السلطان
خواطر جهادية
بوركت يد... كسرت ألوية الزمن عند بوابة فاطمة وأماطت لثان الزيف عن الوجوه المطلية بالخيوط العنكبوتية
عدد الزوار: 93بوركت يد... | كسرت ألوية الزمن عند بوابة فاطمة |
وأماطت لثان الزيف | عن الوجوه المطلية بالخيوط العنكبوتية |
مقاومون... | اقتدروا للصباحاتِ |
شموساً بسطت اكفها على محاريبهم | وهم رهبان الليل |
لا ينطفئ لهم سراج | مسافرون.. من كتفِ الظلام |
سر في علائِك لن يطالَك فرقد | إِلا السماء تصافحت فيها اليدُ |
كف به الذكرى تَشُدُّ رحاله | وصباحَهُ عند الأَذان مقيَّدُ |
كَسَرَ الخيوطَ لدى مسامع ناعسٍ | حتى استفاقَ على الصباحاتِ الغدُ |
يتهامسُ الدَّمعُ المُسِنُّ وفِتْيَة | صاغوا تجاعيدَ الفراقِ وَجَدَدُوا |
خمسون عاماً باللقاء تقلَّصت | وامتدَّ دمعُ الابتهالِ الأَرغدُ |
مالَتْ مصابيحُ الزَّمان تَيَمُّنا | يَنْشَقُّ صبح والصلاةُ المقصدُ |
واللَّيل يرقدُ عند كهفٍ ساكن | والإنسُ تُسْكِرُهُ الجباهُ السُّجَّدُ |
بَسَمَتْ عُيُونُهُمُ عن الصُّبحِ الذي | أَرخت مواسمَ من عطاياها اليدُ |
كفَّان مطويَّان لَفَّهما الندى | والنصرَ مما يكتبان مؤكَّد |
دَقَتْ على وترِ الزَّمان أَصابِع | نَجْوى يخامرُها السُّمورُ ومَعْبَدُ |
طيفان يمتدان نُوراً كُلَّما | أَشعلتَ كفاً زاد فيها المَوْرِد |
يتعانقُ الزَّنْدُ الكَمِيُّ وادمع | بيضاءَ تعشقها عيون ترمد |
ما النَّصرُ إلى طفلة قد ملَّها | سَفَرُ اللقاءِ وظلُّها يَتَجَدَّدُ |
مملؤتان عيونُها يَشْتَرُّها | نَدْبُ الوصولِ، صَباحُها متمِّرد |
وَقَفَتْ تَمَاثِلُ رايةً مع رايةٍ | والنُّور فيما يرَ فلان مغرد |
يا شوقُ قُمْ ما زِلْتُ أؤمِنُ أنني | حيّ وأَنَّ عيونَنَا لا ترقد |
عَهِدي الماذِنُ للنداءِ، وأنَّه | في كل يومٍ يَسْتَفِيقُ المَسْجِدُ |
والموتُ تِكْسِرُهُ يَد قُدْسيَّة | لا تُستَطَالُ، وعَزْمُهَا لا يبرد |
وَطَنِي أُحبك لا تزال تَشُدُّني | للحبِّ راقةُ الوصالِ وتَنْشُدُ |
وَيَلُفُّنِي وَعْدُ الدِّماء وَدَينُهُ | أَبَدَاً يحاصِرُني ونِعْمَ المَوْعِدُ |
أَبَرَقَتُ من دميَ النَّزيفِ رسالتي | لِعيون أمٍّ يستَبِدُّ بها الغَدُ |
ترنو إلى عين المَغِيبِ لعَلَّها | تَحظى بأفقٍ بالرُّؤى يَتَوَلَّدُ |
نَبقَى وللقدس الولادةُ، طَيفُها | وعد له في كلِ يومٍ مَوْلِدُ |
لعيونِها ملئُ الدُّعاءُ وَقُبْلة | للعاشقين ويا لها تَتَوقَّدُ |
العُودُ والشَّجَرُ الكَثيفُ وأحرف | ومرابط والمَبْتَلَى والسَّيِّدُ |
الظِّلُّ ظِلُّكِ ما يحيطُ به، النُّهى | والفيئُ دونك كَفُّهُ مسْتَبْعَدُ |
باسم سرور |
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 39- 44.
2011-01-07