خَمرية النَصرِ
يا طيرَ أمِّ القُرى في العالمِ الثَّاني قالوا تحبُّ الطِلى من خمرِ لبنانِ من بعدِ كأسِ اللَّمى فجراً بمسجدِها أغراكَ كأسُ النُّهى من رِمشِها الرَّاني
عدد الزوار: 261| يا طيرَ أمِّ القُرى في العالمِ الثَّاني | قالوا تحبُّ الطِلى من خمرِ لبنانِ |
| من بعدِ كأسِ اللَّمى فجراً بمسجدِها | أغراكَ كأسُ النُّهى من رِمشِها الرَّاني |
| إبريقُ عينِ المها أورَى بمبسمها | رشْفَ انكسارِ الرُّؤى من صدرِها الدَّاني |
| يا حبُّ كُرْمى الأولى من أهلِ كرمتِها | حرِّرْ جنوبَ الدُنى واسكبْ ليَ الثِّاني |
| باللَّه أَطلقْ (أبَا الهادي) بلابلَها | كما زرعتَ المدى أعوادَ ريحانِ |
| ما زالَ في سجنها اللّيليِّ ليْ قدح | فاروِ غليلي بِه وارأفْ على العاني |
| ما كنتُ يومَ انجلتْ في ظلِّ أرزتِها | إلا وعينيْ على عينِّي نُدماني |
| فانسَاح من حسنِها طيف على شفتي | وارتدَّ من نَشرها عطر بشرياني |
| فاقصدْ جنوبَ التقى إِنْ كُنتَ ذا طربٍ | واشربْ رحيقَ الهُدى فالخمرُ ربَّاني |
| أكثرتَ عَطفاً بنا يا مَنْ تُناولها | ويليْ لقطرِ النَّدى حانٍ على جانِ |
| بُوركتَ من مُقمرٍ في عِمَّةٍ أَرَجَتْ | مِسْكاً على زهرةٍ في شطِّ مُرجانِ |
| فانبثَّ من ريقها أطيافُ عاصِرِها | يا للأثيرِ لكمْ ساعٍ بإحسانِ |
| عصفورُ قلبي شدا من سكرِها نَغماً | يبكي حُسَين الرضى عَشْراً فأبكاني |
| لا بُدَّ من دمعةٍ في ذِكر مَنْ رجعوا | رُوحاً على عِمَّةٍ تاريخَ أحزانِ |
| مولايَ رُوحي فِدى إشَراقةٍ نَبَتتْ | في ثغرِ مَنْ عُذِّبوا ورداً بألوانِ |
| لا شكَّ أنَّ السَّما قد غادرتْ فلكاً | حتَّى أراها انطوتْ في قلبكِ الحاني |
| والأرضُ قد جَمَّعتْ من كلِّ مأسدةٍ | في زندِ زَين الورى أَمثالَ (ديراني) |
| والنصرُ يا سيّدي ما كان مُنشرحاً | لولاكَ في صولةٍ لولاكَ رَحماني |
| فَالسيفُ في صمتهِ ورد على فننٍ | والسيفُ في فعلهِ تكبيرُ أَذَان |
| واللَّهِ لا يستوي في عقلِ من جهُلوا | معنى الورود شذىً والروحُ شيطاني |
| فامشقْ رسُول العُلى في كلِّ مظلمةٍ | نُوراً وضيءَ الحِجى من إرثِ لُقمان |
| وارفعْ حجابَ السُّها عن نور فكرتهِ | وابعثْ نجومَ السَّما من أسرِ سَجّانِ |
| واشرحْ كتابَ الهوى وافتحْ لمنتظرٍ | باباً على جنَّةٍ في كفِّ رَضوانِ |
| إِنيِّ أراهُ استوى في الأفقِ مُقترباً | من سدرةِ المُنتهى مكيَّ أوطانِ |
| لبنانُ كانَ الهوى سرّاً ففجّرَهُ | ما سالَ من دمِّكم طُهراً بوجداني |
| وانسلَّ من خاطري طير يخبِّرهُ | للحَالمينَ بكمْ أهلي وجيراني |
| قدْ كانَ في حربكمْ عنوانَ أُغنيتي | واليومَ في نصركمْ ما زالَ عنواني |
| للَّهِ من ثورةٍ في (عاملٍ) كتبتْ | إرغامَ ذئبِ الغضا لوحاً بميزان |
| تُملي على (مَرْحبٍ) في عصرِ قُوَّته | ما كانَ في ضربةِ المخلوقِ نُوراني |
| تستفُّ صخرَ الصَّفا في الطفِّ مُرجعةً | وحياً يُعيدُ الصَّدى للطَّاهِر القاني |
| نوراً أمامَ الورَى في ليلِ محنتهم | من ذَوبِ مَنْ عَتَّقوا صبراً بأبدانِ |
| فانهارَ من دمِّهمْ ما سطروا عُدداً | وانحلَّ في دمعهمْ تاريخُ إذعانِ |
| كانتْ لهمْ كرَة في هجمةٍ سَلفتْ | والنَّصرُ حُكماً لنا والوعد قراني |
| والنُّونِ... إِنْ أُخرِّت لا بدَّ قَادمة | أعلامُ شرقِ الهُدى من فجر إيران |
| فالقدسُ في كربلا فكراً وقَافيةً | والسيفُ من حيدرٍ... والفتحُ لبناني |
|
حسن علي المرعي |
|
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 71- 77.
2011-01-07
