آداب الإخوان
الأخوة
"ألا وإن ودّ المؤمن من أعظم سبب الإيمان"1. بعد أن تحدثنا عن العوامل السلبية في العلاقة بين الأخوة وما تؤدي إليه من التباعد والافتراق، سوف نتكلم عن العوامل الايجابية التي تؤدي إلى نموها وتوطيدها، وما تقتضيه من اداب رتّب اللَّه سبحانه عليها الجزيل من الثواب.
عدد الزوار: 360
كيف تنجح مع إخوانك؟
عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله:
"ألا وإن ودّ المؤمن من أعظم سبب الإيمان"1.
بعد أن تحدثنا عن العوامل السلبية في العلاقة بين الأخوة وما تؤدي إليه من التباعد والافتراق، سوف نتكلم عن العوامل الايجابية التي تؤدي إلى نموها وتوطيدها، وما تقتضيه من اداب رتّب اللَّه سبحانه عليها الجزيل من الثواب.
عوامل بقاء المودة:
1- الشفقة على الاخوان
فقد جاء عن الصادق عليه السلام:
"إن للَّه في خلقه نيّة وأحبها إليه أصلبها وأرقّها على إخوانه وأصفاها من الذنوب"2.
2- زيارة الاخوان
عن الصادق عليه السلام:
"من زار أخاه للَّه لا غير التماس موعد اللَّه وتنجز ما عند اللَّه وكّل اللَّه به سبعين ألف ملك ينادونه ألا طبت وطابت لك الجنة".3
3- مصافحة الإخوان
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"إذا لقي أحدكم أخاه فليصافحه وليسلم عليه فإن اللَّه أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا بصنع الملائكة"4.
4- التبسّم في وجوه الإخوان
عن الرضا عليه السلام:
".. ومن تبسّم في وجه أخيه المؤمن كتب اللَّه حسنةً ومن كتب اللَّه له حسنةً لم يعذّبه"5.
5- تلقيم الإخوان
عن الصادق عليه السلام:
"من لقّم مؤمناً لقمة حلاوة صرف اللَّه عنه مرارة يوم القيامة"6.
ولقد كان عليه السلام يقوم بذلك مع أصحابه.
ومن أبرز الذين كانوا يحرصون على هذه السنة المباركة في زماننا ممن عاشرناهم هو سيّد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي رحمهم الله حيث دأب على ذلك مع إخوانه المجاهدين في ثغور الإسلام.
6- الدعاء للإخوان
عن الباقر عليه السلام:
"عليك بالدعاء لإخوانك بظهر الغيب، فإنه يهب الرزق..."7.
وفي بعض الأحاديث ورد أنه كذلك سبب لدفع البلاء عن الداعي إضافة إلى إهالة الرزق عليه كما عن علي عليه السلام:"
دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب يسوق إلى الداعي الرزق ويصرف عنه البلاء ويقول له اللَّه: لك مثلاه"8.
7- تزويج الإخوان
عن الكاظم عليه السلام:
"ثلاثة يستظلون بظل عرش اللَّه يوم لا ظل إلا ظلّه: رجلٌ زوّج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سراً"9.
8- إطعام الاخوان
ويتأكد ذلك أكثر فيما لو كان أخوك مسكيناً أو يتيماً أو أسيراً.
قال اللَّه تعالى:
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا, إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا﴾(الدهر:8-9).
وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"من أطعم مؤمناً من جوعٍ أطعمه اللَّه من ثمار الجنة، ومن سقاه من ظمأ سقاه اللَّه من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً لم يزل في ضمان اللَّه ما دام على ذلك المؤمن من ذلك الثوب سلك واللَّه لقضاء حاجة المؤمن أفضل من صيام شهر واعتكافه"10.
9- كتمان أسرار الإخوان
ولا يمكن اعتباره من جملة الاداب فحسب إنما هو من أعظم الواجبات على المؤمن وقد يؤدي التهاون في ذلك إلى سفك الدماء المحترمة وازهاق الأرواح بمجرد إفشاء سرّ من أسرار العمل الإسلامي أو أسداء خدمة للأعداء مجانية لمجرد التهاون بالمعلومات التي نحن مأمورون بحفظها والتكتم عليها ولذلك لا تنحصر الاثار السيئة لترك هذا الواجب في المستوى الفردي بل تتعداه لتطال المجتمع أو المسيرة ولذلك عبّرت طائفة كبيرة من الروايات عن مدى انزعاج أئمتنا عليهم السلام من قلّة الكتمان مثل ما قاله الإمام زين العابدين عليه السلام:
"وددت واللَّه أني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي: النزق11وقلّة الكتمان"12.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام:
"... والمذيع لما أراد اللَّه ستره مارق في الدين"13.
