خَمرية النَصرِ
خواطر جهادية
يا طيرَ أمِّ القُرى في العالمِ الثَّاني قالوا تحبُّ الطِلى من خمرِ لبنانِ من بعدِ كأسِ اللَّمى فجراً بمسجدِها أغراكَ كأسُ النُّهى من رِمشِها الرَّاني
عدد الزوار: 101يا طيرَ أمِّ القُرى في العالمِ الثَّاني | قالوا تحبُّ الطِلى من خمرِ لبنانِ |
من بعدِ كأسِ اللَّمى فجراً بمسجدِها | أغراكَ كأسُ النُّهى من رِمشِها الرَّاني |
إبريقُ عينِ المها أورَى بمبسمها | رشْفَ انكسارِ الرُّؤى من صدرِها الدَّاني |
يا حبُّ كُرْمى الأولى من أهلِ كرمتِها | حرِّرْ جنوبَ الدُنى واسكبْ ليَ الثِّاني |
باللَّه أَطلقْ (أبَا الهادي) بلابلَها | كما زرعتَ المدى أعوادَ ريحانِ |
ما زالَ في سجنها اللّيليِّ ليْ قدح | فاروِ غليلي بِه وارأفْ على العاني |
ما كنتُ يومَ انجلتْ في ظلِّ أرزتِها | إلا وعينيْ على عينِّي نُدماني |
فانسَاح من حسنِها طيف على شفتي | وارتدَّ من نَشرها عطر بشرياني |
فاقصدْ جنوبَ التقى إِنْ كُنتَ ذا طربٍ | واشربْ رحيقَ الهُدى فالخمرُ ربَّاني |
أكثرتَ عَطفاً بنا يا مَنْ تُناولها | ويليْ لقطرِ النَّدى حانٍ على جانِ |
بُوركتَ من مُقمرٍ في عِمَّةٍ أَرَجَتْ | مِسْكاً على زهرةٍ في شطِّ مُرجانِ |
فانبثَّ من ريقها أطيافُ عاصِرِها | يا للأثيرِ لكمْ ساعٍ بإحسانِ |
عصفورُ قلبي شدا من سكرِها نَغماً | يبكي حُسَين الرضى عَشْراً فأبكاني |
لا بُدَّ من دمعةٍ في ذِكر مَنْ رجعوا | رُوحاً على عِمَّةٍ تاريخَ أحزانِ |
مولايَ رُوحي فِدى إشَراقةٍ نَبَتتْ | في ثغرِ مَنْ عُذِّبوا ورداً بألوانِ |
لا شكَّ أنَّ السَّما قد غادرتْ فلكاً | حتَّى أراها انطوتْ في قلبكِ الحاني |
والأرضُ قد جَمَّعتْ من كلِّ مأسدةٍ | في زندِ زَين الورى أَمثالَ (ديراني) |
والنصرُ يا سيّدي ما كان مُنشرحاً | لولاكَ في صولةٍ لولاكَ رَحماني |
فَالسيفُ في صمتهِ ورد على فننٍ | والسيفُ في فعلهِ تكبيرُ أَذَان |
واللَّهِ لا يستوي في عقلِ من جهُلوا | معنى الورود شذىً والروحُ شيطاني |
فامشقْ رسُول العُلى في كلِّ مظلمةٍ | نُوراً وضيءَ الحِجى من إرثِ لُقمان |
وارفعْ حجابَ السُّها عن نور فكرتهِ | وابعثْ نجومَ السَّما من أسرِ سَجّانِ |
واشرحْ كتابَ الهوى وافتحْ لمنتظرٍ | باباً على جنَّةٍ في كفِّ رَضوانِ |
إِنيِّ أراهُ استوى في الأفقِ مُقترباً | من سدرةِ المُنتهى مكيَّ أوطانِ |
لبنانُ كانَ الهوى سرّاً ففجّرَهُ | ما سالَ من دمِّكم طُهراً بوجداني |
وانسلَّ من خاطري طير يخبِّرهُ | للحَالمينَ بكمْ أهلي وجيراني |
قدْ كانَ في حربكمْ عنوانَ أُغنيتي | واليومَ في نصركمْ ما زالَ عنواني |
للَّهِ من ثورةٍ في (عاملٍ) كتبتْ | إرغامَ ذئبِ الغضا لوحاً بميزان |
تُملي على (مَرْحبٍ) في عصرِ قُوَّته | ما كانَ في ضربةِ المخلوقِ نُوراني |
تستفُّ صخرَ الصَّفا في الطفِّ مُرجعةً | وحياً يُعيدُ الصَّدى للطَّاهِر القاني |
نوراً أمامَ الورَى في ليلِ محنتهم | من ذَوبِ مَنْ عَتَّقوا صبراً بأبدانِ |
فانهارَ من دمِّهمْ ما سطروا عُدداً | وانحلَّ في دمعهمْ تاريخُ إذعانِ |
كانتْ لهمْ كرَة في هجمةٍ سَلفتْ | والنَّصرُ حُكماً لنا والوعد قراني |
والنُّونِ... إِنْ أُخرِّت لا بدَّ قَادمة | أعلامُ شرقِ الهُدى من فجر إيران |
فالقدسُ في كربلا فكراً وقَافيةً | والسيفُ من حيدرٍ... والفتحُ لبناني |
حسن علي المرعي |
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 71- 77.
2011-01-07