دمعة قاهرة
خواطر جهادية
أماه أينع زرعك المبرور وأضاء غرسك، هل سقاه النور؟ واستيقظ الفجر الجديد على الربى فبكى سروراً روضه المهجور
عدد الزوار: 208| أماه أينع زرعك المبرور | وأضاء غرسك، هل سقاه النور؟ |
| واستيقظ الفجر الجديد على الربى | فبكى سروراً روضه المهجور |
| واستنهض الطير الذبيح جناحه | وتمايلت رغم الذبول زهور |
| ونسائم الأفراح هب عليله | فتنسم البشرى المدى المذعور |
| أماه حطمت القيود جميعها | ويداك عادت تنثني وتشير |
| قد غلها القهر اللئيم وإنما | ما غُلَّ يوماً قلبك المقهور |
| هذي وعودك لا تزال شريفة | لم تُنسها يوم الوفاء دهور |
| يا كربلاء متى الهزيمة أينعت | نصراً تعاظم سره المسحور |
| أنت الضعيفة والمهيض جناحها | ويذل فيك المارد الغرور |
| أنت الغريبة خلف أسوار الأسى | ولك المحاجر والحناجر دور |
| أنت البساطة والبداهة في الفلا | ويحار فيك العالم النحرير |
| حدقت في حزنٍ لديك ولوعةٍ | فبدا ثناء خلفها وسرور |
| وشممت أوصال "الشهيد" ونحره | فاحتار بين عبيره التعبير |
| وغرست أزهاري بتربة خده | وانساب فيها سحره المذخور |
| فغدت تردد لحنه أنسامها | وتضوع بالوجه البريء عطور |
| حدقت في عين "الرضيع" فهالني | ذاك البريق الباهر المبهور |
| تلك الجفون لأي أمرٍ أطبقت؟ | ومحت وروداً ما لهن نظير |
| أترى نجوم سمائه وضّاءة | ونجوم عالمنا الجميلة زور |
| أيرى الجمال الحق خلف جنونه | وجمالنا البّراق سوف يبور |
| وأتيت "والهة" نعت أقمارها | فازداد عزماً قلبها المكسور |
| وسمَا بها ضعف وقلب أعزل | تنعو الجبابر دونه وتخور |
| يا دولة الطاغي أذلك "دمعة" | وبرت سيوفك أعين وصدور |
| وأطلت في التحديق حتى مسني | سر الخضوع ورُوِّعَ التفكير |
| وطفقت أمزج أرضها بفضائها | وأرى سماءاً تنحني وتمور |
| وأرى النجوم معفرات وجهها | بترابها ويطيب ذا التعفير |
| وأرى وفود النور تسجد حولها | وتضيع خلف بريقها وتغور |
| يا رجع مئذنة الدموع أجبتني | وأزاح ليلي نجمك المسرور |
| وأضاء مشعلك المقدس شعلتي | فتمازجت بالشعلتين عصور |
| لبتك أجنحة تهافت دونها | قممُ الشموخ وعزها المشهور |
| وأتتك لا تحني لغيرك هامها | فلك التذلل رفعة وظهور |
| حملت شعارك في بريق عيونها | حين استبد على الجناح قصور |
| وحروفك الغراء في أوداجها | تفرى على حد القنا فتثور |
| الحرف عندك في الضلوع دواته | فيكاد يسبق لحنه التفسير |
| ناديت أنت فرددت أشلاؤنا | ونعانق التعبير والتعبير |
| لباك يا وحي الهدى شهداؤنا | حملوا مرادك والمراد عسير |
| رفعوا بيارق حبهم وولائهم | ومضى يطوف الموكب المنصور |
| فسقى روابينا العطاشى شربةً | من كأسه الأوفى، فذاك نشور |
| ولدقة النصر المبجل ساعة | تمحى بها الأوقات حين تزور |
| يا نصر مهلاً فالحسين قصيدتي | وبه غرورك أيها المغرور |
| لولاه ما برح الضياء مشرداً | والكون مزق هديه الديجور |
| ولما زهى رشد وقامت حجة | ولضاع في غوغائنا التكبير |
| لا قصر في مجد الحسين ولا ذُرىً | فوق النجوم وجحفل وهدير |
| ما فيه غير عزيمة مستورةٍ | والمجد أعظم شأنه المستور |
| بوركت من مجدٍ تعهده الفدا | وبنته أهداب بكت ونحور |
| أهديت افاق الحقيقة أنجماً | سطعت ولكن السطوع عبور |
| ومررت كالطيف الجميل مودعاً | قبل اللقاء كما يمر النور |
| وحفرت نهجك في القلوب فهل ترى | يمحى الرشاد ونهجه محفور |
|
د. أمين الساحلي |
|
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 30- 38.
2011-01-17
