سكران غصن الهوى
خواطر جهادية
سكرانُ غصنُ الهوى؟ لا تسألوا الغابا لمَّ السّناءَ ورشَّ العطرَ أطيابا نشوانُ عانقَ من راحِ الفدا مُهَجاً صارتْ هي الشّدوَ لمّا بالثّرى ذابا
عدد الزوار: 85سكرانُ غصنُ الهوى؟ لا تسألوا الغابا | لمَّ السّناءَ ورشَّ العطرَ أطيابا |
نشوانُ عانقَ من راحِ الفدا مُهَجاً | صارتْ هي الشّدوَ لمّا بالثّرى ذابا |
صارتْ هي الطّيرَ غَنّى في مراتعهِ | لحناً منَ العشقِ كان العشقُ غلاّبا |
ثمّ ارتمى في عيونِ الوجدِ إذ همسوا | يا ويحَهُ! مغرم من بعدِ أن شابا؟ |
رُحماكَ ربّي، وهل أوزعْتَ مَنْ عشقوا | في خافقِ الصّدرِ أعذاراً وأسبابا؟ |
أُمْ هل منعْتَ الهوى عن قلبِ عاجزِهِ؟ | أمْ هل رميْتَ على الأبصارِ جلبابِا |
أحلى الخُدودِ لَتفّاح بهِ ثُلَم | قالتْ لطالبهِ: طعمُ الجنى طابا |
أحلى الغرامِ لقلبي كانَ اخرَهُ | أحلى النّهارِ أصيل يوصدُ البابا |
أحلى الكفاحِ لَمجْد أَمَّ جنّتهُ | روح تناجي العُلا لمّا الرّجا غابا |
ضنَّ العِناقُ عليها والمُنى احتجَبَتْ | إلاّ ترى الدّمَ كالشّلاّلِ مُنسابا |
فاستدعَتِ الرّوحُ منْ أوداجِها وَدَجاً | زفَّ النُّعوشَ إلى العلياءِ أسرابا |
تاقَ الجهادُ إلى راياتِهِ وجِعاً | رامَ النّوالَ فألفى الخفقَ محرابا |
صلّى على المجدِ في أفيائهِ ودَعا | يرجو اللّقاءَ فطافَ النّبْتُ إخضابا |
ثمّ انثنى اسراً بالدّمعِ والِهَهُ | كمْ قيّدَ الحسنُ بالأحزانِ ألبابا! |
لبنانُ كبّرَ إذ فاضَتْ منابعُهُ | لمّا الظّماءُ ابتلى في البيدِ أعرابا |
رفّتْ على الأُفْق رايات يعانقُها | صدرُ الزّمانِ فما العشّاقُ أغرابا |
هُمْ منْ بلادِ الذُرا رقراقُ جدولها | حاكَتْ مدامعُهُ للعينِ أهدابا |
هُمْ منْ نسورِ المدى جنح يؤازرُهُ | حقّ رأى اللّيلَ يسعى فيهِ مُرتابا |
فاستلَّ فجرَ حسامِ العدلِ يزرعُهُ | في رجْسِ معبدِهِم للشّركِ حطّابا |
ما سامحَ الحدُّ منْ أحلامهِمِ حلُماً | أو جاوزَ الثّأرُ منْ أنيابِهِم نابا |
أوْ أفلتَ القيدُ منْ عارٍ تصهيُنَهُم | أوْ أطلقَ الرّوعُ للطّغيانِ أذنابا |
إستقسمَ الذّلُّ في صهيونَ فانقسموا: | قوم رجا الموتَ قوم باسَ أْعتابا |
لبنانُ ليس فراديساً معلّقةً | أو ما نلاقي بهِ لهواً وألعابا |
لبنانُ قهرُ العدا لبنانُ هاوية | مَنْ ظنّهُ نزهة للصّيدِ قد خابا |
إذ أنجبَ الخلدَ ما شاؤوهُ مقبرةً | واستمطرَ السّلمَ ما سمّوهُ إرهابا |
واستحضرَ الرّيحَ منْ كمّوا نواجذَهُ | يذرو بها النّصرَ إمّا راحَ أو ابا |
خلفَ الجدارِ أنينُ الأسرِ يسألهُ: | هل يُرجعُ الصّبحُ للأحداقِ غيّابا؟ |
لم يشْتكِ البينَ والأصفادُ ما صدئت | حتّى حلفْتَ، ودقَّ العهدُ أبوابا: |
لن نترُكَ القيدَ للأحرارِ يُترِعُهُم | قهرَ السّراديبِ إرهاقاً وإتعابا |
قَعْرَ الغيابَتِ لمَّ النّصرُ غلّتَهُ | عَزَّ الأَسيرُ ولمَّ البغيُ أخشابا |
سَلْ ذا الزّمانَ أيُمحى في دفاتِرِهِ | نصر منَ اللَّهِ أهدى الدّوحَ أعنابا؟ |
دقّتْ على النّارِ أيديهِ مخضّبةً | فانصاعَ بابُ المنى توقاً وترحاباً |
داستْ على النّجمِ منهُ خطوة فهوى | لثمُ الضّياءِ على نعليهِ وثّابا |
ذاكَ ابنُ أحمدَ نَصرُ اللَّهِ سيّدُنا | نجلُ الإمامةِ ما أنقاهُ أنسابا! |
إذ ضمّهُ النّصرُ عنواناً لسؤدَدِهِ | واختارهُ العزُّ دونَ الصّحبِ أصحابا |
واشتاقتِ القدسُ من وجدٍ لجبهتهِ | فاستبّقتِ العزمَ في العينينِ لهّابا |
يا مجدُ مالَكَ في الجفنَين تُسكِنُهُ؟ | أراقكَ الطّهرُ أمْ ألفيتَ أحبابا؟ |
أم أنت تعرفُ أنّ الحقًّ في يدهِ | كفُّ الّربيعِ تطوفُ الرّوضَ إعشابا؟ |
باركْ أيا مجدُ تاجاً من صنائعهِ | وافتحْ على القدسِ وعداً ليسَ كذّابا |
واجلسْ على العرشِ مزهوّاً بموعدِها | قد أوشكَ الفتحُ فاخترْ منهُ أثوابا |
أمل طنانة |
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 58- 63.
2011-01-17