يتم التحميل...

أصدقاء السوء

الأخوة

بعد أن اتضح من هم اخوان الصدق الذين ينبغي مؤاخاتهم ومعاشرتهم، نتعرض لتعداد أصدقاء السوء الذين ينبغي الابتعاد عنهم وعدم إقامة علاقات معهم لأنهم لا يجرّون إلى الخير والصلاح بل إلى الشر والفساد وهذا الصنف أشير إليه في الكتاب الكريم

عدد الزوار: 1421


لا تُؤاخِ هؤلاء


بعد أن اتضح من هم اخوان الصدق الذين ينبغي مؤاخاتهم ومعاشرتهم، نتعرض لتعداد أصدقاء السوء الذين ينبغي الابتعاد عنهم وعدم إقامة علاقات معهم لأنهم لا يجرّون إلى الخير والصلاح بل إلى الشر والفساد وهذا الصنف أشير إليه في الكتاب الكريم بقوله تعالى: ﴿يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ...(الفرقان:28-29).


وهم بحسب ما استفدناه من الروايات الشريفة كالتالي:


1- الأحمق الكذّاب
فقد جاء في الحديث عنه عليه السلام:

"إياك وصحبة الأحمق الكذّاب، فإنه يريد نفعك فيضرّك، ويقرّب منك البعيد، ويبعّد منك القريب، إن ائتمنته خانك، وإن ائتمنك أهانك، وإن حدّثك كذّبك، وإن حدّثته كذّبك وأنت منه بمنزلة السراب الذي يحسبه الظمان ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً"1.

إن هذه الأخطار الأخلاقية والعواقب السيئة التي عدّدها الحديث من قبيل الإضرار والخيانة والإهانة والتكذيب هي كافية للردع عن معاشرته ومعرفة أن مصير العلاقة معه هو الفشل لأنها تكون هدّامة لا بنّاءة ومؤدية إلى الانحطاط لا الإرتقاء من خلال الاثار الملموسة لهذا النوع الفتّاك بل القاتل من الناحية المعنوية إضافة إلى المادية.

2- صاحب الغاية الدنيوية
والمراد به الذي يصحبك ليستفيد منك مالاً أو جاهاً أو غير ذلك من الأطماع التي لا تجعل تلك الصحبة قائمة على أساس التقوى وليس فيها الصدق والإخلاص. وهو الذي سرعان ما يتخلى عن تلك العلاقة حينما يصل إلى هدفه منك.

فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:

"إحذر أن تواخي من أرادك لطمعٍ أو خوفٍ أو ميلٍ أو للأكل والشرب، واطلب مواخاة الأتقياء، ولو في ظلمات الأرض، وإن أفنيت عمرك في طلبهم"2.

وقد صوّر أحد الشعراء ذلك حينما قال:

إذا قلَّ مالي فما خِلٌّ يصادقني      وفي الزيادة كلّ الناس خِلاّني
كم من عدوٍّ لأجل المال صادقني   وكم صديقٍ لفقد المالِ عاداني


وقال اخر:

المرء في زمن الإقبال كالشَّجَره     والناس من حولها ما دامت الثَّمَره
حتى إذا راح عنها حملها انصرفوا   وخلّفوها تعاني الحرّ والغَبَره


3- الضَّال المُضلّ
لقوله تعالى:

﴿يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا(الفرقان:28-29).

  وقد تقدم ذكر الاية في البداية.  

4- الفاجر
فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:

"لا تصحب الفاجر فيعلّمك من فجوره".

ثمَّ قال عليه السلام:

"أمرني والدي بثلاث ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بنيَّ من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتّهم، ومن لا يملك لسانه يندم"3.

5- البخيل
فإنه قد جاء عنهم عليهم السلام التحذير من صحبته وربما كان لأجل أن المرء يأخذ من أخلاق أصحابه ويتأثر بهم كما عن النبي صلى الله عليه وآله:

"المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"4.

وعن الصادق عليه السلام:

"وإيّاك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه"5.

6- الفاسق
فقد ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال لولده الباقر عليه السلام:

"يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق...".

إلى أن قال عليه السلام: "وإيّاك ومصاحبة الفاسق فإنه بايعك بأكلة أو أقلّ من ذلك"6.

7- القاطع لرحمه
وذلك لما روي عنهم عليه السلام:

"وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعوناً في كتاب اللَّه عزّ وجلّ في ثلاثة مواضع: قال اللَّه عزّ وجلّ: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم...".

وقال عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(الرعد:25)... الحديث.

8- الكافر
عن النبي صلى الله عليه وآله: "من كان يؤمن باللَّه واليوم الاخر فلا يواخينَّ كافراً"7.

9- الشرّير
قال الجواد عليه السلام:

"إيّاك ومصاحبة الشرّير فإنه كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح أثره"8.

10- صاحب اللهو
عن الإمام علي عليه السلام:

"إيّاك وصحبة من ألهاك وأغراك فإنه يخذلك ويوبقك"9.

