عيد التحرير
خواطر جهادية
أعيا البلاغة، ما بلغت من الفدا وجلا الفصاحة من شموخك ما بدا وسما عن التشبيه، سيفك لامعاً يُبدي العزائم ثورة وتمرّدا
عدد الزوار: 285| أعيا البلاغة، ما بلغت من الفدا | وجلا الفصاحة من شموخك ما بدا |
| وسما عن التشبيه، سيفك لامعاً | يُبدي العزائم ثورة وتمرّدا |
| وعدا البيانَ بديعُ مجدك إذ دعا | طير الإبا حتى أتاك مغرّدا |
| يا أيها الموهوب هبْني دُرّةً | من علمك الموفور حتى أُرْشَدا |
| فاخرتُ روحَ الشعر أنك مُلهمي | لما رأيت المجد فيك تجسدا |
| وصعدتُ بالايحاء أملأُ ريشتي | من جمرة العلياء كي تتوقدا |
| زِدْني مِداداً وارتفِقْ فيراعتي | ظمأى ولم تبلغ إليك الموردا |
| إن كان حبُّ الثائرين سعادةً | فعسى بمدحك أن أكون الأسعدا |
| سرّ دماؤك والهوى أُحْجِيَّة | لو كان موتاً، كانت الدنيا سدى |
| أو كان لهواً، كيف يلهو عاشق | ورد الحتوف تشوّقاً وتوددا |
| الحرب تشهد كيف أججّت اللظى | في كَلْكَلِ الأعداء حتى أُخْمِدَا |
| إنْ يَنْسَكَ الطاغي فلستَ تسُرّهُ | أولست من أبكاه إذْ سُرَّ الردى |
| خضّبِت وجه الشمس حتى صُغْتَهُ | نصراً مبيناً في الزمان مخلدا |
| لا يومَ كالتحرير عزَّ مثيلهُ | فأضاف للأمجاد يوماً أمجدا |
| يوماً زها أيار فيه مكلّلا | فكسوته حلل الكرامة فارتدى |
| فلئن تك الأعياد تصنع بهجةً | فلقد تباهى العيد فيك وعيّدا |
| بأبي وأمي يابن حاضنة الإبا | وسليل من ورثوا المعالي بالندى |
| ونجيدَ كل كريمة وقريحة | تأبى بغير الحر أن تستنجدا |
| بأبي فديتك من أبيٍّ ضَيْغمٍ | وبما ملكتُ فديتُ هامَك واليدا |
| سلِمَتْ يمينك قد سلمتَ من الأذى | إذ لم تخاصمْ في يديك مهنّدا |
| وأبيت إلاّ أن تراه مجرّداً | وأبيت إلا في العدى أَنْ يُغْمَدَا |
| فقذفتهم بالنار حتى زغردت | ورميتهم بالموت حتى غرّدا |
| مزقّت جَمْعَهُمُ فكان عديدُهُمْ | بالعهن مُنْبثّاً وكنت الأوحدا |
| هذي قلاعهم تنوء بصمتها | هل طَابَ للفئران أن تستاسدا؟ |
| عدوُّه جيشاً ليس يُقْهرُ مطلقاً | لكنهم قُهِرُوا وباتوا خُرَّدَا |
| تعساً لأشباه الرجال وليتهم | كانوا بأحذية النساء المِسْرَدَا |
| عِفْتُ الفلاسفَ والمعاجم والحِجَى | وعدَلْتُ عنهم نحو شطّك مُنْشِدا |
| أمقاوم الظُلاَّم لولا ثورة | في خافقيك فهل بلغنا الموعدا |
| فجبينك الوضاء أشعل ظلمتي | نوراً، غدوتَ سماءه والفرقدا |
| أولست من علمتّنا أن الدِمَا | في تربة الأحرار تُؤتي السُؤْدَدَا |
| ونسجت فوق النهر جسرَ عبورهِ | للشامخات من المكارم تُفْتَدى |
| إنْ نام ليث والعرين مهدد | قد يُعْذَرُ الذئبُ اللئيم إذا اعتدى |
| ما غضبة الأحرار إلا يقظة | سكن الأمان جفونها وتوسدا |
| ترعى النسائم وردة بحنينها | والريح تقتل في الجمال المشهدا |
| شِيَمُ الأكارم أن تجودَ بمهجةٍ | لتعود بالأوطان أو تستشهدا |
| ما الموت في كنف الاباء خسارة | لكنما الخسران أن نُسْتَعْبَدا |
| موتُ الفتى في الحرب احياء لهُ | وحياتُنا وسط الهوان هي الردى |
| لسوى الإله إذا انحنت هاماتنا | هيهات تدركنا الأعادي سُجَّدا |
| من أيقظ الغدرانَ في بركانها | تخبو اللظى إن لم تعانق موقدا |
| هذا الجنوب، وقد غدت فرسانهُ | رمزاً لكل الثائرين على العدى |
| لبنان فهنأ أن نصرك جامع | تُرْضي به عيسى المسيح وأحمدا |
| طوبى لمن ضحّى وجاهد مخلصاً | حتى غدا لبنانُ حُراً سيدا |
|
حسين علي قبيسي |
|
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 78-85.
2011-01-07
