إلى أي حزب تنتمي؟
العلاقة مع النفس
منذ تمرّد إبليس على الأوامر الإلهيّة، انقسم العالم إلى حزبين: حزب الله وحزب الشيطان.
عدد الزوار: 459منذ تمرّد إبليس على الأوامر الإلهيّة، انقسم العالم إلى حزبين: حزب الله وحزب الشيطان.
أمّا حزب الله فهم أولئك السائرون على خطّ ولاية الله تعالى ورسوله وأهل البيت عليهم السلام، والمتمسّكون بنهجهم ومدرستهم، مدرسة القرب من الله سبحانه والتزام الطاعة وأداء التكليف الإلهيّ.. فرضي الله عنهم حينما قال: ﴿رضِي اللهُ عنْهُمْ ورضُوا عنْهُ أُوْلئِك حِزْبُ اللهِ ألا إِنّ حِزْب اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾([1]).
حزب الله هم أولئك الّذين تحدّث عنهم القرآن الكريم وبشّرهم بالفوز والنصر والفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ومن يتولّ الله ورسُولهُ والّذِين آمنُواْ فإِنّ حِزْب اللهِ هُمُ الْغالِبُون﴾([2]).
وأمّا حزب الشيطان فهم أولئك البائسون الخاسرون المذنبون التائهون في ظلمات الدنيا وملذّاتها الفانية.. قال تعالى: ﴿إِنّ الشّيْطان لكُمْ عدُوٌّ فاتّخِذُوهُ عدُوًّا إِنّما يدْعُو حِزْبهُ لِيكُونُوا مِنْ أصْحابِ السّعِيرِ﴾([3]).
حزب الشيطان هم أولئك الّذين: ﴿اسْتحْوذ عليْهِمُ الشّيْطانُ فأنساهُمْ ذِكْر اللهِ أُوْلئِك حِزْبُ الشّيْطانِ ألا إِنّ حِزْب الشّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُون﴾([4]).
هل سألنا أنفسنا يوماً إلى أيّ الحزبين ننتمي؟!
هل ننتمي إلى حزب الله أم ننتمي إلى حزب الشيطان؟
وإذا أردنا الجواب القاطع والحاسم وغير الملتبس، علينا أن نعود إلى المنبع الطاهر والفكر الأصيل فكر محمّد وآل محمّد عليه السلام، لنعرف نحن من أين وفي أين وإلى أين.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحبّ أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين، فليوالِ عليّاً بعدي، وليعاد عدوّه، وليأتمّ بالأئمّة الهداة من ولده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي... حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله عزّ وجلّ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان"([5]).
ويقول وصيّ النبيّ الإمام عليّ عليه السلام: "أيسرّك أن تكون من حزب الله الغالبين؟ اتّقِ الله سبحانه وأحسن في كلّ أمورك، فإنّ الله مع الّذين اتقوا والّذين هم محسنون"([6]).
وعنه عليه السلام: "عليكم بالتمسّك بحبل الله وعروته، وكونوا من حزب الله ورسوله، والزموا عهد الله وميثاقه عليكم، فإنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً"([7]).
وعنه عليه السلام: "طوبى لنفسٍ أدّت إلى ربّها فرضها... في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربّهم شفاههم، وتقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم، أولئك حزب الله، ألا إنّ حزب الله هم المفلحون"([8]).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في جلد رجل ونشاطه، لمّا قال أصحابه فيه: لو كان هذا في سبيل الله-: "إن كان خرج يسعى على وُلده صغاراً فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيل الشيطان"([9]).
إذاً عندما نعرف كلّ هذا، وكيف السبيل إلى خطّ حزب الله، نكون في الوقت عينه تجنّبنا خطّ حزب الشيطان. عندها تُحدّد هويّتنا الحقيقيّة، كما يقول الإمام الصادق عليه السلام: "نحن وشيعتنا حزب الله، وحزب الله هم الغالبون"([10]).
* مظاهر الرحمة، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) المجادلة: 22.
([2]) المائدة: 56.
([3]) فاطر: 6.
([4]) المجادلة: 19.
([5]) بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 23، ص 144، ح 100.
([6]) ميزان الحكمة، الريشهري، ج 1، ص 600.
([7]) م. ن، ج 1، ص 600.
([8]) نهج البلاغة، الكتاب 45.
([9]) ميزان الحكمة، الريشهري، ج 4، ص 3415.
([10]) م. ن، ج 1، ص 600.