ذكرى الإنتصار
خواطر جهادية
بِذِكرىَ الإِنتصار على الأعادي ذَكَرتُ اللَّهَ دَيَّانَ العِبادِ لأَحمَدُهُ وأسألُهُ صَلاةً على الهادي وعِترتهِ الهوادي*
عدد الزوار: 99بِذِكرىَ الإِنتصار على الأعادي | ذَكَرتُ اللَّهَ دَيَّانَ العِبادِ |
لأَحمَدُهُ وأسألُهُ صَلاةً | على الهادي وعِترتهِ الهوادي* |
وَكُلِّ الأنبياءِ، وكلِّ داعٍ | وداعيةٍ إلى سبل الرشاد |
بِعِيدِ الإِنتصارِ وأيُّ عِيدٍ | صَنَعنا النَّصرَ فيهِ بِالجهاد |
بعيد الإنتصار وكم دماءٍ | كتبناهُ بها مثِلَ المِداد1 |
وكم فينا مِن الأبطال باعوا | نفوسَهُمُ ليندحرَ المُعادي |
للاستشهادِ يَحدوهُمْ غرَام | كما يهفو لِعذب الماء صادي2 |
فَأَولهم قصيرُ الاسم لَكنْ | طويلُ الباع في ساح الجلاد3 |
ومنهم إبنُ غندورٍ صلاح | سخيُ النفس بورك من جواد4 |
وراغبُ حرب شيخُهُمُ أَبى أَنْ | يُصافِحَ من له مَدَّ الأيادي5 |
وقال: إذن أكونُ بفعلِ هذا | رضيتُ بالاحتلالِ والاضطهاد!! |
وسيدهُمْ شريف موسوي | قيادي وأكرِمْ من قيادي6 |
وغيرُهُمُ المِئاتُ سَمَوا كشمسٍ | بدت فتبددت سُدفُ السواد |
ولن اتي على ذِكرٍ لأَحيا | لُيوثُ الغابِ في ساحِ الطِّراد |
محدِّثهُمْ يَلينُ لَه حديث | وإنْ حانَ الضِّرابُ فَصِلُّ وادي7 |
هِيَ الأَوطانُ مُلْكُ مُحَرِّريها | فَلَيسَ تُباعُ يوماً بالمزادِ |
وليس تَليقُ بالجُبَنَا وفي مَنْ | غفى، استلقى، وأَخلدَ للرُّقادِ |
قُبَيلَ الإِنتصارِ وَكَمْ شَهيدٍ | روى دَمُهُ الثرى فَسَمَى كهادي8 |
وكم شِعرٍ كنارٍ في هشيم | سرى فَأشَبَّها ورْيُ الزَّناد9 |
هو الموزونُ خُذهُ ودَع حديثاً | له اخترعَ العدوُ لحربِ ضادي10 |
قبيل الإِنتصار وَكم عُذِلنا | مِن الأدنِينَ قرباً والبُعاد11 |
قبيل الإنتصار وكم فقيهٍ | لنا قال: البُدوا لَبدَ الجَمادِ12 |
وقالوا: البُندُقِيَّةَ لا تُقاوِمْ | صواريخاً مُحَكَّمَةَ السِّداد |
فَكفُوا عَنْ قِتالِهِمُ وعِفُّوا | فَنَصْر دونَهُ خَرْطُ القَتَاد13 |
فَخالَفَهُمْ قِيادِيونَ حازوا | مِنَ الباري الهِدايةَ لِلرَّشادِ |
وكان بنا أشَدَّ الناسِ فتكاً | مِنَ العُمَلاءِ جُحَّادُ المبادي14 |
بِنا يتربصونَ ويَرَصُدونَ الـ | تَّحَرُكَ في النِّجادِ وفي الوِهاد15 |
عُيون وَهيَ لِلأعداءِ عَين | الا عميت عيونُ ذَوى الفساد |
جواسيس إذا مِنهمْ نَجوَنا | لنا ذَلَّتْ صِعابُ الإِنقياد |
وطابور يُثَبِّطُ مِنْ قُوانا | ويُوهي عَزمَنا بِالإِنتقاد16 |
فكان مقابلَ الطابورِ هذا | عِبادُ اللَّهِ أَكرِمْ مِنْ عباد |
عِباد في الإله تذوب شوقاً | كَشَوقِهِمُ إلى دَحرِ الأعادي |
فحققنا بعون اللَّهِ نصراً | صنعناهُ وَهُمنا بازدياد |
بإيمانٍ وعزم واعتمادٍ | على الباري، وجِدٍ واجتهاد |
نَصَرْنا مَنْ عليهِ كان حقاً | جوابُ الشَّرْطِ نصراً للعباد17 |
وللعملاء قلنا: قد عَفَونا | فسيحوا حيث شئتم في البلاد18 |
فتلك وصِيَّةُ (المختار) فينا | (وعيسى) وهي أُسُّ الإِعتقادِ19 |
أليس لصانعي ذا النصر حقُّ ال | حِفاظ عليهِ أيضاً والذِّياد؟ |
فليس يَسوغُ نَزعُ سِلاحِ حقٍ | لِفتوى حاقدٍ أو لاجتهاد |
فَإِنَّ اللَّه قال لنا أَعِدّوا | إلى الأعدا السِّلاحَ مَعِ العَتاد20 |
فإن جنحوا إلى سَلْمٍ فسِلْم | مَليء بالمحبة والوِداد21 |
وإن بدأوا بحرب فاقتلوهم | فإن الخِزيَ في حَربٍ لِبادي22 |
وإن عمدوا لِرَوْغٍ فاحذروهم | وأَيدِيكم على أُمِّ الزِّناد23 |
فإن الغدر في دمهم أَصيل | سَلِ التاريخَ يُغنِ عن السِّناد |
وأمريكا نحذر مع أوروبا | وإسرائيلَ رائدةَ العِناد |
لَهُمْ ولكل جبارٍ: كفى في | عيون الناس من ذَرِّ الرَّماد |
فإِن تَخدَعْ عَضَارِطَةً صِغاراً | فَلَسْتَ بخادع كُلَّ السَّواد24 |
إذا داعي الجهادِ غداً دعانا | لبسنا الدِّرعَ من تحتِ الفؤاد25 |
نِساء، مَعْ رجالٍ، مَعْ شيوخٍ | وأطفالٍ، تضيق بها البوادي |
نُفوسَهُمُ الأبِيَّةَ يُرخِصوها | فِدى الأوطانِ إن نادى المنادي |
وكُلُّهمُ على الأعداءِ نار | إذا ما صيح: (حَيَّ على الجهاد) |
حسين عبد الكريم مغنية |
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 86- 95.
