كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في مناسبة يوم الشجرة وأسبوع الموارد الطبيعية
2025
بتاريخ 2025/03/05م
عدد الزوار: 14كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في مناسبة يوم الشجرة وأسبوع الموارد الطبيعية، بتاريخ 2025/03/05م
بسم الله الرحمن الرحيم
بحمد الله، كما جرت العادة كل عام، وُفّقنا هذا العام أيضًا بفرصة غرس بضع شتلات، شتلتين أو ثلاث. الغاية من ذلك هي أن يتوجه، إلى جانب الشباب، الأشخاص مَن هم في أعمارنا أيضًا نحو هذا العمل المهم والعظيم والضروري والجميل. ينبغي أن يسعى الجميع بشوق إلى غرس الشتول وزيادة الأشجار والمساحات الخضراء في البلاد.
إنّ التشجير استثمار، هو في الواقع نظرة مستقبلية، وإنتاج للثروة. فهذه الشتلة ستتحول مع مرور الوقت إلى شجرة. فإن كانت شجرة مثمرة، فهي نوع من الثروة، وإذا كانت للخشب، فهي أيضًا نوع من الثروة. إنكم تحققون بالتشجير ربحًا لا خسارة فيه. هذا أحد جوانب قضية غرس الشتول.
الجانب الآخر منها يتمثّل في كونها عاملًا لسلامة الهواء. فالأشجار والمزارع والخضراوات التي ينبتها الله تعالى من الأرض، لها تأثير في تحسين بيئة الحياة وجودة الهواء. لذلك، تستفيد البيئة أيضًا من غرس الشتول والأشجار، إذ تُعدّ البيئة أمرًا بالغ الأهمية، فهي بيئة حياة الإنسان، ولا غنى للناس عنها. هذا جانب.
جانبٌ آخر يتمثّل في أن الأشجار والمساحات الخضراء تضفي النضارة والصفاء على بيئة الحياة، فبالإضافة إلى جانب الصحة والمنفعة المادية وما شابه، فإنها تبعث البهجة في الأنظار والأفئدة. إذا ازدانَت البيئة بالخضرة، وكانت مخضرّة بما ينبت من نعم الله، أفادت بيئة الإنسان الروحية وانتفع الناس منها. هذه جوانب مختلفة. في الحقيقة، إنّ التجشير وغرس الشتول فيه فوائد مادية وبيئية وويُعدّ مصدرًا للنضارة والمنفعة النفسية. حقًّا وإنصافًا، إنه ربح مطلق من الجوانب كلها. أي لا يوجد فيها أي ضرر إطلاقًا.
ما أود أن أوصي به هو أن تؤخذ هذه النهضة الوطنية للتشجير، التي أُعلن عنها العام الماضي وسمعت أنها تسير -بحمد الله- على نحو جيد، على محمل الجد وتتابعوها. عندما أُعلن في حكومة الشهيد رئيسي عن زراعة مليار شجرة في أربع سنوات، تبيّن أن هذا الأمر عمليّ وممكن التحقيق، بشرط أن تتكاتف جهود الجميع، وأن تُقدّم الأجهزة الحكومية المعنية الدعم اللازم للناس، سواء عبر التبيين أو عبر المساعدات العملية والإدارية وما شابه ذلك.
النقطة المهمة الأخرى هي ألا نزرع الشتول من جهة، ومن جهة أخرى ندمّر الأشجار الكبيرة المفيدة ونقطعها. صحيح أن قطع الأشجار قد يكون ضروريًا أو مطلوبًا تقنيًا في بعض الحالات، سواء في الغابات أو غيرها، وهذا بحث آخر، ولكن بالمجمل يجب الحذر من قطع الأشجار لأنه أمر مضر وخطِر. ينبغي منع تدمير الغابات، ويجب منع تحويل الأراضي الزراعية إلى استخدامات أخرى، والتصدي لهذه الممارسات. هذه مسألة أيضًا. سمعتُ أنه -بحمد الله- قد اتُخذت خطوات جيدة في هذا المجال في طهران وبعض المدن الأخرى، وينبغي مواصلتها.
أوصي بأن ينظر ناسنا الأعزاء إلى قضية غرس الشتول على أنها عمل صالح وحسنة، وأن يُكثِروا عدد الأشجار والنباتات، ليضفوا بهذا العمل صفاء على البيئة، بالإضافة إلى توفير وسيلة لهم للاستفادة المادية والروحية والمعنوية. أسأل الله المتعالي التوفيق للجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.