تعريف الحكمة العملية
الأخلاق في القرآن
... عرف قدماؤنا الحكمة العملية الشاملة للأخلاق بقولهم: العلم بأفعال الإنسان الاختيارية كيف ينشأ، وكيف تكون الأفضل والأحسن والأكمل. وهذا شبيه بتعريف الحكمة النظرية المرتبط بنظام الأحسن والأكمل.
عدد الزوار: 474
... عرف قدماؤنا الحكمة العملية الشاملة للأخلاق بقولهم:
العلم بأفعال الإنسان الاختيارية كيف ينشأ، وكيف تكون الأفضل والأحسن والأكمل.
وهذا شبيه بتعريف الحكمة النظرية المرتبط بنظام الأحسن والأكمل.
فهل هذا النظام موجود؟
هذا عن الوجود والعدم اللذين لا مجال لهما في البحث عن أفعال الإنسان الإختيارية التي يجري البحث فيها عن كيفية نشوئها وبلوغها الصورة الفضلى والحسنى.
وربما عرف العلماء المحدثون الأخلاق بقولهم: هي العلم بكيفية الحياة لا كيف يعيش الإنسان، بل كيف يجب أن يعيش؟
وهذا قريب من تعريف القدماء للأفعال الاختيارية، وقصدهم القاعدة العامة للناس جميعا لا كيف يسلك هذا أو ذاك منهم.
فالمراد هو الكليّة الشاملة.
وربما زاد المحدثون على تعريفهم قيداً هو قولهم: كيف يعيش الإنسان حياة طاهرة سامية؟
وقيد الطهر والسمو يدنيهم من تعريف القدماء كثيراً.
وما يفيد ذكره هنا أنهم يقولون عادة: الأخلاق هي معرفة كيفية العيش.
وهذه الكيفية تشمل السلوك والملكات، أي: كيف يسير، وكيف يجب أن يكون ذا ملكاتٍ ليكون نافعاً.
ويروج اليوم قول هو في فلسفتنا، وهو أن الأخلاق هي لكيفية الحياة، أي أنها تحدد ماهية الإنسان.
وهذا الإنسان المعلوم الماهية يريد أن يعرف كيف يجب أن يحيا حياة طاهرة وسامية على كل دنية.
وما جاء به الوجوديون اليوم من أصالة الوجود ورد في كلام المرحوم الآخوند بمعنيين.
أحدهما أصالة الوجود: بمعناها العام.
والآخر وجود الإنسان بالقوة وعدم تعيُّنه.
وهو بهذا المعنى أكثر الموجودات عدم تعين، وأفعاله هي التي تصنع ملكاته، ولا هوية له من غير هذه الملكات، فهي ليست عارضة لهويته، وإنما هي صانعة لها.
فلملكاته جوهر وجوده الجوهري، يعني أن الإنسان يغير بالأخلاق والطباع كل شيء حتى نمط وجوده.
وبتعبير أدق من الأول: ليست الأخلاق معرفة كيفية الوجود فحسب وإنما هي معرفة ما الوجود أيضا.
فكيفية الوجود إذ تقال يراد بها أننا حددنا قبلاً ما نحن، ثم نبحث في هذا المحدد الثابت المؤلف من وجود وماهية محددين محرزين في كل إنسان، كيف ينشآن؟
وعلى وفق الرأي القائل بأن الملكات صانعة الماهية يكون للأخلاق شأن آخر، فإذا صنع واقع الإنسان بخلقه وطبعه، وغير ماهيته، وصارت صورته الباطنية صورة أخرى فإن الأخلاق تكون في مقام رفيع.
صورة الناس واحدة، وواقعهم التابع لما عندهم من الأخلاق والملكات متعدد حتى إن بعضهم لا ينطبق عليه من الإنسان إلا صورته، لأن جوهره لا يتعدى حد الحيوان.
ولو أتيح للناس النظر بعين الحقيقة، لرأوا أكثرهم على خلاف صورهم.
*ثبات الأخلاق، الشيخ مرتضى مطهري،دار المحجة البيضاء،ترجمة لجنة الهدى،ط 1 - عام 1414هـ ـ1993م،ص49ـ52. 2010-02-04