* الهادي: النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
1- المداد: الحبر.
2- صادي: عطشان.
3- الاستشهادي أحمد قصير فجر نفسه بسيارته بتاريخ 11-11-1982 في بناية يحتلها الحاكم العسكري في صور - البص قرب مستشفى جبل عامل مؤلفة من إحدى عشرة طبقة فانهارت بمن فيها.
4- الشهيد صلاح غندور استشهد في 25-4-1995 حيث فجر نفسه بسيارة مليئة بالمتفجرات في مركز ال17 في بنت جبيل.
5- فضيلة الشيخ راغب حرب استشهد في بلدته جبشيت غدراً بتاريخ 16-2-1984 وهو صاحب القول الذي ذهب مثلاً (الموقف سلاح والمصافحة اعتراف).
6- سماحة السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب اللَّه استشهد بتاريخ 16-2-1992 بذكرى الشيخ راغب حرب بعد أن لاحقته مروحية صهيونية بقذائفها واستشهد معه زوجته أم ياسر وولدهما حسين واخرون. وشريف من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
7- الفصل نوع من الأفاعي لسعته تقتل لساعتها.
8- سمى كهادي: تُعطي معنيين: الأول أنه علا كبدر يهدي نورُه الاخرين. والثاني: يعني الشهيد هادي نصر اللَّه ابن الأمين العام لحزب اللَّه سماحة السيد حسن نصر اللَّه. استشهد في ساحة المعركة وهو يقاتل الصهاينة في جبل الرفيع بتاريخ 12-9-1997.
9- فأشبهاوري الزناد: أضرمها قدح الزناد وهو ما يتطاير منه من شرر.
10- الشعر العمودي المقفى. وقد استحدثوا نوعاً سموه الحديث دون وزن أو قافية ويفتقد للجرس الموسيقي. وأحياناً يكون فاقداً حتى لمعناه. وضع لمحاربة لغة الضاد وهي اللغة العربية.
11- العذل: اللوم.
12- كناية عن عدم التحرك للحرب والدفاع عن الأوطان.
13- يقال للشيء المستحيل أو شبه المستحيل: دونه خرط القتاد. وهو شجر صلب له شوك كالإبر.
14- الجواسيس.
15- النجاد: الجبال، والوهاد: الأرض المنخفضة.
16- يقال الطابور الخامس: جماعة من المواطنين تساعد العدو.
17- إشارة للايات الكريمات الأولى: (يا أيها الذين امنوا إن تنصروا اللَّه ينصركم ويثبت أقدامكم). الاية 7 من سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والثانية: (ولينصرن اللَّهُ من ينصرهُ إن اللَّه لقوي عزيز) الاية
40 من سورة الحج. والثالثة: (وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين) الاية 47 من سورة الروم.
18- لم تتعرض المقاومة الإسلامية للعملاء وقد كان العالم كله يتوقع ذلك رغم فتكهم وقتلهم للمئات.
19- المختار: النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من خطبته بعد فتح مكة قال: ماذا تظنون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت. قال: لا تثريب عليكم اليوم، إذهبوا فأنتم الطلقاء. (عن السرية الحلبية، ج3، ص49). وكذلك شريعة النبي عيسى عليه السلام.
20- الاية 60 من سورة الأنفال تقول: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اللَّه وعدوكم).
21- إشارة للاية 61 من سورة الأنفال وقد جاءت هكذا: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على اللَّه.
22- جاء في الاية 191 من سورة البقرة: (فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين). وجاء في نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام ص676، م الأعلمي: لا تدعون لمبارزة، وإن دعيت إليها فأجب، فإن الداعي باغٍ والباغي مصروع.
23- الروغ: من المراوغة المخاتلة. والزِّناد مكان الضغط على البندقية لإطلاق النار.
24- عضارطة: جمع عضروط وهو العامل على إملاء بطنه. والسواد: الكم الأكبر من الناس.
25- كناية عن تلبية نداء الجهاد، والشجاعة وعدم الخوف.