لِعَيْنَيْ بِلادِي
خواطر جهادية
لِعَيْنَيْكِ رَقَّ القَلْبُ واسْتَوْقَفَ الذّكْرَى وأَنْشَدَ ثَغْرُ المَجْدِ أُنْشُودَةً فَخْرا وأَعْرَضَ وَجْهُ الأَرْضِ عَنْ تَابعٍ لَها لِتُصْبِحَ عَيْنُ النَّصْرِ فيكِ لَهُ بَدْرا
عدد الزوار: 161لِعَيْنَيْكِ رَقَّ القَلْبُ واسْتَوْقَفَ الذّكْرَى | وأَنْشَدَ ثَغْرُ المَجْدِ أُنْشُودَةً فَخْرا |
وأَعْرَضَ وَجْهُ الأَرْضِ عَنْ تَابعٍ لَها | لِتُصْبِحَ عَيْنُ النَّصْرِ فيكِ لَهُ بَدْرا |
وابَ إلَيْكِ العُمْرُ يَسْبِقُه دَمْع | سَعيد بِلقْياكِ فَمَا أعْظَمَ الذّكْرى |
لِعَيْنَيْكِ ضَجَّ النُّورُ في هَيْكَلِ السَّنا | وَفَجَّر وَجْدَ القَلْبِ وَالنَّثْرَ والشِّعْرَ |
وَصَفَّقَ فَوْقَ الأَرْزِ في كُلِّ قمّةٍ | وَقَدْ حَمَلَتْ رَاياتِكِ السُّودَ والصُّفْرَ |
وهَلَّلَ للتَّحْريرِ في كُلِّ مَوْكِبٍ | يذيعُ لَنَا مَجْداً ويُفْضِي لَكِ سِرّا |
فأَقْبَلْتِ كالطّيْفِ المُقِبلِّ حكايَةً | تَميد بينَ والأَنْوارُ تَغْمُرُكِ غَمْرا |
تَهَادَيْ ولا تخْشَيْ مَقُولةَ حَاسِدٍ | فمَنْ وَرَدَ الأَمْجَادَ كانَ لَها قَدْرَا |
وقولي لإسرائيلَ أنَّ نُجومَها | تَهَاوَتْ مِنَ اللَّعْناتِ فانْدحَرَتْ ذُعْرا |
ولا خَيْرَ فيها مُذْ أَقَامَتْ وأَفْسَدَتْ | سوى أَنَّها زَادَتْ إلى شِعْرِنَا شَطْرا |
فَدَيْتُكِ مِنْ أَرْضٍ لها في نَواشِريِ | من الحُبِّ مَالا أسْتَطيعُ لَهُ حَصْرا |
لقَدْ هَامَ فيكِ القَلْبُ ما لَمْ يَذُبْ مِنْه | وما ذابَ حتّى أشْعَلَتْ نارُه الصَّدْرَ |
لَئنْ شَغَفَتْ قلبي رُباكِ فليْسَ في | جرائمِ طَرْفِ العَيْنِ ما يُوجِبُ العُذْرَ |
بلادي عَسَى الأَيَّامُ يَرْجعْنَ خُطْوةً | مضيْنَ سريعاتٍ فما أبْخَلَ الدَّهْرَ |
أيَدْرينَ كَنْ يَحْمِلْنَ فيهنَّ مِنْ مَجْدٍ | تَردَّدُ أصْداء لهُ في السَّما جَهْرا؟ |
أيعْلَمْنَ كَمْ شيَّدتِ للعزِّ مَنْزِلاً | وكمْ صنَعَ الأَبْطَالُ مِنْ عَزْمِهِمْ جِسْرا |
ليَعْبُرَ لُبْنَانُ الحَبيبُ وتَعْبُرِي | وَنَسْرُدَ للأيَّامِ أَفْراحَنَا الكُبْرَى |
طويْنَا عَلَى الجُرْحِ الجراحَ وَلَمْ نَبُحْ | باهٍ وما شِئْنا بعاداً ولا هَجْرا |
وكنَّا نُداوي بالكِفَاحِ نُفوسَنَا | وبالأمْنياتِ البِيضِ تَسْتَقْبِلُ العُمْرَ |
وكنْتُ على بُعْدٍ أُراقِبُ عَنْ قُرْبٍ | إذا دَمَعَتْ عَيْن بكيْتُ لَهَا فَوْرا |
وكَمْ قُتِلَتْ نفْسي وهيَّجَ حُزْنَها | صراخاتُ ثكْلَى إنْ تَشَأْ تُنْطِقِ الصَّخْرَ |
أنا الطِّفْلُ مذْبوحاً بِقانا بلا دَمٍ | أنا المقْلَةُ العَطْشَى إذا نَفَذَتْ صَبْرا |
ولي مِنْ جراحِ الطَّفِّ كُلّ مصيبةٍ | أُذِيقُ بها صهْيوناً العَلْقَمَ المُرَّ |
