عيد النصر والمقاومة
خواطر جهادية
أَيارُ مِن ظلمات الليل والغَلَسِ أَعَادَ لبنانَ حرّاً غير مُخْتَلَسِ كَأَنَّهُ في يد الرّبان باخر أرادها فمشت جرياً على الْيَبَسِ
عدد الزوار: 213
أَيارُ مِن ظلمات الليل والغَلَسِ
أَعَادَ لبنانَ حرّاً غير مُخْتَلَسِ
كَأَنَّهُ في يد الرّبان باخر
أرادها فمشت جرياً على الْيَبَسِ
أَمَامَها غَدَت الألبابُ حائرةً
وعورةً دونَ جلبابٍ بلا حرس
نَعِمْتَ صُبْحاً رئيسَ العهد ما برحت
أيديكَ تحملُ ضَوْءاً شعلَةَ القبس
لَحوُّدُ قَبِّلْ عروسَ النصر آتِيةً
تعتزُّ فيك جمالاً حلوَةَ اللَّعَسِ
لبَّيْكَ لُبنانُ أَذِّنْ للصلاةِ وقم
محرابُكَ اليومَ لا يشكو من النَّجَس
حصونُ خيَبَر نصر اللَّهِ دمَّرَهَا
وطهَّرَ الأَرِض من قاذورة الدنس
أَقْبَلَتْ فارساً فاستَلَّ مهجَتَها
نزعاً وَأسقطها عن صهوة الفرس
عادَهَا وعلى أَعناقِهَا زُبَراً
مِن الأسنَّةِ لا حبلاً مِنَ المرس
هذا الذي اعتمر العلياءَ منقبةً
وبين جَنْبَيْهِ نورانيّةَ القُدُسِ
هذا الذي أيقظ الدنيا وطاف بها
وجلجلَ الصوتَ إيقاعاً على الجرس
وعندما أطلق الأسرى أقام لها
بصدر خيبَرَ نَصْلاً حَفْلَةَ العُرُسِ
وأَعْقَبَ النصرَ أسلو له سَلِ
إِنْهَلْ وخذ من مَعينِ الشَّيّقِ السَّلِسِ
كَأَنَّ خيَبَر قبلاً ما مضى وَنأَى
أَعَادَ بالبالِ ماذا صار في طَبَسِ
نقول كِبْراً أَنَا لي ومفتر
فكانَ واللَّه زيفاً غير مفترس
فَرَّ ابن آوى بلا رأسٍ ولا ذنبٍ
بِجَوْفِهِ رِئَ مقطوعَةُ النَّفَسِ
إنَّ الذينَ كيانُ القُطْرِ قَدَّمَهُمْ
للموتِ كانوا قرابيناً على الأُسُسِ
هُمُ الذين أرادونا ليومِ غَدٍ
إنْ ما سَجَى الليلُ فَلْنَهْجَعْ بلا هَوَسِ
طرفاً قريراً فلا ذعرُ ولا جن
ولا بقاءَ لأَرصادٍ ومحترس
أسطورَةُ الرجسِ مَنْ كانت بذاءَتُهَا
تَعْوِي نُبَاحاً غَزَتْهَا قُمَّلَ الخرس
وزمجر الحزبُ فارتجَّ الوجود صدىً
فَرَّ ابن آوى أَمَامَ الضيغم الشَّرِسِ
هُمُ الطيورُ الأبابيل التي رَشَقَتْ
حجارَةً لا تساوي حَبَّةَ العدس
مَنْ كان يصُرخُ قبل اليوم في صَلَفٍ
يقولُ للنّاسِ منّي القُوَّةَ الْتِمَسي
قربَ الحدود أمام الحزب في هَلَعٍ
يَغُطُّ واللَّهِ في غيبوبَةِ النفس
وبين جَنْيَنْهِ ذع لا حدودَ لَهُ
يقول رفقاً بقلب البائس التعس
من كان يأخذ عن طه وحيدرةٍ
أَمَامَهُ كُلُّ مَنْ في الكائناتِ خَسِي
فاطمة نعمة مقلد
*نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص:168
2011-01-07