الخطاب الثقافي التبليغي رقم (10): اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ
المجتمع الايماني والجهادي كسائر المجتمعات البشرية تعرض له الانتصارات التي تكون من عطاءات الله عز وجل له، كما تعرض له أحيانا إخفاقات او تنزل عليه بعض أنواع البلاءات والمصائب، وكلما كان المجتمع أشد إيمانا واقوى ثباتا وتماسكا استطاع ان يتغلب على ذلك ويمهد طريق الانتصارات مجددا.
ومن البلاءات التي يواجهه المجتمع الايماني والجهادي السخرية والاستهزاء من قبل العدو او الخصوم حتى لو كانوا من نسيجه ومن داخلة او ممن هم على دين واحد معه ولكنهم اخفقوا في الالتحاق بركب الجهاد والبذل والتضحية.
وفي أيامنا هذه يكثر اولئك الذين يستعملون اسلوب السخرية بمواقف القادة او بما يتعرض له المجتمع الإيماني ولأننا مجتمع تربيته قرآنية إلهية وبالرجوع الى آيات كتاب الله نلاحظ التالي:
1- ان الاستهزاء عادة جارية سابقة تعرض لها الانبياء من قبل المعاندين وأهل الضلال، قال تعالى: ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ )١٠ الأنعام (.
فالاستهزاء هو سيرة سيئة وعادة قبيحة اتسم بها هؤلاء.
2- ان جرأة هؤلاء تصل الى حد لا يرون حرمة لأحد حتى لله عز وجل ولرسوله ولآيات كتابه، ولذلك على اهل الايمان ان لا يتأثروا بهذه الجرأة الوقحة لهؤلاء عليهم، قال تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ )٦٥ التوبة (.
3- ان اعتماد هؤلاء لأسلوب الاستهزاء نابع من ارتكابهم للذنوب وبعدهم عن الله وتلوث قلوبهم بمساوئ الأخلاق، قال تعالى: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ﴾)١٠ الروم (
4- إن الله عز وجل الذي تكفل لأهل الإيمان بالنصر والتسديد في المواجهة العسكرية هو الذي تكفل الرد على المستهزئين، قال تعالى: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾)١٥ البقرة (
5- ان هؤلاء قد يجدون فرصة لمدة معينة من الزمن في ممارسات سخريتهم واستهزائهم وقد يجعل ذلك مزيدا من البلاءات لاهل الايمان ولكن ما ينبغي ان يتذكره اهل الجهاد والصبر ان هذا من الله من الاملاء اي ان الله عز وجل يفتح المجال لهم الى امد ثم ينتقم منهم، قال تعالى: ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾ )٣٢ الرعد (.