يتم التحميل...

الخوف من الله تعالى

جمادى1

الخوف من الله سبحانه وتعالى واحد من المفاهيم القرآنية التي أمرنا الله سبحانه في كتابه بالتحلي بها، وركزت عليها الروايات الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، حتى أصبحت مخافة الله رأس الحكمة: "رأس الحكمة مخافة الله ". وأمسى الخوف جلباباً للعارفين، فعن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: "الخوف جلباب العارفين ".

عدد الزوار: 906

بسم الله الرحمن الرحيم
الخوف من الله تعالى


الخوف من الله سبحانه وتعالى واحد من المفاهيم القرآنية التي أمرنا الله سبحانه في كتابه بالتحلي بها، وركزت عليها الروايات الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، حتى أصبحت مخافة الله رأس الحكمة: "رأس الحكمة مخافة الله ".

وأمسى الخوف جلباباً للعارفين، فعن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: "الخوف جلباب العارفين ".

وإذا دققنا النظر في السبب الذي دعا العارفين إلى مخافة الله، نجد أن ذلك عائد إلى العلم والمعرفة الحقة بالله، حيث جاء في الحديث الشريف عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله قوله: "من كان بالله أعرف كان من الله أخوف ".

وجاء عن الإمام علي عليه السلام قوله: " أعلم الناس بالله أخوفهم منه ".

- والعالِم الحقيقي بالله تعالى يشعر بمراقبة الله تعالى وحضوره في كل الأوقات، وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: " خف الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن كنت ترى أنه لا يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها، فقد جعلته في حدِّ أهون الناظرين إليك ".

- وللخوف علامة يمتاز بها الخائف عن غيره، قال تعالى:﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى َإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى1.

وجاء عن أمير المؤمنين وسيد الموحدين عليه السلام قوله: " من رجا شيئاً طلبه، ومن خاف شيئاً هرب منه، ما أدري ما خوف رجل عرضت له شهوة فلم يدعها لما يخاف منه ؟! وما أدري ما رجاء رجل نزل به بلاء فلم يصبر عليه لما يرجو ؟! ".

- وهناك علامات أخرى للخائفين، هي السكوت وقلة الكلام، يقول أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الصدد: " إن لله عباداً كسرت قلوبهم خشية الله فاستكفوا عن المنطق وإنهم لفصحاء، عقلاء، ألبّاء، نبلاء، يتسابقون إليه بالأعمال الزاكية، لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون له بالقليل، يرون أنفسهم أنهم شرار، وإنهم الأكياس الأبرار ".

أما عن ثمرات الخوف فهي كثيرة نذكر منها:
1- الورع عن المعاصي: فعن الإمام علي عليه السلام قوله: " نعم الحاجز عن المعاصي الخوف ".
2- التقليل من الآفات: فعنه عليه السلام أيضاً: " من كثرت مخافته قلت آفته ".
3- الخروج من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: " لو خفتم الله حق خيفته لعلمتم العلم الذي لا جهل معه، ولو عرفتم الله حق معرفته لزالت بدعائكم الجبال ".
4- خوف كل شيء من الخائف لربه، وعنه صلى الله عليه وآله قوله: " من خاف الله عز وجل خاف منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء ".
5- الأمن يوم الفزع الأكبر، والحصول على نعيم الله الدائم في الآخرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عز وجل حرّم الله عليه النار، وآمنه من الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله ﴿ َلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ". 2

وأخيراً بيّنت الروايات الخوف الذي ينبغي أن يصاحب المؤمن في جميع تصرفاته وأعماله، ألا وهو المُرفق بالرجاء- رجاء رحمة الله- وهذا ما أشارت إليه الرواية الصادرة عن مولانا الإمام الصادق نقلاً عن أبيه عليهما السلام: " إنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذه لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على ذاك ".

وبهذا يكون العبد يمارس خير الأعمال حيث جاء عن الإمام علي عليه السلام قوله: " خير الأعمال اعتدال الرجاء والخوف ".
 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


1- النازعات :41
2- الرحمن:46

 

2010-05-07