11- الجبان
عن الباقر عليه السلام:

"لا تصادق ولا تواخِ أربعة: الأحمق والبخيل والجبان والكذاب...".

إلى أن يقول عليه السلام:

"وأما الجبان فإنه يهرب عنك وعن والديه..."10.

12- ناشر المثالب11
في الحديث عن علي عليه السلام: "لا تواخِ من يستر مناقبك وينشر مثالبك"12.

أي من يخفي حسناتك ويذيع سيئاتك.

13- رهين المداراة
وهو الذي لا يمكن استمرار الصداقة معه على قواعدها السليمة دون الخضوع إلى كثير من التكلّف والتجمّل وذلك ما يكون مع الأشخاص الذين هم سريعو الغضب والانفعال وإذا ما غضبوا هم لا يغفرون.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

"ليس لك بأخٍ من احتجت إلى مداراته"13.

14- مجهول الموارد والمصادر
يقول الحسن عليه السلام:

"لا تواخ أحداً حتى تعرف موارده ومصادره، فإذا استنبطت الخبرة ورضيت العشرة فاخه على إقالة العثرة والمواساة في العُسرة"14.

15- الزاهد بأخيه
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله:

"لا ترغبَّن فيمن زهد فيك ولا تزهدنّ فيمن رغب فيك"15.

16- صاحب البدعة
جاء عن الإمام الصادق عليه السلام:

"لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم، فتصيروا عند الناس كواحدٍ منهم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: المرء على دين خليله وقرينه"16.

17- النمّام
18- الخائن
19- الظلوم


قال الإمام الصادق عليه السلام:

"إحذر من الناس ثلاثة: الخائن والظلوم والنمّام لأن من خان لك خانك، ومن ظلم لك سيظلمك، ومن نمَّ إليك سينمُّ عليك"17.

20- متتبع العيوب
عن أمير المؤمنين عليه السلام:

"إيّاك ومعاشرة متتّبعي عيوب الناس، فإنه لم يسلم مصاحبهم منهم"18.

21- المائق
وهو الحاقد الذي لا يريد لك الخير ويلبس الأمور عليك. عن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا تصحب المائق فيزيّن لك فعله ويودّ أنك مثله"19.

22- المرتاب
في الحديث: "شر الأتراب الكثير الارتياب"20.

23- سريع الانقلاب
في الحديث: "شر الأصحاب السريع الانقلاب"21.

24- المثبّط عن الخير
عن علي عليه السلام:

"شر اخوانك من تثبط عن الخير وثبّطك معه"22.

25- المداهن
يقول أمير المؤمنين عليه السلام:

"شرّ اخوانك انعاش المداهن"23.

26- السبّاب
في الحديث: "من كان يؤمن باللَّه واليوم الاخر فلا يجلس مجلساً ينتقص فيه إمام أو يعاب فيه مؤمن"24.

وعن الصادق عليه السلام:

"من قعد عند سبّاب لأولياء اللَّه فقد عصى اللَّه"25.

وعليه فإذا كان القعود عنده معصية فكيف بالمؤاخاة والمصافاة؟!

27- مزيّن المعصية
سئل أمير المؤمنين عليه السلام: أي صاحب شر؟ قال:

"المزيّن لك معصية اللَّه"26.

28- الخاذل
في الحديث: "شر الاخوان الخاذل"27.

وقريب منه قوله عليه السلام:

"شر الاخوان المواصل عند الرخاء والمفاصل عند البلاء"28.


*أخوة الإيمان، سلسلة الاجتماعيات الاسلامية، إعداد ونشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية، ط2، ت2، 2004م-1425هـ، ص45-54.


1- ميزان الحكمة، ح10280.
2- ميزان الحكمة، ح230.
3- الخصال، ج1، ص80.
4- البحار، ج71، ص192، ح12.
5- م.ن. ج71، ص196، ح29.
6- بحار الأنوار، ج71، ص196، ح29.
7- بحار الأنوار، ج71، ص197، ح31.
8- م.ن. ح34.
9- ميزان الحكمة، ح10276.
10- مصادقة الأخوان، ص80، ح3.
11- المثالب: العيوب.
12- ميزان الحكمة، ح235.
13- م.ن. ح231.
14- ميزان الحكمة، ح229.
15- م.ن. ح227.
16- الكافي، ج2، ص375.
17- ميزان الحكمة، ح10262.
18- ميزان الحكمة، ح10265.
19- بحار الأنوار، ج71، ص199.
20- عيون الحكم والمواعظ للواسطي، ص194.
21- م.ن. ص293.
22- م.ن. ص294.
23- م.ن.
24- بحار الأنوار، ج71، ص213.
25- الكافي، ج2، ص379.
26- الأمالي للصدوق، ص472.
27- عيون الحكم والمواعظ للواسطي، ص294.
28- م.ن. ص295.

2012-10-02