طاعة النبي صلّى الله عليه وآله ومحبته
جمادى1
طاعة النبي فرض محتم على الناس، كطاعة اللّه تعالى، إذ هو سفيره إلى العباد، وأمينه على الوحي، ومنار هدايته الوضاء. وواقع الطاعة هو: اتباع شرعته، وتطبيق مبادئه الخالدة، التي ما سعد المسلمون ونالوا آمالهم وأمانيهم، إلا بالتمسك بها والحفاظ عليها. وما تخلفوا واستكانوا إلا بإغفالها والانحراف عنها.
عدد الزوار: 403
بسم الله الرحمن الرحيم
طاعة النبي صلّى الله عليه وآله ومحبته
1– طاعة النبي محمد صلّى الله عليه وآله
طاعة النبي فرض محتم على الناس، كطاعة اللّه تعالى، إذ هو سفيره إلى العباد، وأمينه على الوحي، ومنار هدايته الوضاء.
وواقع الطاعة هو: اتباع شرعته، وتطبيق مبادئه الخالدة، التي ما سعد المسلمون ونالوا آمالهم وأمانيهم، إلا بالتمسك بها والحفاظ عليها. وما تخلفوا واستكانوا إلا بإغفالها والانحراف عنها.
أنظر كيف يحث القرآن الكريم على طاعة النبي صلّى الله عليه وآله، ويحذر من مغبّة عصيانه ومخالفته، حيث قال: ) وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ( (الحشر: 7).
وقال تعالى:)وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا( (الأحزاب: 36).
وقال سبحانه: ) وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ(14) ( (النساء: 13 - 14).
2 – محبّة النبي محمد صلّى الله عليه وآله
تختلف دواعي الحب والإعجاب باختلاف نزعات المحبين وميولهم، فمن الناس من يحب الجمال ويقدسه، ومنهم من يحب البطولة والأبطال ويمجدهم .وقد اجتمع في النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله كل ما يفرض المحبة ويدعو إلى الإعجاب، حيث كان نموذجاً فذاً، ونمطاً فريداً بين الناس. لخّص اللّه فيه آيات الجمال والكمال، وأودع فيه أسرار الجاذبية، فلا يملك المرء إزاءه ألا الحب والإجلال، وهذا ما تشهد به شخصيته الكريمة، وتأريخه المجيد. قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو يصف شمائل رسول الله صلّى الله عليه وآله:"كان أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده".
ولأجل تلك الشمائل والمآثر، أحبه الناس على اختلاف ميولهم في الحب: أحبه الأبطال لبطولته الفذة التي لا يجاريه فيها بطل مغوار، وأحبه العباد لتولهه في العبادة وفنائه في ذات اللّه، وأحبه أصحابه المخلصون لمثاليته الفذة في الخَلق والخُلق.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلّى الله عليه وآله، فقال: يا رسول اللّه ما استطيع فراقك، واني لأدخل منزلي فأذكرك، فأترك ضيعتي وأقبل حتى أنظر إليك حباً لك، فذكرت إذا كان يوم القيامة، وأُدخِلتَ الجنة، فَرُفِعتَ في أعلى عليين، فكيف لي بك يا نبي اللّه؟، فنزل: )وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا( (النساء: 69)، فدعا النبي صلّى الله عليه وآله الرجلَ فقرأها عليه وبشّره بذلك".
وقال أنس:" جاء رجل من أهل البادية، وكان يعجبنا إن يأتي الرجل من أهل البادية يسأل النبي صلّى الله عليه وآله، فقال: يا رسول اللّه متى قيام الساعة؟
فحضرت الصلاة، فلما قضى صلاته، قال: أين السائل عن الساعة؟
قال: أنا يا رسول اللّه. قال: فما أعددتَ لها؟
قال: واللّه ما أعددت لها من كثير عمل صلاة ولا صوم، إلا أني أحب اللّه ورسوله.
فقال له النبي صلى اللّه عليه وآله: المرء مع من أحب.
قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء أشد من فرحهم بهذ"
3- الصلاة عليه صلّى الله عليه وآله
قال تعالى: )إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا((الأحزاب: 56).
وعن الإمام الصادق عليه السلام في تفسيره للآية المباركة قال: "الصلاة من الله عز وجل رحمة, ومن الملائكة تزكية, ومن الناس دعاء"... فقيل له: ما ثواب من صلّى على النبي واله ؟ فقال: "الخروج من الذنوب, والله كهيئة ولدته أمّه".
وعن الإمام الرضا عليه السلام: " من لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله, فإنها تهدم الذنوب هدم".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2010-04-29