سكران غصن الهوى
خواطر جهادية
سكرانُ غصنُ الهوى؟ لا تسألوا الغابا لمَّ السّناءَ ورشَّ العطرَ أطيابا نشوانُ عانقَ من راحِ الفدا مُهَجاً صارتْ هي الشّدوَ لمّا بالثّرى ذابا
عدد الزوار: 231| سكرانُ غصنُ الهوى؟ لا تسألوا الغابا | لمَّ السّناءَ ورشَّ العطرَ أطيابا |
| نشوانُ عانقَ من راحِ الفدا مُهَجاً | صارتْ هي الشّدوَ لمّا بالثّرى ذابا |
| صارتْ هي الطّيرَ غَنّى في مراتعهِ | لحناً منَ العشقِ كان العشقُ غلاّبا |
| ثمّ ارتمى في عيونِ الوجدِ إذ همسوا | يا ويحَهُ! مغرم من بعدِ أن شابا؟ |
| رُحماكَ ربّي، وهل أوزعْتَ مَنْ عشقوا | في خافقِ الصّدرِ أعذاراً وأسبابا؟ |
| أُمْ هل منعْتَ الهوى عن قلبِ عاجزِهِ؟ | أمْ هل رميْتَ على الأبصارِ جلبابِا |
| أحلى الخُدودِ لَتفّاح بهِ ثُلَم | قالتْ لطالبهِ: طعمُ الجنى طابا |
| أحلى الغرامِ لقلبي كانَ اخرَهُ | أحلى النّهارِ أصيل يوصدُ البابا |
| أحلى الكفاحِ لَمجْد أَمَّ جنّتهُ | روح تناجي العُلا لمّا الرّجا غابا |
| ضنَّ العِناقُ عليها والمُنى احتجَبَتْ | إلاّ ترى الدّمَ كالشّلاّلِ مُنسابا |
| فاستدعَتِ الرّوحُ منْ أوداجِها وَدَجاً | زفَّ النُّعوشَ إلى العلياءِ أسرابا |
| تاقَ الجهادُ إلى راياتِهِ وجِعاً | رامَ النّوالَ فألفى الخفقَ محرابا |
| صلّى على المجدِ في أفيائهِ ودَعا | يرجو اللّقاءَ فطافَ النّبْتُ إخضابا |
| ثمّ انثنى اسراً بالدّمعِ والِهَهُ | كمْ قيّدَ الحسنُ بالأحزانِ ألبابا! |
| لبنانُ كبّرَ إذ فاضَتْ منابعُهُ | لمّا الظّماءُ ابتلى في البيدِ أعرابا |
| رفّتْ على الأُفْق رايات يعانقُها | صدرُ الزّمانِ فما العشّاقُ أغرابا |
| هُمْ منْ بلادِ الذُرا رقراقُ جدولها | حاكَتْ مدامعُهُ للعينِ أهدابا |
| هُمْ منْ نسورِ المدى جنح يؤازرُهُ | حقّ رأى اللّيلَ يسعى فيهِ مُرتابا |
| فاستلَّ فجرَ حسامِ العدلِ يزرعُهُ | في رجْسِ معبدِهِم للشّركِ حطّابا |
| ما سامحَ الحدُّ منْ أحلامهِمِ حلُماً | أو جاوزَ الثّأرُ منْ أنيابِهِم نابا |
| أوْ أفلتَ القيدُ منْ عارٍ تصهيُنَهُم | أوْ أطلقَ الرّوعُ للطّغيانِ أذنابا |
| إستقسمَ الذّلُّ في صهيونَ فانقسموا: | قوم رجا الموتَ قوم باسَ أْعتابا |
| لبنانُ ليس فراديساً معلّقةً | أو ما نلاقي بهِ لهواً وألعابا |
| لبنانُ قهرُ العدا لبنانُ هاوية | مَنْ ظنّهُ نزهة للصّيدِ قد خابا |
| إذ أنجبَ الخلدَ ما شاؤوهُ مقبرةً | واستمطرَ السّلمَ ما سمّوهُ إرهابا |
| واستحضرَ الرّيحَ منْ كمّوا نواجذَهُ | يذرو بها النّصرَ إمّا راحَ أو ابا |
| خلفَ الجدارِ أنينُ الأسرِ يسألهُ: | هل يُرجعُ الصّبحُ للأحداقِ غيّابا؟ |
| لم يشْتكِ البينَ والأصفادُ ما صدئت | حتّى حلفْتَ، ودقَّ العهدُ أبوابا: |
| لن نترُكَ القيدَ للأحرارِ يُترِعُهُم | قهرَ السّراديبِ إرهاقاً وإتعابا |
| قَعْرَ الغيابَتِ لمَّ النّصرُ غلّتَهُ | عَزَّ الأَسيرُ ولمَّ البغيُ أخشابا |
| سَلْ ذا الزّمانَ أيُمحى في دفاتِرِهِ | نصر منَ اللَّهِ أهدى الدّوحَ أعنابا؟ |
| دقّتْ على النّارِ أيديهِ مخضّبةً | فانصاعَ بابُ المنى توقاً وترحاباً |
| داستْ على النّجمِ منهُ خطوة فهوى | لثمُ الضّياءِ على نعليهِ وثّابا |
| ذاكَ ابنُ أحمدَ نَصرُ اللَّهِ سيّدُنا | نجلُ الإمامةِ ما أنقاهُ أنسابا! |
| إذ ضمّهُ النّصرُ عنواناً لسؤدَدِهِ | واختارهُ العزُّ دونَ الصّحبِ أصحابا |
| واشتاقتِ القدسُ من وجدٍ لجبهتهِ | فاستبّقتِ العزمَ في العينينِ لهّابا |
| يا مجدُ مالَكَ في الجفنَين تُسكِنُهُ؟ | أراقكَ الطّهرُ أمْ ألفيتَ أحبابا؟ |
| أم أنت تعرفُ أنّ الحقًّ في يدهِ | كفُّ الّربيعِ تطوفُ الرّوضَ إعشابا؟ |
| باركْ أيا مجدُ تاجاً من صنائعهِ | وافتحْ على القدسِ وعداً ليسَ كذّابا |
| واجلسْ على العرشِ مزهوّاً بموعدِها | قد أوشكَ الفتحُ فاخترْ منهُ أثوابا |
|
أمل طنانة |
|
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 58- 63.
2011-01-17
