الاستفادة من العمر
جمادى1
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في وصيّته لأبي ذرّ الغفّاري رضوان الله عليه: يا أبا ذر، كُن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك.وعن الإمام الباقر عليه السلام عن أبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم "بادر بأربع قبل أربع، بشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك.
عدد الزوار: 340
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستفادة من العمر
المناسبة: عام الهمّة والعمل المضاعف
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في وصيّته لأبي ذرّ الغفّاري رضوان الله عليه: "يا أبا ذر، كُن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك".
وعن الإمام الباقر عليه السلام عن أبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم "بادر بأربع قبل أربع، بشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك".
إنّ العمر الذي يعيشه الإنسان في الحياة الدنيا بكل لحظاته ودقائقه وثوانيه أغلى وأنفس ما فيها، ولو وازن الإنسان بين جميع متاع الحياة الدنيا ومباهجها، وبين عمره وحياته لوجد أنّ العمر لا يعدله شيء من نفائس الحياة وزخارفها.
إنّ القيمة الحقيقية لهذا العمر تكمن في استغلاله والانتفاع منه وعدم إضاعته وبذل الجهد الكبير في سبيل الاستفادة منه لتطوير قدرات الإنسان والمجتمع بما يرضي الله تبارك وتعالى، وبما يحقّق للبشرية سعادتها الدنيوية والأخروية.
ومن هنا كانت وصايا الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم تسلّط الضوء على ضرورة استغلال العمر والحياة ومضاعفة الهمم لأجل عدم تضييع وتفويت أيّة فرصة ممكنة متاحة للإنسان وذلك كما قال صلّى الله عليه وآله وسلّم في وصيّته: "يا أبا ذر، إنّك في ممر الليل والنهار، في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتةً، ومن يزرع خيراً يوشك أن يحصد خيراً، ومن يزرع شراً يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثل ما زرع".
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "ما من يوم يمرّ على ابن آدم، إلاّ قال له ذلك اليوم: أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد، فقل فيّ خيراً، واعمل فيّ خيراً، أشهد لك به يوم القيامة، فإنّك لن تراني بعد هذا أبداً".
انطلاقاً من ذلك كانت مبادرة سماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظلّه الشريف الذي دعا بمناسبة السنة الشمسية الجديدة الأمّة الإسلامية إلى مضاعفة الجهود في شتى الميادين والمجالات العلمية والسياسية والاجتماعية، وتحقيق الانجازات المضافة، وممّا قاله سماحته في هذه المناسبة بعد تلاوته لهذا الدعاء الشريف: "اللهم يا مقلّب القلوب والأبصار، يا مدبّر الليل والنهار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال": في هذا الدعاء ... هناك عبارة لافتة للنظر: "حوّل حالنا إلى أحسن الحال"، لا يقول خذ بأيدينا إلى يوم حسن أو حال حسن، بل يخاطب الله قائلاً: خذ بأيدينا إلى أحسن الأحوال وأفضل الأيام وأفضل الأوضاع.
هذه هي الهمّة العالية للإنسان المسلم التي تطمح لبلوغ الأفضل في كل الميادين. وفي هذه السنة، من أجل أن نتمكن القيام بما تعلمناه من هذا الدعاء الشريف، وهو واجبنا، ومن أجل أن نستطيع السير وفق متطلبات البلاد وإمكانياتها نحتاج إلى مضاعفة هممنا عدة أضعاف وتكثيف العمل والمساعي. إنني أسمي هذا العام عام:"الهمّة المضاعفة والعمل المضاعف" على أمل أن يستطيع مسؤولو البلاد ومعهم جماهير الشعب العزيز وعلى شتى الصعد الاقتصادية والثقافية والسياسية والعمرانية والاجتماعية، السير في الطرق غير المسبوقة بخطوات أوسع وهمم أعلى وعمل أكثر وأكثف، والاقتراب إن شاء الله من أهدافهم الكبرى. إننا بحاجة إلى هذه الهمّة المضاعفة، والبلد بحاجة إلى هذا العمل المضاعف.
يجب أن نتوكل على الله تعالى، ونستمد منه العون. ونعلم أن المجال والأرضيات للعمل كثيرة جداً. الأعداء أعداء العلم والإيمان في مجتمعنا، ويجب تعزيز العلم والإيمان بيننا بشكل مضاعف. سوف تتذلل العقبات إن شاء الله وتصغر وسوف يشمل العونُ الإلهي والنصرة الإلهية شعبنا وبلادنا ومسؤولينا بظلالها وبركاتها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2010-04-23