الحاجة إلى الأمل في المستقبل والثقة بالله عز وجل
إضاءات إسلامية
من ميزات الإحيائيين إزالة روح اليأس والهزيمة من نفوس المؤمنين. الحاجة إلى الأمل بالمستقبل والثقة بالله حاجة الرساليين في كل زمان ومكان، وهو مورد تأكيد القرآن الكريم في مواضع عديدة.
عدد الزوار: 25من ميزات الإحيائيين إزالة روح اليأس والهزيمة من نفوس المؤمنين. الحاجة إلى الأمل بالمستقبل والثقة بالله حاجة الرساليين في كل زمان ومكان، وهو مورد تأكيد القرآن الكريم في مواضع عديدة. لكن الحاجة إليه ازدادت بشدّة في ظروف الغزو الاستعماري للعالم الإسلامي، وهزيمة المسلمين نفسيًا وعسكريًا واقتصاديًا أمام الغزاة. ومن هنا نجد الأستاذ المحاضر يؤكد في كل مناسبة على غرس روح الأمل في النفوس. يقول: "هذا مبدأ إسلامي يقضي أن يكون مصير البشرية إلى خير، لماذا؟ لأن الله تعالى خلق السماوات والأرض وفق موازين الحق، وخلق الإنسان لينشد الحق بفطرته. والإنسان بما عنده من إرادة يجب أن يتحرك وفق ما تقتضيه فطرته ليصل إلى ذلك المقصد" (المحاضرة العشرون).
ولا يخالنّ أحد أن الأنبياء فشلوا في أداء مهمتهم الرسالية. إذ هذا الفهم لمصير الأنبياء هو ما يردده المتقاعسون لتبرير تقاعسهم وقعودهم. يذكر الأستاذ المحاضر آية ويعلق عليها يقول: "القرآن الكريم يعلمنا أن كل واحدة من النبوّات كان لها دور وفاعلية في سلسلة النبوات، إضافة إلى أنها دفعت بالبشرية خطوة إلى الأمام، وهذا ما تؤيده وثائق التاريخ. وهكذا أتباع الأنبياء يستطيعون أن يحققوا النجاحات بشكل مؤكد، ولكن بشرطين وإذا تحقق هذان الشرطان فالنصر حتمي، وليس من الضروري أن يتحقق هذا الانتصار بمعجزة. وما هما الشرطان؟ الأول: الإيمان، أي العقيدة الواعية، إيمان مقرون بالتزام، ومقرون بالسعي والحركة. الثاني: الصبر، ويعني المقاومة، والثبات في الساحة، وعدم ترك الميدان في اللحظات الحساسة والخطرة" (المحاضرة العشرون).
ثم يذكر ما تحمله ذاكرته من كلام في تاريخنا الحديث يقول: "أذكر بالمناسبة كلام شخص من تاريخنا الحديث كان يخاطب أتباعه في الحركة الدستورية الإيرانية ويقول لهم: ناضلوا، وإن اشتدت عليكم الأمور ناضلوا أيضًا، وإن أيقنتم بالفشل الحتمي واصلوا النضال، عندئذ سوف يُكتب لكم النصر، هذا كلام صحيح. حين يبقى الأمل بالنصر في كل أحوال الشدّة فإن النصر عاقبة الأمور، أما إذا دبّ اليأس فثمة الفشل والهزيمة" (المحاضرة العشرون).
ويخرج بنتيجة لها علاقة بواقعنا الراهن يقول: "لا يخالنَّ المسلمون أن التخلّف والفقر والذلّ مقرون بهم ومطبوع عليهم ولا يمكن أن يفارقهم، وأن القوى المتجبّرة في العالم قد قُدّر لها أن تبقى مسيطرة على رقاب الأمة تمتص دماءهم وتستنزف ثرواتهم!! لا، لو أن الملايين من أبناء الأمة الإسلامية قد التزموا بالإيمان وتحلّوا بالصب لكانت الغلبة لهم. هذه هي توصية القرآن الكريم للمسلمين في كل زمان ومكان". (المحاضرة العشرون).
* من كتاب: مشروع الفكر الإسلامي في القرآن محاضرات للإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) - دار المعارف الإسلامية الثقافية


