا شَعْبُ عِزَّةٍ | أَعَدَّ لأَهْلِ الشِّرْكِ ضَرْبَتَهُ قَبْرا |
| فماتَتْ بذورُ الشَّرِّ واجتُثَّ جذْعُها | وأَتْبَعَها نَصْر لنا ضَرْبةً أُخْرَى |
| وأشْرَقَتِ الامَالُ في كُلِّ خاطرٍ | فَشَعَّتْ لَها الالامُ توسِعُها شُكْرا |
| وأَبْصَرَتِ الدُّنْيا بعَيْنٍ جديدةٍ | فَمُشْرِقَة حيناً وضَاحِكَة طَوْرا |
| وأَقْبَلَ أَيَّارُ الحَبيبُ بمَوْكِبٍ | يُحَدِّثُ أَخْبَاراً تُذَكِّرُنا بَدْرا |
| لنا سَيِّد لَوْ شَاءَ دَلَّ بإِصْبَعٍ | فَتَسْقُطُ في يُمْنَاهُ شَمْسُ السَّمَا ظُهْرا |
| ويعكِسُ لامَ الرَّفْضِ يَسْحَرُها بَلَى | فَتَسْعَى لَهُ الأَحْلاَمُ رُغْمَ المَلاَ سَيْرا |
| هو "حَسَنُ" المَقْرونُ بالنَّصْرِ إِسْمُهُ | ومَنْ غَيْرُ حُرٍّ صَادِقٍ يَصْنَعُ النَّصْرَ |
| فلَوْ أَحْصَتِ الأَقْلامُ أَلْفاظَ مَجْدِهِ | لأَلْحَقَ بالعَلْيَاءِ في عَرْشِها خُسْرا |
| بلادي كفى عَيْنَيْكِ دَمْعاً أَلاَ ابْسِمِي | فإنَّك بَعْدَ اليَوْمِ لَنْ تَذْرُفي دُرَّا |
| ولا تَحْزَني إِنْ كانَ فَرَّقَنَا بَيْن | فإنّ الهَوَى يَقْضي على العَاشق الصَّبْرَ |
| أبى المجْدُ إلا أنْ يَرَاكِ عَلَى صَرْحٍ | لهُ فاهْنإِي واسْتَقْبلي في العُلاَ الفَجْرَ |
| وظلَّ فُؤادُ الحُلْمِ يَنْبِضُ بالسَّنا | ويُشْرِقُ دَمْعُ العَيْنِ مَعْ فَرْحَةِ الذّكْرى |
|
راوية حسين علوة |
|
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 100- 108.
2011-01-07