فيا لَصُرَاخِ العُمْرِ في نارِ داخِلي | ويا لَقُيودِ الأَمْسِ مُسْتَقْبَلاً بَرَّا |
كَسَرْتُ قُيودي وانْتَفَضْتُ لِنكْبَتَي | فلا اسْتَسْلَمَتْ ذاتي ولا غُصِبَتْ أَمْرا |
طليتُ بنَزْفِ الرُّوحِ جُدْرانَ غُرْبَتي | فيا للنَّوَى دَاراً ويا للمَدَى أَسْرا! |
رأيْتُ طلوعَ الشَّمْسِ قبْلَ طُلُوعِها | وَأُخْبِرْتُ أَنَّ الصَّبْحَ يَحْملُ لي بُشْرى |
نهضْتُ وعانَقْتُ السَّماءَ بعزَّتي | بنَفْسٍ أَبَتْ إلاّ نجيعَ الدِّما ذُخْرا |
فصدَّعْتُ قُضْبَانَ السُّجُونِ ولمْ أعُدْ | أبالي أجَاءَ المَوْتُ أمْ لمْ يَجِئْ طُرّا |
وأَيْقَنْتُ أنَّ الحُرَّ مَنْ بَاعَ عُمْرَهُ | ليَشْتَريَ الأَمْجادَ والوَطَنَ الحُرَّ |
وقَفْتُ على شَطٍّ الزَّمانِ ورَغْبَتي | تُحدِّثُنِي حِيناً وَأُخْبرُهَا طَوْرا |
إليَّ بوعْدِي يا سُنُونَ بِبَهْجَتي | إليَّ نَجيعَ الرُّوحِ والأَدْمُعَ الحُمْرَ |
أَتَنْصَرِمُ الأَيَّامُ مِثْلَ سَحَابَةٍ | مُعَجِّلَةً لَمْ تَشْفِ في عُمْقِنَا وِتْرا؟! |
أَيُتْرَكُ دَمْعُ العَيْنِ يُسْكَبُ حَرْقَةً | ولا تُتْرَكُ النِّيرانُ تَسْتَأْصلُ الكُفْرَ؟ |
وَأَقْبَلَ طَيْفُ الوَعْدِ مِنْ بَعْدِ ثَوْرَةٍ | وَحَطَّ عَلَى أَرْضِ الوَفَا يَنْسلُ الفَجْرَ |
أَغَرَّهُ مِنّا أَنَّنا شَعْبُ عِزَّةٍ | أَعَدَّ لأَهْلِ الشِّرْكِ ضَرْبَتَهُ قَبْرا |
فماتَتْ بذورُ الشَّرِّ واجتُثَّ جذْعُها | وأَتْبَعَها نَصْر لنا ضَرْبةً أُخْرَى |
وأشْرَقَتِ الامَالُ في كُلِّ خاطرٍ | فَشَعَّتْ لَها الالامُ توسِعُها شُكْرا |
وأَبْصَرَتِ الدُّنْيا بعَيْنٍ جديدةٍ | فَمُشْرِقَة حيناً وضَاحِكَة طَوْرا |
وأَقْبَلَ أَيَّارُ الحَبيبُ بمَوْكِبٍ | يُحَدِّثُ أَخْبَاراً تُذَكِّرُنا بَدْرا |
لنا سَيِّد لَوْ شَاءَ دَلَّ بإِصْبَعٍ | فَتَسْقُطُ في يُمْنَاهُ شَمْسُ السَّمَا ظُهْرا |
ويعكِسُ لامَ الرَّفْضِ يَسْحَرُها بَلَى | فَتَسْعَى لَهُ الأَحْلاَمُ رُغْمَ المَلاَ سَيْرا |
هو "حَسَنُ" المَقْرونُ بالنَّصْرِ إِسْمُهُ | ومَنْ غَيْرُ حُرٍّ صَادِقٍ يَصْنَعُ النَّصْرَ |
فلَوْ أَحْصَتِ الأَقْلامُ أَلْفاظَ مَجْدِهِ | لأَلْحَقَ بالعَلْيَاءِ في عَرْشِها خُسْرا |
بلادي كفى عَيْنَيْكِ دَمْعاً أَلاَ ابْسِمِي | فإنَّك بَعْدَ اليَوْمِ لَنْ تَذْرُفي دُرَّا |
ولا تَحْزَني إِنْ كانَ فَرَّقَنَا بَيْن | فإنّ الهَوَى يَقْضي على العَاشق الصَّبْرَ |
أبى المجْدُ إلا أنْ يَرَاكِ عَلَى صَرْحٍ | لهُ فاهْنإِي واسْتَقْبلي في العُلاَ الفَجْرَ |
وظلَّ فُؤادُ الحُلْمِ يَنْبِضُ بالسَّنا | ويُشْرِقُ دَمْعُ العَيْنِ مَعْ فَرْحَةِ الذّكْرى |
راوية حسين علوة |
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 100- 108.
2011-01-07