دمعة قاهرة
خواطر جهادية
أماه أينع زرعك المبرور وأضاء غرسك، هل سقاه النور؟ واستيقظ الفجر الجديد على الربى فبكى سروراً روضه المهجور
عدد الزوار: 77أماه أينع زرعك المبرور | وأضاء غرسك، هل سقاه النور؟ |
واستيقظ الفجر الجديد على الربى | فبكى سروراً روضه المهجور |
واستنهض الطير الذبيح جناحه | وتمايلت رغم الذبول زهور |
ونسائم الأفراح هب عليله | فتنسم البشرى المدى المذعور |
أماه حطمت القيود جميعها | ويداك عادت تنثني وتشير |
قد غلها القهر اللئيم وإنما | ما غُلَّ يوماً قلبك المقهور |
هذي وعودك لا تزال شريفة | لم تُنسها يوم الوفاء دهور |
يا كربلاء متى الهزيمة أينعت | نصراً تعاظم سره المسحور |
أنت الضعيفة والمهيض جناحها | ويذل فيك المارد الغرور |
أنت الغريبة خلف أسوار الأسى | ولك المحاجر والحناجر دور |
أنت البساطة والبداهة في الفلا | ويحار فيك العالم النحرير |
حدقت في حزنٍ لديك ولوعةٍ | فبدا ثناء خلفها وسرور |
وشممت أوصال "الشهيد" ونحره | فاحتار بين عبيره التعبير |
وغرست أزهاري بتربة خده | وانساب فيها سحره المذخور |
فغدت تردد لحنه أنسامها | وتضوع بالوجه البريء عطور |
حدقت في عين "الرضيع" فهالني | ذاك البريق الباهر المبهور |
تلك الجفون لأي أمرٍ أطبقت؟ | ومحت وروداً ما لهن نظير |
أترى نجوم سمائه وضّاءة | ونجوم عالمنا الجميلة زور |
أيرى الجمال الحق خلف جنونه | وجمالنا البّراق سوف يبور |
وأتيت "والهة" نعت أقمارها | فازداد عزماً قلبها المكسور |
وسمَا بها ضعف وقلب أعزل | تنعو الجبابر دونه وتخور |
يا دولة الطاغي أذلك "دمعة" | وبرت سيوفك أعين وصدور |
وأطلت في التحديق حتى مسني | سر الخضوع ورُوِّعَ التفكير |
وطفقت أمزج أرضها بفضائها | وأرى سماءاً تنحني وتمور |
وأرى النجوم معفرات وجهها | بترابها ويطيب ذا التعفير |
وأرى وفود النور تسجد حولها | وتضيع خلف بريقها وتغور |
يا رجع مئذنة الدموع أجبتني | وأزاح ليلي نجمك المسرور |
وأضاء مشعلك المقدس شعلتي | فتمازجت بالشعلتين عصور |
لبتك أجنحة تهافت دونها | قممُ الشموخ وعزها المشهور |
وأتتك لا تحني لغيرك هامها | فلك التذلل رفعة وظهور |
حملت شعارك في بريق عيونها | حين استبد على الجناح قصور |
وحروفك الغراء في أوداجها | تفرى على حد القنا فتثور |
الحرف عندك في الضلوع دواته | فيكاد يسبق لحنه التفسير |
ناديت أنت فرددت أشلاؤنا | ونعانق التعبير والتعبير |
لباك يا وحي الهدى شهداؤنا | حملوا مرادك والمراد عسير |
رفعوا بيارق حبهم وولائهم | ومضى يطوف الموكب المنصور |
فسقى روابينا العطاشى شربةً | من كأسه الأوفى، فذاك نشور |
ولدقة النصر المبجل ساعة | تمحى بها الأوقات حين تزور |
يا نصر مهلاً فالحسين قصيدتي | وبه غرورك أيها المغرور |
لولاه ما برح الضياء مشرداً | والكون مزق هديه الديجور |
ولما زهى رشد وقامت حجة | ولضاع في غوغائنا التكبير |
لا قصر في مجد الحسين ولا ذُرىً | فوق النجوم وجحفل وهدير |
ما فيه غير عزيمة مستورةٍ | والمجد أعظم شأنه المستور |
بوركت من مجدٍ تعهده الفدا | وبنته أهداب بكت ونحور |
أهديت افاق الحقيقة أنجماً | سطعت ولكن السطوع عبور |
ومررت كالطيف الجميل مودعاً | قبل اللقاء كما يمر النور |
وحفرت نهجك في القلوب فهل ترى | يمحى الرشاد ونهجه محفور |
د. أمين الساحلي |
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 30- 38.
2011-01-17