الأرض غير الأرض حكاية انبعاث النور
خواطر جهادية
تحيا البسيطة إن مسَّ الثَّرى الغيثُ والعدل يحيا بقومٍ وعيَهم بثُوا النَّاس صنفان إمَّا مؤمنون وهُمْ للأرض بسمتُها يُجلى بها البَثُّ
عدد الزوار: 88
تحيا البسيطة إن مسَّ الثَّرى الغيثُ
والعدل يحيا بقومٍ وعيَهم بثُوا
النَّاس صنفان إمَّا مؤمنون وهُمْ
للأرض بسمتُها يُجلى بها البَثُّ
والآخرون رعا يتبعون هوىً
لا وعيَ عندهمُ وإن هُمُ حُثُّوا
أتباع كل مناد دون تبصرة
ولو تبيّن في متبوعهم خُبثُ
الأرض ظمأى وليس الماء مطلبَها
دم الشهيد لها إنْ تجدبِ الغيثُ
الأرض ظمأى لأفئدةٍ مجاهدةٍ
من عذب ديمتها لم يُدرَ ما الغثُّ
أمثال هادي ويحي* إرْث من سلفوا
فلم يكن لسواهم ينتهي الإرثُ
هم الليوث بخطبٍ قد ألمّ بنا
ففي صلاح بن غندورٍ يُرى ليثُ
هم الدواء لسمّ بات منتقعاً
من حيّة نفثت وما انتهى النفثُ
الأرض مطلبها عدل يغازلها
حتى يعيش الرخاءَ النسلُ والحرثُ
إن الشهيد حبيب اللَّه تحضنه
جنّات عدن بها لا يعرف الوعثُ
والأمة انتصرت من عز ميتته
وهل يموتْ الذي في موته بعثُ!
حكاية البعث قد صيغت مذهبةً
فالناس بُدّل عنها ثوبُها الرثُّ
فصارت الأرض غيرَ الأرض مشرقةً
إذ أُبعد الأدنيان الذلُّ والروثُ
وراحَ عَرْف شهيد الحق يؤنسها
فاستطيب الأنديان العشبُ واللثُّ1
واستَحضِر الطيبُ للدنيا مزيج ندىً
من تربها حفن من عشبها ضِغثُ
وهذه الشمس غير الشمس قد برزت
بِكْرِيَّةَ النور لم يحصلْ لها طمثُ
واستيقظ البدر قد لفّته بردتُها
ولم يؤرقه لا خو ولا حنثُ
أنَّى يشأْ يأتِها والليل موعده
تحبوه نوراً بعقد ما له نكثُ
هو الجهاد يُحيل النصرَ شمسَ علا
يحلو لها في سما أمجادنا المكث
فالصابرون الألى ذاقوا مرارتهم
وللسعادة لم يأخذْ بهم حرثُ2
غزالة النصر آخت نور أعينهم
فراح بدر السما من نورهم يجثو
ورفرفت راياتهم صفراء معلنة
أنْ قد أُزيل عن المستقبل الكرثُ3
وبات أعداؤهم في مضغ حسرتهم
قد أُركسوا في حضيض الذل واعتُثوا4
من أرضنا دُحروا في سيفنا نُحروا
إن يستغيثوا فلن يجديهُمُ الغوثُ
حاكوا مكائدهم من غزل سيّدهم
باؤوا بخيبتهم إذ غزلُهم نكثُ
وعاهد اللَّهَ نصرُ اللَّهِ في ثقةٍ
غير الرماد على الأعداء لن يحثو
قد عادت الأرض والأسرى لهم أمل
ولن يعيق انبلاجَ الشّعلة الريثُ
فيا سماء اشهدي صبح الهنا سطعتْ
في السجن فضيّةً أقباسُه الشعثُ
وعاد للقلب أسرانا وما وهنوا
رغم المصاعب لم يرهقْهم اللبْثُ
وأنت يا قدس يا عينيَّ ظامئ
روحي إليك وقلبي كظَّه الغرثُ
على حدودك حبَّاً قد زرعتُ دمي
لم يرضِني من ثراك الربعُ والثلثُ
أهفو إليك وذا قلبي يسابقني
سنلتقي زمناً فالخطو يُحتثُّ
فتستحيلين نوراً زاهياً وشذى
كأرض لبنان يزهو نورُها الأثُّ5
يا أرض لبنان هبِّي واهزجي فرحاً
فالشعب منتص إذ أُحبط اللوْثُ
قد كنت ظمأى لماء العدل فانبجستْ
من قوة الحق عي وارتوى اللهثُ6
وأعلني أن نصر اللَّه قائدُنا
سهل العريكة يبدو خلقُه دمْثُ
لكنه أس يوم الوغى بطلٌ
يداه نصراً كقدِّ الصخر تجتَثُّ
هدية اللَّه نصر اللَّه نحمله
على الأكف إماماً وانتهى البحثُ
فضل عباس سرور
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص:173
1- اللث: الندى.
2- حرث: نصيب.
3- الكرث: المصيبة.
4- اعتثوا: لا خير فيهم.
5- الأث: الكثير الملتف.
6- اللهث: العطش.