واجبات الشعب تجاه الجمهورية الإسلامية
إضاءات إسلامية
كما على الحاكم أن يراعي ما تقدم من الأمور التي دعا لها الإسلام، كذلك فإن على الشعب أن يقوم بالمهام التي ألقيت على عاتقه، ومن أهم هذه المهمات التي نبه إليها الإمام الخميني قدس سره:
عدد الزوار: 39كما على الحاكم أن يراعي ما تقدم من الأمور التي دعا لها الإسلام، كذلك فإن على الشعب أن يقوم بالمهام التي ألقيت على عاتقه، ومن أهم هذه المهمات التي نبه إليها الإمام الخميني قدس سره:
1- مصلحة الإسلام والبلد:
رضا الله هو الأصل في كل الأمور، ولو لم يكن رضا الله تعالى أساس أي عمل فإن من الطبيعي ان لا ينتج إلا ما هو خلاف المصلحة، فعندما يكون رضا الله تعالى نصب عيني الإنسان فإن ذلك الإنسان سيقوم بأداء مسؤولياته بالشكل الأمثل والأكمل، ولا سيما في الأمور التي تتطلب منه اتخاذ قرارات، لها بعد سياسي أو اجتماعي، كالإنتخابات، فيصبح الانتخاب حينذاك انتخاباً لمن يحافظ على الشرع والدين والقيم الأخلاقية, يقول الإمامه مخاطباً شعبه: "إنني وفي أيام عمري الأخيرة أهاجر إلى دار الرحمة وكُلّي يقين وفخر بنبوغكم، وسوف يصل الفخر إلى حدّ الكمال عندما تكشفون عن كمال رشدكم الإنساني الإسلامي في انتخابات مجلس الشورى الإسلامي وانتخابات رئاسة الجمهورية.
أنت أيها الشعب العزيز الذي انتفضت لأجل الله ولأجل تحقيق رضاه وقد حققت معجزة الانتصار بتأييده وتوفيق ذاته المقدسة، حاول الآن في هذه المرحلة التي هي مقام امتحان أن لا تجعل مصلحة الإسلام والبلد الإسلامي فداءً لمصالحك الشخصية أو الفئوية"[1].
2- الشعور بالمسؤولية:
أول الواجبات الملقاة على عاتق الشعب هو الشعور بالمسؤولية، والشعور بالمسؤولية يكون من خلال الأمور التالية:
أ- الحفاظ على روح الإسلام في كل الأمور.
ب - تقديم الصورة الناصعة عن الإسلام من خلال السلوك على النهج الإسلامي والأخلاق الإسلامية.
ج- توجيه المسؤولين الذين ينحرفون عن خط الإسلام، وتنبيههم إلى هذا الأمر.
وهذه النقاط أكد عليها الإمام الخميني قدس سره حيث يقول: "هذه نصيحة عامة لها أهمية عندي، وهي لجميع أبناء الشعب, انتبهوا بدقة حتى لا تخطوا خطوة مغايرة للإسلام، انتبهوا بدقة تامة للّجان التي تحت كفالتكم لئلاّ يكون فيها أشخاص يعملون خلاف الإسلام. انتبهوا حتى لا يرتكب أشخاص باسم الإسلام وباسم المسلمين عملاً يسيء للوجه الناصع للإسلام؛ فهذا في نظري أهم من جميع الأمور.
كلنا مسؤولون عن إداء هذا العمل، أي أن نبذل ما في وسعنا حتى لا يُظن بأن الإسلام مثل سائر الحكومات الأخرى، وأنه لم تكن لهم القدرة من قبل، وبعد أن أصبحوا مقتدرين بقوا على حالهم. إن هذه المسألة مهمة؛ فليحذر السادة كثيراً. إن جميع أبناء الشعب مكلفون بالإشراف على جميع الأمور المرتبطة بالإسلام الآن, فلو شاهدوا أن أحد أعضاء اللجان الثورية - لا سمح الله - ارتكب عملاً مغايراً لمقررات الإسلام لوجب على الفلاح أن يعترض، وعلى الكاسب أن يعترض، يجب على المعممين وعلماء الدين الاعتراض، أن يعترضوا ليصححوا الانحراف.
بناءً على ذلك فإن الشيء المهم من وجهة نظري هو أن نلتفت جميعاً، وجميع الفئات إلى هذا الأمر.. (كلكم راع) ولينتبه الجميع لهذه المسألة"[2].
3- إصلاح المجتمع:
وهنا تظهر أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه الفريضة الإلهية التي تُعنى أساساً بصيانة المجتمع والحفاظ على قيمه وأخلاقه وسلوكه القويم؛ يقول الإمام قدس سره: "لو أن فرداً ذا مرتبة دنيا في أعين الناس، شاهد انحرافاً من شخص ذي مرتبة عليا في أعين الناس، فإن الإسلام يأمره بالذهاب إليه ونهيه. يجب أن يقف أمامه ويقول له بأن عملك هذا انحراف، فكفّ عنه...
فالتربية الإسلامية تؤكد عدم محاباة أي شخص في سبيل تنفيذ الأحكام الإلهية، والقيام بالنهضات الإسلامية. فهذا سيد وذاك ليس بسيد، وهذا أب وذاك ابن، وهذا رئيس وذاك مرؤوس، فهذه أمور غير مطروحة أبداً. الموضوع هو هل يعمل هذا ضمن النهج الإسلامي أم لا؟
فإذا كان في طريق الإسلام فإنه يجب تشجيعه أياً كان وإبداء الودّ له. أما لو لم يكن كذلك، أي إنه عمل خلافاً للإسلام فإن الجميع مكلفون بمنعه سواء كان عالماً كبيراً أو رئيساً أو متشرداً.
حاولوا أن تطبقوا أحكام الإسلام، وأن تدفعوا الآخرين أيضاً للعمل بها, فكما أن كل إنسان مكلف بإصلاح نفسه فإنه مكلف بإصلاح الآخرين، وهذا هو الهدف من مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, لكي يتم إصلاح المجتمع"[3].
4- عدم التأثر بالإعلام المعادي:
فإن وسائل الإعلام المعادية للأمة تحاول أن تمارس على الشعوب حرباً نفسيةً لتهزم بذلك النفوس، وتحبط العزائم، فعلى الأمة أن تحذر كل الحذر من محاولات إيجاد الشرخ بينها وبين المخلصين من مسؤوليها، والتنبه جيداً لما يحاك من المؤامرات عليها، والتي تجنَّدُ لها كلُّ الوسائلِ والأبواقِ الدعائيةِ المغرضة، وينبهنا الإمام الخميني قدس سره من هذه الأساليب بقوله: "كما أوصيهم مؤكداً أن لا يستمعوا إلى الأبواق الإعلامية لأعداء الإسلام والجمهورية الإسلامية، فجميع أولئك جاهدون لإخراج الإسلام من الساحة حفاظاً على مصالح القوى الكبرى"[4].
* خط الإمام الخميني قدس سره، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الوصية الإلهية الخالدة.
[2] من خطاب للإمام الخميني قدس سره بعنوان: مكانة الجماهير.
[3] من خطاب للإمام الخميني قدس سره بعنوان: مكانة الجماهير.
[4] الوصية الإلهية الخالدة.