يتم التحميل...

قبسات من السيرة المشرقة للإمام الحسن العسكري (عليه السلام)

الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)

ولد الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ (عليه السلام) في المدينة في الثامن من ربيع الآخر سنة 232. أبوه الإمام علي الهادي (عليه السلام)، ويقال له ولأبيه وجدّه (عليه السلام) ابن الرضا، ووالدته اسمها حُديث أو سليل، وكانت في غاية الصلاح والتقى، وكانت في بلدها في مصافّ الملوك. ويكفي في فضلها، أنّها كانت مفزعاً وملجأً للشيعة بعدة شهادة الإمام العسكريّ.

عدد الزوار: 132

ولد الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ (عليه السلام) في المدينة في الثامن من ربيع الآخر سنة 232. أبوه الإمام علي الهادي (عليه السلام)، ويقال له ولأبيه وجدّه (عليه السلام) ابن الرضا، ووالدته اسمها حُديث أو سليل، وكانت في غاية الصلاح والتقى، وكانت في بلدها في مصافّ الملوك. ويكفي في فضلها، أنّها كانت مفزعاً وملجأً للشيعة بعدة شهادة الإمام العسكريّ[1].
 
وكان من ألقابه: التقيّ، المرضيّ، النقيّ، الرفيق، الزكيّ، الصامت، الهادي، السراج، العسكريّ[2]، الخالص، وأما كنيته: فأبو محمّد.
 
وكان للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ولد واحد فقط هو الإمام محمد المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف[3].
 
وقد تسلّم الإمامة بعد شهادة أبيه الإمام الهادي (عليه السلام) في سنة 254هـ، إلى سنة 260هـ، فاستمرّت إمامته ست سنوات، وكان (عليه السلام) قبل شهادته قد أوصى إلى ابنه الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بالإمامة من بعده[4].
 
وكانت شهادته يوم الجمعة الثامن من ربيع الأوّل سنة 260 وعمره 28 عاماً، ودفن مع أبيه الهادي عليه السلام في سامرّاء[5].
 
مكارم أخلاقه وعبادته
لقد برز في حياة الإمام العسكريّ (عليه السلام) رغم المراقبة الشديدة والقاسية من قبل حكّام عصره خدمته للناس، واهتمامه بهم، فقد روى محمّد بن القاسم أبو العيناء الهاشميّ مولى عبد الصمد ابن عليّ عتاقة قال: كنت أدخل على أبي محمد (عليه السلام( فأعطش وأنا عنده فأجلّه أن أدعو بالماء فيقول: "يا غلام اسقه"، وربّما حدّثت نفسي بالنهوض فأفكر في ذلك فيقول: "يا غلام دابته"[6].
 
وكان الإمام (عليه السلام) كثير العبادة لله سبحانه وتعالى، يقوم الليل ويصوم النهار، وقد كان الإمام موضوعاً تحت المراقبة الشديدة، وقد تأثّر به الكثير من الناس. يروى أنّه دخل العبّاسيون على صالح بن وصيف عندما حبس أبا محمد (عليه السلام)، فقالوا له: ضيّق عليه ولا توسّع، فقال لهم صالح: ما أصنع به وقد وكّلت به رجلين شرّ من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم.
 
ثمّ أمر بإحضار الموكّلين، فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا: ما نقول في رجل يصوم النهار، ويقوم الليل كلّه لا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا؟ فلمّا سمع ذلك العبّاسيّون انصرفوا خائبين[7].
 
وكان المعتمد يسأل عليّ بين جرين عن الإمام (عليه السلام) بشكل دائم، ويتقصّى أخباره، فكان يأتيه الجواب: "إنّه يصوم النهار، ويصلّي الليل"[8].
 
وكان كثير الوعظ والتذكير بالله سبحانه وتعالى، ومن مواعظه قوله: "أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام على الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشدّ الناس اجتهاداً من ترك الذنوب"[9].
 
* من كتاب: دروس تمهيدية في سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) – سلسلة المعارف التعليمية - جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] الشيخ عباس القمي، منتهى الأمال، ج2، ص649.
[2] قال الشيخ الصدوق رضوان الله عليه: سمعت مشايخنا رضي الله عنهم يقولون: إنّ المحلة التي يسكنها الإمامان عليّ بن محمّد والحسن بن عليّ عليهما السلام بسر من رأى كانت تسمّى العسكر، فلذلك قيل لكلّ واحد منهما العسكري، راجع: علل الشرائع، ج1، ص230.
[3] الشيخ المفيد، محمد بن النعمان، الإرشاد، ج2، ص336، الشيخ الطبرسي، الفضل بن الحسن، تاج المواليد، ص59.
[4] الشيخ الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج1، ص328، باب الإشارة والنص على صاحب الدار عليه السلام.
[5] الشيخ الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج1، ص503، باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام.
[6] م.ن، ص512.
[7] م.ن.
[8] السيد ابن طاووس، علي بن موسى، مهج الدعوات، لا.ت، الناشر: كابغانه سنائي، لا.ط، ص275.
[9] ابن شعبة الحراني، الحسن بن علي، تحف العقول، ص489.

2025-10-01