هذا عدوُّنا
ذو القعدة
نجدِّدُ آياتِ العزاءِ لمولانا صاحبِ العصرِ والزمانِ (عجّلَ اللهُ فرجَه) ولوليِّ أمرِ المسلمينَ وللمجاهدينَ جميعاً بذكرى رحيلِ الإمامِ الخمينيِّ (قُدِّسَ سرُّه).
عدد الزوار: 201
مِنْ وصيَّةِ الإمامِ الخمينيِّ (قُدِّسَ سرُّهُ): «وشعبُنا، بلْ والشعوبُ الإسلاميَّةُ ومستضعفو العالمِ، فخورونَ بأنَّ أعداءَهُم -الّذينَ همْ أعداءُ اللهِ العظيمِ والقرآنِ الكريمِ والإسلامِ العزيزِ- هُمْ حيواناتٌ مفترسةٌ، لا يتورَّعونَ عنِ ارتكابِ أيَّةِ جنايةٍ وخيانةٍ لتحقيقِ أهدافِهِم المشؤومةِ والجانيةِ، ولا يُميِّزونَ -في طريقِ الوصولِ إلى الرئاسةِ ومطامعِهِم الدنيئةِ- بينَ العدوِّ والصديقِ، وعلى رأسِهِم أمريكا، هذهِ الإرهابيّةُ ذاتاً، هذهِ الدولةُ الّتي أضرمَتِ النارَ في جميعِ أرجاءِ العالمِ، وحليفتُها الصهيونيّةُ العالميّةُ، الّتي ترتكبُ -لتحقيقِ مطامعِها- جناياتٍ تخجلُ الأقلامُ والألسنةُ منْ كتابتِها وذكرِها... ويحملُهُم الخيالُ الأبلهُ بإسرائيلَ الكبرى على ارتكابِ أيَّةِ جنايةٍ»[1].
لقدْ وضعَ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّه)، ومنذُ بدايةِ انتصارِ الثورةِ الإسلاميّةِ، تسميةً واضحةً لأمريكا، وهيَ «الشيطانُ الأكبرُ»، وما يزالُ العالمُ الإسلاميُّ يعاني مِنْ ظلمِ الإرهابِ الأمريكيِّ. وبمناسبةِ ذكرى رحيلِ الإمامِ الخمينيِّ (قُدِّسَ سرُّه)، نعيدُ التذكيرَ ببعضِ العناوينِ المستفادةِ منْ كلماتِهِ حولَ عدوِّ الإنسانيّةِ هذا:
1. الاستكبارُ: يقولُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّه): «ينظرُ المستكبرونَ إلى العالمِ نظرةً استعلائيَّةً خاصّةً، ومِنْ خلالِ ما يستحوذُ عليهِم مِنْ مرضٍ نفسيٍّ، هذا المرضُ الّذي جعلَهُم لا يعيرونَ أيَّةَ أهمّيّةٍ للشعوبِ، ولا يحسَبونَها في عِدادِ العالمِ... لا يعيرونَ للشعوبِ أهمّيّةً بسببِ الروحِ الاستكباريّةِ الّتي أعمَتْ بصيرتَهُم، فأخذُوا يستصغرونَ الشعوبَ والجماهيرَ»[2].
2. التخلُّفُ المعنويُّ: «لا تظنُّوا أنَّ الغربيِّينَ قدْ تقدَّمُوا، إنَّهم تقدَّمُوا مادّيّاً، لكنَّهُم متخلِّفونَ معنويّاً، إنَّ الإسلامَ وسائرَ أديانِ التوحيدِ تريدُ أنْ تصنعَ الإنسانَ، والغربُ بعيدٌ تماماً عنْ هذا المعنى... وكما ترَوْنَ، فإنَّهُ كلَّما تقدّمَ بلدٌ مِنْ هذهِ البلدانِ المسمّاةِ بالمتطوِّرةِ، ازدادَ قهرُهُ وضغطُهُ على البشرِ، لقدْ كنّا نحنُ ضحيّةً لإحدى هذهِ البلدانِ الّتي تُسمّى بالمتقدِّمةِ، وهي أمريكا، وكذلكَ غيرُنا الكثيرُ مِنْ بلدانِ العالمِ الآنَ. إنَّ الأشياءَ الّتي طوَّرَها هؤلاءِ يستخدمونَها ضدَّ الأهدافِ الإنسانيّةِ»[3].
3. الإجرامُ والقتلُ: يعبِّرُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّه) في وصفِهِ للشيطانِ الأكبرِ بأنَّهُ صاحبُ طبعٍ حيوانيٍّ يتمثَّلُ بالإجرامِ، يقولُ: «إنَّ أسلوبَ التربيةِ في الغربِ جرَّدَ الإنسانَ مِنْ إنسانيّتِهِ، وحوّلَهُ إلى حيوانٍ مُفترسٍ، وحيثُما سرَّحتُم البصرَ في هذا العالمِ الآنَ، والّذي يبدو هادئاً وخالياً منَ الحروبِ الشاملةِ، فإنَّ كلَّ بلدٍ يعمُّهُ القتلُ، سببُهُ التدخّلُ الأمريكيُّ... وهذا لبنانُ كغيرِهِ منَ البلدانِ، يعمُّهُ القتلُ بسببِ التدخّلِ الأمريكيِّ، وهكذا يبدو حيواناً، ليتَهُ كانَ أليفاً، بلْ حيواناً مفترساً قاتلاً آكلاً للحومِ البشرِ، فهذا ليسَ تقدُّماً إنسانيّاً»[4].
4. سلبُ مقدَّراتِ الشعوبِ: مِنْ خُبثِ الشيطانِ الأكبرِ أنَّهُ ينهبُ ثرواتِ الشعوبِ، وهذا ما نشهدُهُ بالعيانِ اليومَ، يقولُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّه): «أمريكا بِصفتِها أقوى دُولِ العالمِ، لمْ تتركْ وسيلةً إلّا وقدِ التجَأَتْ إليها، للاستيلاءِ على المزيدِ مِنْ ثرواتِ البلدانِ الخاضعةِ لها. إنَّ أمريكا هيَ العدوُّ الأوَّلُ لشعوبِ العالمِ المحرومةِ والمستضعَفةِ... إنَّها تستثمرُ مقدَّراتِ شعوبِ العالمِ المظلومةِ عنْ طريقِ ما تبثُّهُ منْ دعاياتٍ واسعةٍ، تنظِّمُها الصهيونيّةُ العالميّةُ. وإنَّها تمصُّ دماءَ الشعوبِ المستضعَفةِ بواسطةِ أياديها الغامضةِ والخائنةِ بشكلٍ رهيبٍ، وكأنَّهُ لا حقَّ للحياةِ في العالِم إلّا لها ولأزلامِها»[5].
نجدِّدُ آياتِ العزاءِ لمولانا صاحبِ العصرِ والزمانِ (عجّلَ اللهُ فرجَه) ولوليِّ أمرِ المسلمينَ وللمجاهدينَ جميعاً بذكرى رحيلِ الإمامِ الخمينيِّ (قُدِّسَ سرُّه).
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
[1] راجع: الإمام الخمينيّ، صحيفة الإمام، ج21، ص360.
[2] راجع: الإمام الخمينيّ، صحيفة الإمام، ج11، ص83.
[3] راجع: الإمام الخمينيّ، صحيفة الإمام، ج8، ص315.
[4] راجع: الإمام الخمينيّ، صحيفة الإمام، ج8، ص82.
[5] راجع: الإمام الخمينيّ، صحيفة الإمام، ج13، ص161.