ويكشف الإمام الصادق عليه السلام الواقع الأليم الذي عليه الناس قائلاً:
"أمر الناس بخصلتين فضيّعوهما فصاروا منهما على غير شيء: الصبر والكتمان"14.
10- مجالسة الإخوان ومحادثتهم
فعن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنه قال:
"أتخلون وتحدّثون وتقولون ما شئتم؟ فقلت أي واللَّه لنخلو ونتحدث ونقول ما شئنا، فقال أما واللَّه لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن أما واللَّه إني لأحبّ ريحكم وأرواحكم وإنكم على دين اللَّه ودين ملائكته فاعينونا بورع واجتهاد"15.
11- خدمة الاخوان
عن الصادق عليه السلام:
"المؤمنون خدم بعضهم لبعض، قلت وكيف يكون خدماً بعضهم لبعض؟ قال: يفيد بعضهم بعضاً"16.
12- إقالة الإخوان
وهذا الأمر يعتبر امتحاناً للأخوة الذين يغرقون في المصالح المادية وعالم التجارة فهل أنهم سيحافظون على هذه الاداب أو أن المال سيجرّهم إلى ضرب المثُلُ بعرض الحائط رغم ما رتَّبه الإسلام من ثواب على الإقالة.
فعن الصادق عليه السلام: "أيّما مسلم أقال مسلماً ندامة في بيع أقاله اللَّه عثرته يوم القيامة"17.
13- إدخال السرور على الإخوان
ويكفيك في ذلك أنه من أحب الأعمال إلى اللَّه تعالى18وأن فيه سرور النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيتهعليهم السلام يقول الصادق عليه السلام:
"لا يرى أحدكم إذا أدخل السرور على أخيه أنه أدخله عليه فقط، بل واللَّه علينا، بل واللَّه على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله"19.
14- الثقة بالأخوان
عن الصادق عليه السلام:
"من كان الرهن عنده أوثق من أخيه فاللَّه منه بريء"20.
فإذا كان الأخ من أهل الثقة لا المكاشرة عدّ هذا العامل من الحقوق.
15- إيثار الإخوان وبرّهم
فقد جاء عن الصادق عليه السلام:
"مما خصّ اللَّه به المؤمن أن يعرّفه برّ إخوانه، وإن قلّ، فليس البرّ بالكثرة وذلك أن اللَّه يقول في كتابه: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾(الحشر:9)".
ثم قال:
﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(التغابن:16) ومن عرّفه اللَّه ذلك فقد أحبّه اللَّه، ومن أحبّه اللَّه أوفاه أجره يوم القيامة بغير حساب".
ثم قال: "يا جميل ارو هذا الحديث لإخوانك فإن فيه ترغيباً للبرّ"21.
16- إهداء الإخوان
حيث إن تقديم الهدية للأخ تعبيراً عن المودة له مما يترك الأثر الكبير في نفسه ويكون ذكرى دائمة للعلاقة القائمة بينهما على أساس الإيمان والتراحم.
يقول النبي صلى الله عليه وآله:
"تهادوا تحابّوا"22.
بينما قبول الهدية من أخيك هو من الحقوق كما تقدم وإن كان الاهداء من الاداب نسأل اللَّه تعالى أن يوفّقنا لأداء حقوق الإخوان والتحلّي بادابهم إنه سميع مجيب والحمد للَّه رب العالمين.
*أخوة الإيمان، سلسلة الاجتماعيات الاسلامية، إعداد ونشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية، ط2، ت2، 2004م-1425هـ، ص79-85.
1- ميزان الحكمة، ح165.
2- المحجة البيضاء، ص56، ح4.
3- المحجة البيضاء، ص58، ح2.
4- نفس المصدر. ص52، ح2.
5- نفس المصدر. ص52، ح1.
6- نفس المصدر. ص46، ح1.
7- ميزان الحكمة، ح5737.
8- نفس المصدر. ح5735.
9- البحار، ج71، ص356، ح2.
10- مصادقة الأخوان، ص42، ح1.
11- النزق: الطيش.
12- ميزان الحكمة، ح17345.
13- نفس المصدر. ح17356.
14- نفس المصدر. 17346.
15- مصادقة الأخوان، ص32.
16- نفس المصدر. ص48.
17- نفس المصدر. ص72.
18- نفس المصدر. ص60.
19- نفس المصدر.
20- مصادقة الأخوان، ص73.
21- مصادقة الأخوان، ص66.
22- المحجة البيضاء، ج3.