السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): المجاهدة والمضحّية والصابرة
السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
اتّسمت حياة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) منذ نعومة أظفارها بالجهاد والدفاع عن الإسلام، فهي التي كانت إلى جنب أبيها منذ صغرها تمدّه بالعون وتقوّيه وترفده بالحبّ والحنان وتتحمّل في سبيل إعلاء كلمة الإسلام الجوع وهم في شعب أبي طالب، وتتحمّل تبعات الدعوة بكلّ روح مسؤولة دونما تأفّف واعتراض، حتّى استشهدت في مقتبل عمرها الشريف في سبيل الدفاع عن الإسلام.
عدد الزوار: 85اتّسمت حياة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) منذ نعومة أظفارها بالجهاد والدفاع عن الإسلام، فهي التي كانت إلى جنب أبيها منذ صغرها تمدّه بالعون وتقوّيه وترفده بالحبّ والحنان وتتحمّل في سبيل إعلاء كلمة الإسلام الجوع وهم في شعب أبي طالب، وتتحمّل تبعات الدعوة بكلّ روح مسؤولة دونما تأفّف واعتراض، حتّى استشهدت في مقتبل عمرها الشريف في سبيل الدفاع عن الإسلام.
وكانت منذ صغرها تقدّم التضحيات المطلوبة، ولم تتوقّف في أحلك المراحل وأصعبها، لهذا تجدها عليها السلام إلى جانب رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض المعارك التي خاضها (صلى الله عليه وآله وسلم) ضد المشركين كمعركة أحد، من خلال تضميد جراحات أبيها حيث تقول الرواية: "... إنها لمّا كُسرت رباعيته (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم أحد وهشّمت البيضة على رأسه، وكانت فاطمة (عليها السلام) تغسل عنه الدم وعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يسكب عليها بالمِجنّ، فلما رأت فاطمة (عليها السلام). أنّ الماء لا يزيد الدم إلّا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتّى إذا صار رماداً ألزمته الجرح فاستمسك الدم"[1]، فكانت بمثابة الممرِّضة له عليهم السلام أجمعين.
ويبيّن الإمام السيد علي الخامنئيّ (دام ظله) هذه المسألة فيقول: "تُعتبر شخصيّة الزّهراء (عليها السلام) المطهّرة في الأبعاد السّياسيّة والاجتماعيّة والجهاديّة شخصيّة مميّزة بحيث إنّ جميع النّساء المجاهدات والثوريّات والمميّزات والسياسيّات في العالم يُمكنهنّ أن يأخذن الدروس والعبر من حياتها القصيرة ولكن المليئة بالمحتوى والمضمون. امرأةٌ وُلدت في بيت الثورة، وأمضت كلّ طفولتها في حضن أبٍ كان في حالة مستمرّة من الجهاد العالميّ العظيم الّذي لا يُنسى، تلك السيّدة الّتي كانت في مرحلة طفولتها تتجرّع مرّارات الجهاد في مكّة، وعندما حوصرت في شعب أبي طالب، لمست الجوع والصعاب والرّعب وكلّ أنواع وأصناف الشّدائد في مكّة، وبعد أن هاجرت إلى المدينة أضحت زوجة رجلٍ كانت كلُّ حياته جهادًا في سبيل الله...
فحياة السيدة فاطمة الزّهراء (عليها السلام)، وإن كانت قصيرة ولم تبلغ أكثر من عشرين سنة، لكنّها من جهة الجهاد والنّضال والسّعي والصّبر والثورة والدّرس والتّعليم والتعلّم والخطابة والدّفاع عن النبوّة والإمامة والنّظام الإسلاميّ كانت بحرًا مُترامياً من السّعي والجهاد والعمل وفي النّهاية الشهادة. هذه هي الحياة الجهاديّة لفاطمة الزّهراء (عليها السلام) الّتي هي عظيمة جدّاً واستثنائيّة وفي الحقيقة لا نظير لها، ويقيناً ستبقى في أذهان البشر - سواء اليوم أم في المستقبل - نقطةً ساطعةً واستثنائية"[2]. ففي كلّ مرحلة من مراحل الدعوة وفي كلّ محطّة من محطّات حياة الزهراء (عليها السلام) كان هناك جهاد معيّن ملقىً على عاتق السيدة فاطمة (عليها السلام)، حسب السمات الخاصّة بكلّ مرحلة.
* من كتاب: السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قدوة وأسوة – سلسلة المعارف التعليمية - دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج20، ص 31.
[2] الإمام الخامنئيّ (دام ظله)، كتاب إنسان بعمر 250 سنة، دار المعارف الإسلامية، ص 149.