ما معنى الغيبة والظهور؟
إضاءات إسلامية
لقد اختلف المسلمون في معنى ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) آخر الزمان، حيث فسره غير الشيعة بمعنى الوجود والولادة في ذلك الزمان، حيث لم يؤمنوا بوجود الإمام وبكونه حياً طوال هذه الفترة،
عدد الزوار: 41لقد اختلف المسلمون في معنى ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) آخر الزمان، حيث فسره غير الشيعة بمعنى الوجود والولادة في ذلك الزمان، حيث لم يؤمنوا بوجود الإمام وبكونه حياً طوال هذه الفترة، ولكن هذا التفسير تعارضه الروايات التي تحدثت عن الغيبة والظهور بشكل واضح، فإن الغيبة تعني الاختفاء عن الأنظار بعد الوجود والولادة، والظهور بعد الغيبة يعني الخروج من حالة الاختفاء ليشاهده الناس ويظهر لهم جميعاً، وهذا واضح في اللغة.
وهناك روايات تؤكد على ضرورة وجود إمام في كل زمان وعدم إمكانية وجود إنسان على الأرض مع غياب الحجة، فعن الإمام علي الرضا (عليه السلام): "لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها"([1]).
ومن هذا المنطلق كان التأكيد على ضرورة معرفة الإمام في كل زمان كما في الحديث الشريف:
"من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية"([2]).
غيبتان للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف:
كما مرَّ معنا في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أن للقائم غيبتان غيبة صغرى وغيبة كبرى.
الغيبة الصغرى: بدأت حينما هجم جيش الخليفة، على دار الإمام العسكري (عليه السلام) إثر وفاته أي من سنة 260ه إلى انتهاء هذه الغيبة سنة 329ه أي 69 عاماً وعدة أشهر كان يتصل بشيعته ويرعى شؤونهم من خلال سفرائه الأربعة الذين هم:
1 - عثمان بن سعيد العمري خمس سنوات.
2 - محمد بن عثمان العمري أربعون سنة.
3 - الحسين بن روح النوبختي إحدى وعشرين سنة.
4 - علي بن محمد السمري ثلاث سنوات.
انتهت الغيبة الصغرى وبدأت الغيبة الكبرى بوفاة السفير الرابع علي بن محمد السمري سنة 329هـ.
لماذا غيبتان أو ما هو الهدف من الغيبة الصغرى:
لماذا غاب الإمام (عجل الله تعالى فرجه) غيبتين ولم يغب غيبة واحدة أو ما هو الهدف من الغيبة الأولى.
إن هناك هدفان أساسيان للغيبة الصغرى وإقامة السفارة مقامه عجل الله تعالى فرجه:
1 - تهيئة الأمة لاستيعاب مفهوم الغيبة الكبرى وتعويدهم عليها تدريجياً وعدم مفاجئتهم بذلك خصوصاً أن ولادة الإمام عجل الله تعالى فرجه كانت في ظرف صعب وخطرٍ من السلطات العباسية حتى أخفيت ولادته المباركة.
2 - قيام السفارة والنيابة بالقيام بشؤون الأمة وتعويد الناس على الارتباط بالعلماء أثناء غيبة الإمام سياسياً واجتماعياً.
* من كتاب معرفة أهل البيت (عليهم السلام)، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) بصائر الدرجات، ص508.
([2]) ميزان الحكمة، ج1، ص12.