البندقية قالت
خواطر جهادية
إجمعْ رُفاتك وانهض أيها البطلُ وانطق بجرحك حسماً ينتهي الجدلُ من قال إن الدما ما حرّرت وطناً هذي دماؤك برهاناً لمن جهلوا
عدد الزوار: 99
إجمعْ رُفاتك وانهض أيها البطلُ
وانطق بجرحك حسماً ينتهي الجدلُ
من قال إن الدما ما حرّرت وطناً
هذي دماؤك برهاناً لمن جهلوا
الجرح أصدق تعبير وأفصحُهُ
تكلَّم الجرحُ فاصمتْ أيها الدَجَلُ
قد جئتُ أشهدُ يا رمزاً لعزتنا
أن الحياة لمن ضحوا ومن بذلوا
قدستُ يومك من ذكرى وسلسلةٍ
من الفداء بيوم الطف تتصلُ
وافيتُ رَوْضكَ عند الفجر أسأله
أجابني الروضُ إن الأهل قد رحلوا
شاهدتك اليوم، بابَ الفجر تُشْرعُهُ
فيهرب الليلُ إنْ جُنْدُ السنا دخلوا
تختالُ في كفن تزهو به فَخَرَاً
وتزرعُ الأرضَ باروداً فتشتعلُ
تُحرَّرُ الشمسَ من أسْر الظلام ضُحىً
لتأنس العينُ، بالأضواء تغتسلُ
الموتُ في يدك الكأسَ تشْربُها
رويَّة، عذبةً، في طعمها العسلُ
النصرُ منطِقُهُ صب وتضحي
لا يصنع النصر إذعا ولا وَجَلُ
هذي رسالتنا قد خطَّها دمُنا
من يُدْمنُ الذُلَّ لا يصحو به الأملُ
البندقية قد قالت مقالتها
فلتخرس الخُطَبُ العَصمْاءُ والجُمَلُ
إيهٍ.. شهيد الإباء يا فخر أمتنا
للجيل رائِدُهُ، للمُفْتدى مَثَلُ
ها طيفُكَ الآن في أحداقنا حُلُماً
تخش عليه القذى الهُدْبُ والمُقَلُ
أيقِظْ برعْدِك جفْناً للألى رَقَدوا
لا يُنجبُ المجدَ عُقْمَ النوم والكسلُ
تاهتْ سفينتُنا في بحر غفلتنا
واستَحْكم الموجُ فاستشرى بها الشللُ
لشاطئ العجز قد عُدْنا وديْدنُنا
نشْرُ الأماني إذا ضاقَتْ بنا السُبُلُ
ليس التباكي أو الأحزانُ تنفعنا
فيوم أنْدلُسٍ تاريخه طَللُ
عرشُ المَعَالي دماءُ الحُرِّ زيْنتُه
ما زيَّن العرشَ تيجانُ ولا حُللُ
أمجادنا اليوم حزب اللَّه يُرْجِعُها
بدرُ هنا نطَقَتْ والفتحُ والجَمَلُ
فالليل أستارهُ بالذل تنسدلُ
تنشَّق الصُبْحُ أنسامَ الإبا عبقا
وعام، بُردة الأنوار، ملتح
خيوطها من شعاع الشمس تنغزلُ
أيْارُ فتْحُكَ للتاريخ معجز
آياتها الحقُ، لا سح ولا حَيَلُ
على العصا قد عصت أرواحنا كِبَراً
من قال، زوراً، بأن الروح تُعتقلُ
تحطَّم القيدُ والأسرى لنا رجعت
هاماتُها الشُمُّ لا يرقى لها زُحَلُ
فاز الرهانُ على أيدٍ مطهَّرةٍ
تَسُوحُ فجراً وفي الأسحار تبتهلُ
والخانعونَ، لبوس الدين، قد لبسوا
واللاتُ قبلتُهُم، معبودُهُم هُبَلُ
جاؤوا برأس الخنا للرزق يحرسهُ
من يأمَن اللصَّ هل يبقى له أُكُلُ
يبغون عدل الورى والظلم دأبُهمُ
قد أهرقوا دمنا يا بئس ما عَدَلوا
إرهابنا حج، الطفل يقذِفُهُ
إجرامهم أُمَ، إرهابُهُم دُوَلُ
كلُّ العباءات فيها الجبنُ مُسْتَتِ
فضفاض يستحي من إثمها الخجلُ
هذي فلسطين قد بُحَّت حناجرها
تستصرخ الثأرَ من بالثأر قد بخلوا
آهاتها نغمة الشجى بها صَدَحَتْ
حُمْرُ الليالي وطاب السكْرُ والجَدَلُ
كم قد تلاشت بوادي العُرْب صرختنا
وملَّ منها، ومن تكرارها المَللُ
لكِ الإلهُ فلسطينُ فلا تَسَلِي
إلاَّهُ نصراً به، عرساً، سنحتفلُ
كُّل الطغاة وإن طالَتْ لها صُرُ
حتماً ستهوي ويُفني عزها الأجلُ
خطَّ الشهيد بحبر الدم فكرته
من يبتغي الخلدَ دون القتل لا يصِلُ
سينصر اللَّهُ من للَّهِ قد نصروا
ما ضاع في اللَّه لا جه ولا عملُ
هلَّ الهلالُ هلالُ النصر في وطني
وفي سما قدسنا بدراً سيكتملُ
يا أمة العز، المهدي موعدنا
غداً يصلي بنا، من خلفه الرُسُلُ
مدينة اللَّه سيفُ الحق فاتِحُها
بلمعة السيف عينُ القدس تكتحِلُ
محمد حسين طالب
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426هـ. ص:199
2011-01-17